مسافة

 

قليلاً؛

لئلّا تسقطي في أُذنِ الهاوية، أيضاً.

لم أَعد قريباً من ذاكرتي،

الحشودُ كلّها غادرت المكان

حاملةً أطيافَها

في عيونها الناعسة،

ابتعدي…

ابتعدتُ بما فيه الكفاية

بيننا القليل والكثير

القريبُ والبعيد

بيننا مسافةٌ خرساء

تقيسُ ظلَّها.

 

في أفواهنا

الليلُ تهاوى،

الارتعاشةُ

تسلّقت جسدي.

معطفاً جريئاً

كان الصمتُ.

واسمي،

 فيه غرِقَت

كلُّ الألوان..

تلوّنت أصابع يدي

لامستْ جسد الوسادةِ

وانزلقتْ

في البياض

عاريةً.

 

الصوتُ

لم يبتعد

ولم يقترب، ظلَّ شبّاكاً

يقرأُ الأيام.

لا تصرخي…

فقط، بضعَ خطواتٍ أخرى ابتعدي

عن البياض.

تركتُ المناديل

تسيرُ حافيةً على جسدي

هكذا…

كنّا في حضور التوقيت المنتظر

بأقدامٍ جريئة,

واحدةً تلو الأخرى

قطفتْ أوراقي يدُها الحاملةُ

إشارةَ الاستفهام..

كالسماء غدوتُ عارياً

اقتربتُ

من الاستفهام

بشهوةِ الأُفق الممتطي أمواجَ البحر،

سقطتُ عن المسافة

وأغلقتُ الجدار.

نشرت هذه المادة في العدد /83/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 15/8/2018