قال مسؤولون استخباراتيون، إن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، نجا من محاولة انقلاب نفذها مقاتلون أجانب الشهر الماضي، وقد رصد التنظيم مكافأة لمن يقوم بقتل المتهم الرئيسي في التدبير لمحاولة الانقلاب.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد وقعت محاولة الانقلاب في 10 يناير (كانون الثاني) الماضي في قرية بالقرب من بلدة هجين السورية الواقعة على وادي نهر الفرات، أبرز وأكبر بلدات الجيب الأخير الذي يسيطر عليه تنظيم داعش في شرق سوريا.
وبحسب «الغارديان» البريطانية، فإن تنظيم داعش يعكف حالياً على البحث عن العقل المدبر للانقلاب ويدعى أبو معاذ الجزيري لقتله، وفي سبيل ذلك، رصد التنظيم مكافأة مالية لمن ينجح في تنفيذ تلك المهمة. وقد حدث اشتباك مسلح في 10 يناير الماضي بقرية قريبة من منطقة هجين (محافظة دير الزور) بوادي نهر الفرات يقطنها ما بين 1000 و1500 مسلح على مساحة نحو 20 ميلاً عل مقربة من الحدود السورية – العراقية، وتبعد بمسافة كبيرة عن المنطقة التي سيطر عليها «داعش» بغرب سوريا في السابق.
وأدى الاشتباك المسلح إلى سقوط قتيلين اثنين.
وفى حين أن التنظيم الإرهاب لم يتهم الجزائري مباشرة بمحاولة الانقلاب، فإن تخصيص مكافأة لمن يقتل أحد كبار أعضائها خطوة غير معتادة، ويعتقد مسؤولو الاستخبارات أنه المخطط الرئيسي لمحاولة الانقلاب.
وفي تصريح لصحيفة «الغارديان»، أفاد ضباط استخبارات بأن الهدف من محاولة الانقلاب كان الاستيلاء على زعامة التنظيم من البغدادي.
ويعتبر الجزائري أحد المقاتلين الأجانب وأحد كبار أعضاء التنظيم الإرهابي. واستطرد ضابط الاستخبارات بأن البغدادي وحراسه «تمكنوا من الفرار في الوقت المناسب وسط المعركة التي أسفرت عن سقوط قتيلين».
الجدير بالذكر أن المئات من مقاتلي «داعش» قد استسلموا، وأن آلافاً من أقاربهم ومن المدنيين قد فروا من شرق سوريا في يناير الماضي.
وجاءت العملية بعد أسابيع من الأوامر التي أصدرها الظواهري بقتل 320 من أتباعه لشكه في ولائهم.
وعلى الرغم من الخسائر التي تكبدها تنظيم داعش في الفترة الأخيرة، فإن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حذرت في تقرير لها يوم الاثنين الماضي، من إمكانية عودة التنظيم الإرهابي إلى سوريا خلال فترة تتراوح بين 6 و12 شهراً.
وأشار التقرير إلى أن «(داعش) يواصل جذب العشرات من المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق كل شهر، كما يحصل على تبرعات خارجية مستمرة».
وفي تعليقه على عمليات الجيش السوري، قال هافيل روني والات، وهو مقاتل بجيش «قوات سوريا الديمقراطية» إنه «في المعارك الأخرى، هناك أماكن للمتطرفين يفرون إليها. لكن هنا لم يبقَ سوى أصحاب العقيدة الراسخة، وسوف يحاربون حتى الموت».
وقد خسر تنظيم داعش بفضل ضربات قوات التحالف الجوية كل المناطق التي سيطر عليها في السابق. وأفادت ميليشيات عراقية أمس، بأنها شنت عشرات الضربات الصاروخية التي استهدفت «داعش» في قرية سورية حدودية.
فيما كشفت قوات «الحشد الشعبي» أنها أطلقت 50 صاروخاً على قرية باغوز التي تعد المعقل الأخير للمتطرفين في المنطقة.
الشرق الأوسط