أتباع الدولة الإسلامية وضحاياها يفرون من أنقاض “الخلافة” في سوريا

 

غادر مئات آخرون من الأشخاص من جنسيات مختلفة أمس الأربعاء آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا في حراسة قوات سوريا الديمقراطية في إطار نزوح كل من أتباع التنظيم وضحاياه من آخر بقعة يسيطر عليها.

ولا يتبقى من ”الخلافة“ التي أعلنها أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم عام 2014 على أراض شاسعة من العراق وسوريا سوى جزء من الباغوز التي تتألف من مجموعة قرى صغيرة وسط أراض زراعية على نهر الفرات على الحدود مع العراق.

وكان هناك نساء من العراق وسوريا وروسيا وأذربيجان وبولندا وصبي إندونيسي وفتيات إيزيديات يشعرن بالصدمة من بين الذين خرجوا خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية في قوافل الشاحنات التي انتهى بها المطاف في نقطة تجمع خارج الجيب.

وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية إن حوالي 40 ألف مدني غادروا على مدار ثلاثة أشهر بينهم نحو 15 ألف شخص منذ أن أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن هجومها الأخير على الباغوز في التاسع من فبراير شباط.

وفاق العدد التقديرات الأولية وأجل خطط قوات سوريا الديمقراطية لاقتحام الجيب أو إجبار المقاتلين الأجانب المتحصنين داخله على الاستسلام.

ووصلت 15 شاحنة الأربعاء نزل منها مئات النساء اللائي يرتدين النقاب برفقة أطفالهن ووقفن صفا كي يجري تفتيشهن ويحصلن على الخبز والماء.

وانتظرن وسط رياح شديدة البرودة وعاصفة ترابية للرحلة التالية إلى مخيم ببلدة الهول القريبة وغيره من مخيمات النازحين في شمال شرق سوريا. وكانت سيارتا إسعاف تقفان على مقربة بينما حلقت الطائرات الحربية على ارتفاع منخفض.

* قوات خاصة

خضع الرجال الذين نزلوا من الشاحنات للتفتيش والاستجواب. وجرى اقتياد بعضهم جانبا وإجبارهم على الجثو على الأرض. وبعضهم بترت قدماه والبعض كان يستند على عكازات.

ومنذ وقفهم تقدم الدولة الإسلامية في بلدة كوباني على الحدود التركية في مطلع 2015، خاض مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية معارك ضد التنظيم في أنحاء شمال وشرق سوريا تحت غطاء من الضربات الجوية المكثفة التي شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقال بعض الرجال الذين كانوا جاثمين في صف إنهم ليسوا مقاتلين وإنما عاملون إداريون لم يشاركوا في العنف. وقال رجال سوريون آخرون إنهم لم يعملوا قط لصالح الدولة الإسلامية لكن انتهى بهم الأمر أن يعملوا في المنطقة التي تسيطر عليها سائقي حافلات أو تجار.

وقال بالي إن القوات الخاصة بقوات سوريا الديمقراطية تفحص هويات الرجال للوقوف على ما إذا كان هناك إرهابيون قد تسللوا بين المدنيين.

وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية عثرت خلال تفتيشها للأشخاص المغادرين للباغوز على قنابل وسترات ناسفة وبنادق مزودة بأجهزة كاتمة للصوت.

ويشهد تنوع خلفيات الفارين على الطريقة التي اجتذبت بها الدولة الإسلامية أتباعها من مختلف أنحاء العالم وإخضاع سوريين وعراقيين لحكمها الوحشي.

وقال صبي إندونيسي عمره 11 عاما إنه موجود في سوريا منذ أربع سنوات وأن والديه أحضراه للانضمام للخلافة التي أعلنها التنظيم. وأضاف أنهم عاشوا في العراق وشرق سوريا وأنه حفظ القرآن واستخدم السلاح.

وتوفيت والدته في القصف وغادر والده، وهو مقاتل، الباغوز معه وهو الآن معتقل، مما يتركه بمفرده على مسافة بعيدة من موطنه.

* أتباع وضحايا

خرجت يوم الثلاثاء فتاتان صغيرتان للغاية من الباغوز في شاحنة وقد كُتبت على أذرعهما أرقام هواتف محمولة. وكان مقاتلون من الدولة الإسلامية أسروهما من منطقة سنجار بالعراق. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها ستحاول لم شملهما بأسرتيهما في العراق.

لكن كثيرين ممن يغادرون الباغوز لا يزالون يؤيدون التنظيم الذي أسر هاتين الطفلتين، مما يشير إلى تهديده المستمر.

فقد قالت شابة عراقية تدعى مروة وتبلغ من العمر 19 عاما إنها قدمت إلى سوريا بعد القبض على والدها ومقتل أخيها في ضربة جوية بالعراق.

وأضافت ”أشعر كما لو أنني في حلم. تركت الدولة الإسلامية وأتيت إلى هنا.. الأمر كأنه حلم“.

قالت شابة من حلب تدعى أم هشام إن الوضع في الباغوز مزر. وأضافت ”الجميع يموت. مئات من شقيقاتنا يمتن. الأطفال يموتون جوعا“.

وأصيب زوجها، العضو بالدولة الإسلامية، بنيران قناص وأصر على أن تغادر الجيب مع طفليها الصغيرين كي يتسنى له التماس العلاج.

وكانت تود أن تموت في الداخل. وقالت ”لا آسف على الانضمام للدولة الإسلامية. لا .. لا أشعر بالأسف على ذلك… الموت قادم سواء هنا أو في الباغوز“.

 

المصدر: رويترز

 

بلدة الباغوزداعشقوات سورية الديمقراطيةمخيم الهول