إذا أردت النجاح.. تجنُّب هذه الأخطاء الخمسة

أن تبدأ وتستمر في إدارة عمل ما، كأنَّك تسير في حقل من الألغام. فليس هناك علم مُحدَّد يجعل عملك ناجحًا بلا مخاطر ولا تجارب. قائمة العوامل التي رُبَّما تؤدِّى إلى الفشل مهما كانت شاملة، إلَّا أنَّها لا تُغطِّي جميع المشاكل المُحتملة؛ لأنّ هناك العديد من المشاكل التي لن تُدركها إلاّ حين حُدوثها فقط، ومع ذلك يظل هناك مجموعة من الأخطاء الشائعة التي يُمكن تجنُّبها…

1- تجنب اتَّخاذ القرارات من خلال لجنة

” الجمل هو حصان قامت لجنة بتصميمه ” – قول مأثور.

لو طلبت من خمسة أشخاص اتِّخاذ قرار بسيط مثل تحديد لون كُتيِّب إعلاني، سترى حجم اختلاف وتضارب الآراء، ناهيك عن حجم الوقت الضائع فى هذه العملية. هذا لا يعني التخلِّي عن مشورة الآخرين، إنّما يعني التركيز في الحصول على ردود الفعل الصحيحة من الأشخاص المناسبين في الموضوعات الحيوية المهمة. ففي بعض الأحيان، يتم جمع الآراء؛ لأنّه يبدو التصرف الصحيح مما يؤدِّي إلى تغليب عدد الحلول على جودتها، وهذا خطأ جسيم في عالم الأعمال الناجحة.

وبصرف النظر عن تعقيداته وطول وقته، فإنّ قرار اللجنة من الممكن أن يُضيع عليك النصيحة الأفضل؛ لأنّك ستهتم أكثر بإعطاء مساحات متساوية للتعبير عن الآراء، فتضيع المشورة الأفضل لعدم إعطائها الوقت الكافي للتوضيح. والأكثر من ذلك، فإنَّه  ينتهى باقتراح أفكار غير مهمة فقط من أجل أن يقول العضو شيئًا فى الوقت المخصص له، بدلًا من التماس أفضل الأفكار من أكثر الناس ملاءمة.

2- تجنب أن تكون كل يوم بفكرة مختلفة

الأفكار شيءٌ رائع. لكن يظن البعض أنَّه عند إيجاد فكرةٍ ما، فإنّ عملهم قد انتهى وأنّهم بذلك قد حقَّقوا إنجازًا كبيرًا، في الواقع أي فكرة مهما كانت رائعةً، فإنَّها تظل في النهاية مجرد فكرة ومجرد جزء صغير من العمل المنشود.

لا تنجح الشركات لأنّ شخصًا ما تأتيه لحظة إلهام مفاجئ إنَّما تنجح؛ لأنّ هذا الشخص قد خصَّص وقتًا وجهدًا في تحديد ما إذا كانت تلك الفكرة قابلة للتطبيق أم لا، ومن ثم العمل عليها حتى النجاح.

هذا هو السبب في أنّ أصحاب الأعمال الناجحين لا يقترحون  أفكارًا كثيرة وسريعة، فهُم متأكِّدون من أنّ إخراج الأفكار يجب أن يكون بمعدل غير سريع يُمكِّنهُم من وضعها قيد التنفيذ .

” الفكرة هي في الواقع ليست سوى جزء صغير من عملية إيجاد جوهر الأعمال. بينما العمل الحقيقي في تقييم جدوى الفكرة “.

3- تجنب خرق القانون

وهذه النقطة هي الأهم بالتأكيد. فهناك قائمة طويلة من المديرين التنفيذيين الذين قضوا فترات كبيرة من حياتهم في السجن. هذا الأمر لا يقتصر فقط على الشركات الكبيرة أو المشهورة، فهناك الكثير من القصص غير المشهورة عن المديرين الذين خالفوا القوانين وعملوا بطرق ملتوية من أجل مزيد من المال.

ضع فى اعتبارك أنَّه عند التزامك بالقانون فأنت الرابح دائمًا. فأنت بالطبع لا تريد إلحاق الضرر بنفسك وبشركتك، ومن ناحية أخرى عندما تنهار الشركة، ينهار معها وظائف عامليها، وبالتالي حياتهم ومستقبلهم.

4- تجنَّب التقلَّبات المزاجية

لن تجد صاحب عمل واحد لم يفقد أعصابه أثناء ساعات العمل. فمع تضارب المشاعر أثناء العمل والتوتر الذى يجلبه، نحن جميعًا عُرضَة لتقلب المزاج بين الحين والآخر. حيث وجدت مؤسسة الصحة العقلية في المملكة المتحدة مؤخرًا أنّ نحو 45٪ من العاملين قد اعترفوا بفقدان أعصابهم أثناء العمل.

إنّ الأمر لا يقتصر فقط على فقدان الأعصاب، إنّما أيضًا على الحفاظ على العمل. عندما يتعلَّق الأمر بمشروع تجاري، فإنّ صاحب العمل الناجح هو من يأخُذ الأمور على المدى الطويل برؤية ومنظور ثابتين للأشياء التي تجلب النجاح، بعكس الأشخاص الذين لا يستطيعون التحكُّم بمشاعرهم وانفعالاتهم، وينتقلون من النشوة لليأس خلال دقيقة.

5- تعلَّم متى تسترخي

كل شخص في حاجة إلى الراحة

لن يستطيع أحد إنجاز الكثير خلال فترات الراحة، لكن تلك الفترة بالتحديد تساعد بشكل آخر في إتمام العديد من الأعمال. استرح قليلًا ودع عقلك يستريح من الأسئلة العديدة المُلحَّة. مثل: الأمور المالية، والمنافسين، وحجم المبيعات وخلافه.

أي رجل أعمال ناجح يعرف كيف يستفيد من كل ثانية بيومه. لكنه لن يستطيع التفكير جيدًا في تحسين عمله إلَّا من خلال أخذ القسط الكافي من الراحة لضمان إنعاش وتجديد أفكاره.

” إذا لم ترتكب العديد من الأخطاء، فأنت لا تفعل شيئًا قيمًا في حياتك”

جون وودن، مدرب ولاعب كرة سلة أمريكي

الأخطاء هي جزء لا يتجزأ من حياة رجال الأعمال؛ لأنّها خير فرصة للتعلم وإضافة المزيد. لذا تجنب ما تستطيع، وتعلَّم مما لا تستطيع.