مصري في “داعش”: الإنضمام للدولة ليس سهلاً وطموحنا خلافة إسلامية في بلدنا

 

 

 

 

 

 

كشف شاب مصري عن رحلة انتسابه وقتاله في صفوف تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، وعن طموحه والمصريين أمثاله بالعودة إلى مصر وإقامة دولة خلافة إسلامية، بعدما ذهبوا للقتال في سورية عبر تركيا، وتحدّث عن الهيكل العسكري الخاص بالتنظيم الإرهابي.

وبعد تركه منزله الكائن في حي راق في القاهرة للإنضمام إلى تنظيم “الدولة الاسلامية”، تعلم يونس كيف يذبح البشر وتلقى تدريباً عسكرياً للقوات الخاصة. واكتسب خبرة قتالية مكثفة في معارك خاضها في العراق وسورية. وبعد عام أصبح لديه طموح من النوع الذي قد يشكل كابوساً أمنياً للسلطات المصرية التي تواجه بالفعل تحدياً من متشددين في شبه جزيرة سيناء وعلى طول الحدود مع ليبيا.

ويريد هذا الشاب العودة لوطنه مرة أخرى لرفع راية تنظيم “الدولة الاسلامية” السوداء، كما فعل رفاقه في مناطق كبيرة في العراق وسورية بعد إلحاق الهزيمة بالقوات الحكومية. ويكشف يونس الذي طلب الاكتفاء بنشر هذا الاسم إنه ورفاقه من المقاتلين المصريين في “الدولة الإسلامية” يعتزمون الإطاحة بالحكومة وإقامة خلافة في أكبر دولة عربية من جهة عدد السكان.

وقدر يونس عدد المصريين في صفوف الدولة الاسلامية بنحو ألف، مشيراً إلى أنه قابل الكثير منهم. ورداً على سؤال حول إرادة داعش تجنيد المزيد من الشباب المصري للإنضمام إليه، قال يونس: “نعم كل شخص يحاول أن يعلم المسلمين أمر دينهم وما فرضه الله عليهم”. ووفقاً لتقديرات مصادر أمنية، فإن عدد المصريين الذين يقاتلون في صفوف جماعات متشددة في الخارج مثل القاعدة والدولة الاسلامية وغيرها يصل إلى ثمانية آلاف.

وأشار يونس إلى إنه نجح قبل سفره إلى سورية في إقناع ما يصل إلى مائة شاب بـ”فكرة الجهاد” ومنهم من سافر إلى العراق وسورية ومنهم من بقي في مصر. وقال: “كلهم مجاهدون الآن ولله الحمد. منهم من استشهد و منهم ما زال على الدرب. نسأل الله الثبات و حسن الخاتمة”. وأضاف أن الموجودين منهم في مصر “يشاركون في هجمات (ضد الجيش والشرطة) وليسوا في انتظار السفر بل مستمرون إن شاء الله إلى حين وصول دولة الاسلام فاتحة إليهم إن شاء الله”.

وكان يونس البالغ من العمر 22 عاماً طالباً في جامعة الأزهر حين قرر الانضمام لأخطر جماعة متشددة في العالم. ومثل أيمن الظواهري زعيم تنظيم “القاعدة” حالياً والطبيب سابقاً، ينتمي يونس لأسرة غنية تعيش في حي المعادي الراقي بالقاهرة. وشارك في الإحتجاجات التي انهت حكم الرئيس السابق حسني مبارك.

وبعد الاطاحة بمبارك وصلت جماعة الاخوان المسلمين للحكم لكن الجماعة لم تكن محل اعجاب أو تقدير من يونس، فالدافع كان أبعد من ذلك بكثير، وهو الرغبة الملحة في الاطاحة “بطواغيت” العرب خاصة في مصر وإقامة دولة الخلافة.

ووصف يونس الرئيس السابق محمد مرسي بأنه “طاغوت” لأنه “كان حاكماً يحكم بغير ما أنزل الله” واتبع مفاهيم غربية مثل الانتخابات والديموقراطية بدلا من تطبيق الشريعة. ويرفض حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلاً “بالنسبه لمرسي، فحكمه مثل السيسي، طاغوت مرتد غير أن الثاني اشد كفراً من الأول”.

واختار يونس سورية على وجه التحديد “لأن الشام كان المكان الوحيد الذي يجتمع به المجاهدون من كل مكان لتجهيز أنفسهم وترتيب صفوفهم لإعادة فتح بلاد المسلمين و تطهيرها من رجس الطواغيت ثم فتح بيت المقدس من أيدي اليهود”.

ولفت إلى أن الإنضمام للدولة الاسلامية مباشرة ليس بالأمر السهل. إذ لم يدخل الشاب المصري في صفوف التنظيم الا بعد حصوله على تزكية من عضو في “الدولة الاسلامية” بعد اثبات نفسه في كتيبة إسلامية أخرى تقاتل في سورية التي وصلها عن طريق تركيا. وقال “الدولة ليست كباقي الفصائل فهي لا تقبل في صفوفها أحداً إلا بعد تزكية أحد عناصر الدولة له. انضممت إلى الكتيبه إلى حين الحصول على تزكية من أحد عناصر الدولة”.

وبات يونس مقاتلاً في صفوف التنظيم ويتلقى التعليمات والتدريب من قائده المباشر وهو مصري الجنسية أيضاً. وبعد وصوله إلى سورية تلقى يونس “دورة تدريب قوات خاصة ومعسكر سلاح ثقيل ودورة في القنص”. وبيّن يونس أن تنظيم داعش “دولة فيها وزارات ودواوين. الجيش جزء من اركانها”. وأضاف “هناك كتائب وسرايا تماماً كأي جيش في العالم”.

عن الحياة