آلدار خليل: خطوطنا الحمر عدم التفريط بدماء شهداءنا.. الروس يحاولون إعادة المياه لمجاريها.. وشرطنا النهائي عودة عفرين

 

“الأمريكيون غير معترضون، قبل أيام ممثل الرئيس الأمريكي السيد ماكغورك كان هنا، سأل واستفسر هو أيضاً عن موضوع الحوار مع النظام السوري، وطرحنا عليه ما ذكرناه الآن. حتى سألناه عن رأيه باعتبار أنّنا قمنا بهذه الخطوة، لم نجد في حديثه أو نبرته – فيما يخص موضوع اللقاء- أي إشارة للرفض. لم يبدِ استعداده للدعم, ولكن لم يبدِ رأيا رافضا أو ممانعا لهذا اللقاء”

الرئيس المشترك للهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل لـ :Buyer خطوطنا الحمر عدم التفريط بدماء شهداءنا.. الروس يحاولون إعادة المياه لمجاريها.. وشرطنا النهائي عودة عفرين

– وفدنا الثاني الذي ذهب إلى دمشق كان يتألف من الحقوقيين والخبراء السياسيين لنقل الصورة؛ أي انّها لجنة مهمتها معرفة ما يريده الطرف الآخر.

– النظام السوري أرسل لمجلس سوريا الديمقراطية، بأنّه على استعداد لقبول اللقاء، و”مسد” لبّى الدعوة.

– تحركنا وحاولنا كثيرا بخصوص فك أسر الأخ الصحفي فرهاد حمو حتى أننا طرحنا على تنظيم داعش تسليمهم قيادات وأمراء مقابل “فرهاد ” لكنهم لم يقبلوا. لا نعلم سبب رفضهم.

– ما تحدث به النظام هو استعداده للحوار حول الإدارة الذاتية الديمقراطية والمشروع القائم ومستقبل المنطقة ومستقبل سوريا.

– الـ ENKS لم يكن يوما من الأيام ضد النظام, وتواجده ضمن الائتلاف لم يكن لمعاداة النظام، كانت له أهداف أخرى.

أجرى الحوار: أحمد بافى آلان

 

– لو نبدأ الحديث عن جلوسكم مع النظام السوري، هل هي مفاوضات أم حوار؟ أي تسمية تسمونها أنتم في حركة المجتمع الديمقراطي؟

كان اللقاء مبادرة من مجلس سوريا الديمقراطية وممثلي النظام ، وأنا لا أسميّه تفاوضاً أو حواراً. يمكن أن نسميّه “لقاء جسّ النبض”.

– بدايةً، لو نتحدث عن طريقة التواصل، كيف تمت؟

حسب معلوماتي أن النظام السوري أرسل لمجلس سوريا الديمقراطية، بأنّه على استعداد لقبول اللقاء، و”مسد” لبّى الدعوة.

– أيضاً هناك تصريحات لقادة في المجتمع الديمقراطي بأن الذهاب كان لجسّ النبض، والوفد لم يكن مخوّلاً لكل شيء؟

القضية ليست أن تكون مخولا أم لا؛ الأزمة عميقة ولها امتدادات وتداعيات كثيرة، هناك أزمة وحرب عالمية تُعاش في سوريا، لذا معالجة هكذا أمر، لا أتوقع أن يتم بمجرد لقاء، لأنّ الأمر ليس بسيطا لهذه الدرجة. لذلك أعتقد أن اللجان المكلفة للدراسة؛ لجس نبض ولإظهار حسن النوايا، قد تحتاج لبعض الوقت لدراسة الأمور وطرح مشاريع للحل والنقاط التي من الواجب التحدث عنها وتحليلها وقيام بالبحث عن حلول لها. لذا الأمر متعلق ومرهون بمدى تجاوب الطرفين حول المناقشات التي ستتم.

– ماذا كانت الخطوط الحمر التي يجب عدم المساس بها في اللقاء مع وفد النظام؟

أولاً، هناك قضايا أساسية  تُعاش، مثلا نحن قدّمنا على مدار سبع سنوات منصرمة خمسة آلاف شهيداً من العسكريين إلى جانب الجرحى وضحايا الحرب من المدنيين.

كل هذه التضحيات إلى جانب الخراب الذي لحق بالبلاد، وكل هذه الأمور تمّت اعتماداً على أن الجميع يبحث عن حلّ لبعض المطالب.

بالأساس, لا بد أن تكون سوريا ديمقراطية، فلا يمكن القبول ببقاء نظام مركزي ونعيش ضمن كنف نظام مركزي كالسابق، لابد من إجراء تغيُّرات ضمن الدستور، ولابد من ضمان حقوق الشعوب (كرد، سريان، آشور، عرب.. وكل المكونات)، إضافة إلى أن المناطق التي حُررت بدماء الشهداء؛ هي أساس لانطلاق ثورة مجتمعية ديمقراطية، ولا يمكن التنازل عن هذه المكتسبات.

– أفهم منك هل كانت هذه هي الخطوط الحمر؟

الخطوط الحمر، هي عدم التفريط بدماء الشهداء والمكتسبات القائمة.

– أهم ما جاء في تلك اللقاءات حسب متابعتك؟

لم يتم الطرح عن أي شيء أساساً، الطرفين أبدوا استعدادهم للحوار، أمّا النقاط الأخرى لم يصلنا لحد الآن، إنْ كانوا تحدثوا عن نقاط معينة أم لا، لكن ما تحدثوا عنه هو استعدادهم للحوار حول الإدارة الذاتية الديمقراطية والمشروع القائم ومستقبل المنطقة ومستقبل سوريا. هذه العناوين، أما التفاصيل لم يتم الخوض فيها بعد.

” النظام فقد قوته، النظام بات اسما فقط، لذا باعتبارنا نحن نملك مشروعا للحل، وندير 30% من سوريا، ونمتلك قرارنا بأنّنا جاهزون للتفاوض والحوار، إلى جانب امتلاكنا قوة عسكرية على الأرض والمؤسسات. هذا يؤكد بأنّنا أقوى طرف على الأرض. والمستقبل سيكون إيجابيّا بالنسبة لنا مقارنة بالأطراف الأخرى”

 

– حسب معلوماتك، وأنت قيادي ومعروف بأنك من صانعي القرار في الشمال السوري، كيف كان استقبال النظام للوفد، وعمّا تحدث. مهم جدا زيارة الوفد إلى الغوطة بعد تحريرها؟

– أي وفد.

– وفد “مسد” هناك حديث بأنّ النظام أخذ الوفد إلى الغوطة؟

لا. لم يحدث هذا الشيء.

– هل رفض النظام مواضيع طرحت من قبل وفد “مسد”؟

لا..

– قبل الذهاب إلى دمشق كانت هناك تسريبات عن وجود “تفاوض” ولقاءات مع النظام السوري، ولكن ثبت الأمر لاحقاً، من دفعكم للقاء مع النظام؟

نحن منذ  2011 نصرح ونقول بأنّنا مستعدون للحوار حسب الظروف. وقرارنا مستقل، وننطلق من مصلحة الشعب، لا أحد يفرض علينا أي شيء، فعندما نجد الضرورة لعقد حوار أو اللقاء أو حتى التفاوض نقوم بذلك،  وإنْ وجدنا ذلك يتناقض مع مصالح شعبنا، نرفض.

– ألا ترى معي كما الكثير، أنت الآن في موقع القوة عندما يطلب النظام التفاوض معكم؟

حتى لو لم يطلب النظام التفاوض، بالفعل نحن – حاليا على الأرض – أقوى طرف ضمن المعادلة السورية، بالرغم من وجود جرح عفرين؛ ولكننا الطرف الأقوى. الأطراف الأخرى تلاشت، أين هو الجيش الحر؟ أين هو تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أين هي جبهة النصرة؟ أين هو جيش الإسلام؟.

حتى النظام فقد قوته، النظام بات اسما فقط، لذا باعتبارنا نحن نملك مشروعا للحل، وندير 30% من سوريا، ونمتلك قرارنا بأنّنا جاهزون للتفاوض والحوار، إلى جانب امتلاكنا قوة عسكرية وتنظيمية شعبية على الأرض والمؤسسات. هذا يؤكد بأنّنا أقوى طرف على الأرض. والمستقبل سيكون إيجابيّا بالنسبة لنا مقارنة بالأطراف الأخرى.

– لو تحدثنا عن الموقف الأمريكي، التسريبات تحدثت عن موافقة أمريكية بخصوص اللقاء مع النظام السوري؟

الأمريكيون غير معترضون، قبل أيام ممثل الرئيس الأمريكي السيد ماكغورك كان هنا، سأل واستفسر هو أيضاً عن الموضوع وطرحنا عليه ما ذكرناه الآن. حتى سألناه عن رأيه باعتبار أنّنا قمنا بهذه الخطوة، لم نجد في حديثه أو نبرته – فيما يخص موضوع اللقاء- أي إشارة للرفض. لم يبدِ استعداده للدعم, ولكن لم يبدِ رأيا رافضا أو ممانعا لهذا اللقاء.

– لو فرضنا بأن هناك ضوء أخضر أمريكي، برأيك ماذا كان أو ستكون المطالب الأمريكية في سلتكم؟

لا يوجد ضوء أخضر، إنما لا يوجد رفض أو محاربة لهذا المشروع، لا نعلم أساسا كيف تنظر أمريكا للمشروع العام في سوريا.

لم تتحدث معنا بشكل رسمي عن مشروع الحل في سوريا، هي دائما كانت تتحدث معنا عن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” ، ليس معنا فقط، بل مع الأطراف الأخرى ايضا.

لم نسمع من أحد منهم بأنّ الأمريكيين شرحوا لهم ما يفكرون به من أجل سوريا، لذلك لا أتوقع أنّهم يجدون الحق لأنفسهم بأن يفرضوا علينا أمورا؛ لأنّهم يعلمون مدى استقلاليتنا في القرار ومواقفنا المبدئية ويدركون من نحن؟ لذلك عندما يتقربون منّا يتقربون حسب البروتوكول الرسمي وبحدود العمل المشترك.

– ماذا تسمّي ذلك في الدبلوماسية التي تتبعها حركة المجتمع الديمقراطي ومجلس سوريا الديمقراطية، حدث مهم “التفاوض” مع النظام السوري، والامريكيين هنا، وليس لديهم علم بهذا التفاوض؟

نفكر بأنفسنا وبمستقبلنا، ونقرر ما نجده مناسبا لنا. أما الأطراف الأخرى علاقتنا معها محدودة في إطار معين وهذا الإطار ليس له علاقة بهذا الموضوع.

…………………………

– أيضاً تصريحات لقادة في تف دم عن لقاءات مع الجانب الروسي، هل عادت المياه لمجاريها بعد الحدث العفريني؟ 

  لا، لم تعد المياه لمجاريها كما كانت في السابق، لكن حسب أصول العلاقات الدولية والدبلوماسية، لا يتم قطع الاتصال الدبلوماسي على الأطراف حتى لو كانت هناك مواقف متضاربة.

– هي غدرت بكم؟

نعم، غدرت بنا. والعلاقة التي بيننا وبينهم، بعد عفرين محدودة ليست كما في السابق، هي علاقة تواصل دبلوماسي، وليست أكثر.

– الجانب الروسي يحاول إعادة هذه العلاقة، برأيكم؟

نعم يحاول، لكن شرطنا الأساسي هو عودة عفرين.

– تجهيزات عسكرية بيانات وتصريحات سياسية من قادة في “مسد” و”قسد” عن استعدادهم لتحرير إدلب، الغاية من هذه التصريحات؟

إدلب تجاور عفرين وقريبة منها، وفي إدلب توجد قوة مرتبطة بالدولة التركية. أن تكون ذو تأثير ودور في إدلب، سيعطينا القوة لتحرير عفرين.

ميدانيّا، سنتمكن من حماية حدود عفرين والتواجد في مناطق قريبة من عفرين في جميع النواحي.

دبلوماسيّا وسياسيّا، المشاركة في الحملة إنْ تمّت؛ هذا يعني أن روسيا ستضطر إلى ترك الاتفاقية التي أبرمتها مع تركيا، روسيا وتركيا ستقعان في حالة “النقيض”.

لذلك يمكننا الاستفادة من هذا الواقع عندما يتم أي خلاف بين روسيا وتركيا، هذا يعني أنّ روسيا لن تحمي تركيا في عفرين، وإنْ لم تحميها وسيما الحماية الجوية، عندها يمكن لقوات “قسد” وخاصة الـ YPGو الـ YPJ من تحرير عفرين في وقت أسرع.

معركة إدلب، إضافة إلى كونها معركة ضد الإرهاب وضد المجموعات المرتزقة، هي جزء من سوريا ونحن كسوريين نجد من مهامنا أن نحمي كل السوريين.

– لمن أرسلتم هذه الرسالة؟

لكل من يكون جاهزا لمحاربة الإرهاب في إدلب، كل طرف يجد في نفسه الاستعداد. نحن أبدينا استعدادنا؛ كل من يكون جاهزا نحن جاهزون.

– لو طلبت منكم روسيا أو النظام السوري المساعدة في تحرير إدلب، ما هو شرطكم الأساسي؟

عفرين..

– لو نتحدث أيضاً عن المشروع الذي طرح في مؤتمر مسد (اللامركزية الديمقراطية) هناك عدم فهم وإدراك من قبل المتابعين والمهتمين لهذا المصطلح، حبذا لو تشرح لنا الأمر؟

هذا مصطلح عام يحمل في طياته جميع التأويلات الممكنة، من حيث المصطلحات للتعريف بالمشروع القائم.

“اللامركزية الديمقراطية” قد تكون الفدراليّة، وتحمل ضمنه اللامركزية السياسيّة والإدارية والإدارات المحليّة، الحكم الذاتي، فكل هذه الأمور تكون محصورة ضمن هذه التسمية. لو كانت تسمية أخرى، مصطلح آخر سيكون محدود بشيء واحد فقط.

– أين وصلت تحركاتكم الدبلوماسية و العسكرية بشأن تحرير عفرين, يعني هناك تجهيزات و بيانات وعدم سكوتكم منذ احتلال عفرين؟

ما أود التأكيد هو أننا كحركة عاهدنا شعبنا على تحرير عفرين وجميع الجهود الدبلوماسية، السياسية، الاقتصادية، العسكرية والتنظيمية…هي كلها مسخَّرة من أجل تحرير عفرين. ولذلك, لن أحدد تاريخ معين, لكنني أريد أن اؤكد لعموم شعبنا ان “عفرين ستتحرر” قادما.

– يعتقد الكثيرون بأن هناك صفقة ما بشأن تحرير عفرين من يد جيش الاحتلال التركي؟

هذه التفاصيل لا أريد الخوض فيها، لكن سنحرر “عفرين” مهما كلف.

– يعني عسكريا، سياسيّا كان أو عبر صفقة؟

نعم، نحن ركزنا على تحرير “عفرين”

-هل النظام سيكون حاضرا على مسألة تحرير عفرين؟

إنْ وجدنا في ذلك ضرورة وحاجة، وإنْ كانت مشاركته تساهم في تحرير عفرين فلا بأس.. المهم هو تحرير عفرين.

-عند تحريركم لمدينة عفرين ، لمن ستعود إدارة المدينة؟

بالتأكيد.. إلى أهلها.

– أي إلى الإدارة الذاتية الديمقراطية، ليس للنظام السوري؟

نعم إلى الإدارة الذاتية، إذا كان للنظام السوري يعني أنها لن تعود.. عندما أقول تعود أي تعود إلى نفس إدارتها.

– حتى لو نسقتم مع النظام؟

حتى لو نسقنا مع النظام ، مهما كانت الجهة التي ننسق معها، إدارة عفرين تعود إلى نفس الإدارة السابقة.

-عفرين لكم؟

نعم..

– مجدداً لم يكن لكم وجود في اللقاءات التي تجرى بشأن كتابة الدستور السوري، كيف ترد؟

أساسا هذه اللقاءات فاشلة.. نحن غير موجودين ستفشل. إن أرادوا يوما ما أن تكون هذه اللقاءات ناجحة عليهم إشراكنا..

– يعني سبع سنوات.. لقاءات وحوارات ومؤتمرات على مستوى دول، ودائما تصرحون بأن اللقاء الذي لا نكون فيه سيفشل، وبالطبع لقاءات عديدة فشلت.. مسألة الدستور؟؟ هل لديكم مخاوف بأن يُكتب دستور وأنتم لستم موجودين؟

لا، نحن واثقين إن لم نكن موجودين لن تنجح..

– لو كنتم متواجدين في هذه الجلسات واللقاءات ماهي مطالبكم ومقترحاتكم بشأن الدستور السوري الذي يُكتب الآن أو يجري العمل عليه؟

لدينا مسودة دستور جاهزة كنّا سنقدم نقاط أساسيّة من ضمن هذا المشروع، وهي تتضمن بدءا من اسم سوريا ولغاية نظامها الإداري.

– اسم سوريا؟

جمهورية سورية الديمقراطية ..

 وصولا إلى نظام الحكم وكيفية الإدارة والنظام الذي سيتم تعريف سوريا به، بالإضافة إلى حقوق الشعوب وعلى رأسها حقوق الشعب الكردي وحقوق المكونات الأخرى.

” بالرغم من أهمية الأسرى الداعشيين عند “قسد”. حقيقة لو تقربنا من الناحية النفعية والمصلحية قد لا يقوم أي طرف بتبادل الأسرى بكل هذه السهولة؛ لأنّ وجود أسرى دواعش لدينا يمهّد لنا في المستقبل بأن نساوم عليها مع الكثير من الأطراف. لكن تأكيدا منّا على التزامنا الإنساني والمبدئي اتجاه الدروز وأولئك الضحايا وخصوصا النساء الدرزيات الأسيرات لدى “داعش”. وما قامت به “قسد” هو موقف إنساني ووطني ويؤكد على أن “قسد” مستعدة أن تقدم الكثير من أجل تحرير تلك النسوة وأولئك الأسرى”

 

– أيضاً في الوقت الذي التقيتم مع النظام في دمشق، تسريبات تحدثت عن وجود وفد من الديمقراطي الكردستاني(عراق) في دمشق، هل هي صدفة أم  قد تم الترتيب للزيارة؟

حقيقة، لا أملك معلومات حول هذا الأمر، أتمنى ألا يكون صحيحاً، وإنْ كان صحيحا فهذا الأمر سيء جداً، فهم على الأقل إن كان صحيحا كان عليهم ألا يذهبوا في نفس التوقيت حفاظا على سير عمل هذه اللقاءات كيلا تتأثر بهكذا أمور، أتمنى أن يكون ما سمعنا به غير صحيح وإنْ كان صحيحا فهو محل “نقد” بالنسبة لنا.

– برأيك كيف عادت العلاقات بين النظام السوري والديمقراطي الكردستاني(عراق) رغم دعم الأخير للمجلس الوطني الكردي والائتلاف السوري المعارض؟

أولا.. علاقاتهم مع النظام السوري لم تنقطع  في يوم من الأيام – وهذا الأمر يعود لهم – نحن لا نتدخل في سياساتهم وعلاقاتهم.

 أما موضوع أن الديمقراطي(عراق) يدعم الـ ENKS و الـ ENKS ضمن الائتلاف والائتلاف ضد النظام، فهذا لا يمكن اعتباره مقياسا باعتبار الـ ENKS لم يكن يوما من الأيام ضد النظام, وتواجده ضمن الائتلاف لم يكن لمعاداة النظام، كان له أهداف أخرى، لذلك لا أعتبر ولم أعتبر ولن أعتبر بأنّ الـ ENKS ضد النظام، بل سأعتبره امتدادا لسياسات نظام ضمن الائتلاف. الائتلاف نفسه هو امتداد لفكر النظام.

-أي الـ ENKS لم يكن لديه مشروع قومي كما يدّعي؟

لا مشروع قومي ولا مشروع وطني..

-هل صحيح بأن الحكومة التركية أيضاً تدخلت لنسف مباحثاتكم مع النظام السوري؟

تركيا دائما تعمل في هذا الإطار، حتى أنّها روجت الكثير من الدعايات والأخبار والتلفيقات حول هذه اللقاءات, حتى قبل أن تتم، وكان هدفها إفشال ما سيتم. ولكن نتيجة تدخلها المستمر في سوريا والتخبُّط الذي عاشته ونتيجة هجماتها على مدن عفرين وروجآفا، والسياسة التي تتبعها في باكور كردستان، تركيا الآن تعيش وضع اقتصادي سيء جداً؛ الليرة التركية هبطت لمستوى قياسي. لذلك أتوقع أن تركيا لن تنجح في هذه السياسة، بالعكس تتجه نحو الهاوية.

– هل تعتقد بأن ذهاب الديمقراطي إلى دمشق كان بإيعاز تركي مثلا؟

إن تم الذهاب فلم يتم من دونه.

– إعلام النظام لم يهتم بشكل كبير باللقاء الذي جرى في دمشق بينكم وبين وفد النظام، السبب وراء ذلك؟

باعتبار أنّ اللقاء كان عبارة عن جس نبض وإظهار حسن النية، لذلك يبدو هم أيضا يريدون دراسة الأمر.. “كما نتقرب بحذر هم أيضا يتقربون بحذر”.

– أنتم تسرعتم كثيرا من الناحية الإعلامية، كانت هناك تصريحات كثيرة بشأن اللقاء؟

 في السابق عاهدنا شعبنا وقلنا “عندما نذهب ويتم اللقاء سنعلن عنه” وبالفعل تم الإعلان في يومه.

وأي خطوة نقوم بها نخبر شعبنا ولا نخفي عليه أي شيء.. ونتصرف بشفافية أمام الشعب، فالمحاور الأساسيّة لا يمكن إخفاؤها عن شعبنا.

– أيضاً هناك تأكيدات تتحدث عن وصول وفد رفيع المستوى هذه المرة إلى دمشق، من هو الوفد؟ هل انتهى جس النبض وبدأت المفاوضات الفعلية؟

لا يوجد أي وفد رفيع المستوى في دمشق، الوفد الأول ذهب وبعدها تم تكليف مجموعة من الحقوقيين والخبراء السياسيين لنقل الصورة؛ أي انّها لجنة مهمتها معرفة ما يريده الطرف الآخر، وما هو موجود لدينا. بالفعل اللجنة ذهبت وعادت في نفس اليوم.

– اللقاء كان إيجابيّاً؟

لم يكن لقاءً تفاوضيا حتى نقول عنه إيجابيّا، بل كان عبارة عن لجنة تقول سنقوم بدراسة هذا الأمر وهم أيضا يقولون هكذا.. لنقل الفكرة.

– كيف ستكون تحركاتكم السياسية في الفترة القادمة، بشأن ملف شمال سوريا؟

شمال سوريا وخصوصا بعد تحرير “عفرين”، يجب أن تُدار بشكل ديمقراطي، ويجب أن تديرها إدارة تستطيع أن تربط جميع المناطق بعضها ببعض، لذلك يتم التحضير لإدارة شاملة عامة لعموم شمال سوريا، وستمثل الجميع، لذلك التحضيرات مستمرة.

– مصير شمال سوريا، هل هناك عودة رسمية كاملة للنظام لمناطقكم، كما يتمّ الحديث؟

موضوع عودة النظام وعدم العودة، يتعلق بمدى نجاح عملية الحوار والتفاوض التي إنْ تمت ، ولا يجوز الحديث عن هذا الأمر  من دون تفاوض أو من دون اتفاق والقضية لا يمكن تسميتها بالعودة أو لا بل كيف ستكون سوريا المستقبل.

– لكن لديكم خطوط حمر بشأن الأجهزة الأمنية؟

إن تم الاتفاق، سيتم حول المبادئ وهذه المبادئ يجب ألا تتخطى خطوط الحمر. مثلا بأي صيغة ستتم إدارة سوريا، مثلاً إنْ اتفقنا بالصيغة الفدراليّة هذا يعني انّ هذه المناطق ستبقى منطقة فدرالية، وإن تمت المنطقة فدرالية هناك كيفية العلاقة أو نمط العلاقة بين الفدراليات أو الأطراف مع المركز، حينها قد يتم الاتفاق على الحدود، من سيحمي الحدود؟ المعابر، الاقتصاد، توزيع الثروات، الميزانية، حصص الفدرالية والمناطق. كل هذه الأمور تتم مناقشتها ضمن الاتفاق.

– أفهم منك بأن هذه اللقاءات والحوارات مع النظام ستكون إيجابية أو لديها نتيجة بشأن الشمال السوري؟

لا أستطيع التكهن إنْ كانت إيجابية أم لا؛ باعتبار أن النظام معروف بتزمته ولا يتنازل بهذه السرعة، لو تنازل بسرعة لما عشنا كل هذه السنوات في حالة حرب، لا أريد أن أتوقع ولا أريد أن نبني آمالاً بأنّه سيخطو خطوات عاجلة.

لكن نحاول دائما اقناعه للتوصل إلى اتفاق معين حول ضرورة التوافق حول أمور مشتركة تسهّل عملية الحل.

– هل التمستم الجدية مع النظام؟

لم تبدأ المفاوضات كي نلتمس أو لا نلتمس..

– يعني مجرد هو طلبكم للحوار، هذه جديّة!

الطلب قد يكون إشارة للجدية.

– الكثير لم يفهم الغاية من استعدادكم للذهاب إلى السويداء ومحاربة داعش؟

أعتقد أنك تقصد قوات سوريا الديمقراطية

أولا، المكون الدرزي يتعرض للإنكار وللإبادة كما تعرض له شعبنا الإيزيدي في شنكال، وواجب على جميع البشرية حماية المكونات التي عددها يكون قليلا، ويُعتبرون من الميراث الإنساني.

ثانيا، كمنطقة سورية تتعرض لخطر الإرهاب وهناك مدنيون يتعرضون للقتل والاعتداء، فمن واجبنا أن نساندهم في محاربة الإرهاب، فإنْ تمكنت قسد من ذلك فلن  تقصّر معهم. حتما ستكون هناك مصاعب؛ حول كيفية الوصول، والطبيعة الجغرافية، فهي غير قريبة من بعضها، هناك مناطق فاصلة. لكن كموقف إنْ تم ذلك، فهذا ليس بالخطأ أن يتم الدفاع عن الدروز ومنطقة السويداء

– هناك من كتب ولمّح بأن “قسد” تحاول الوصول إلى الحدود مع اسرائيل؟

لم يكن القصد هو اسرائيل، إنما المكوّن الدرزي ومأساته والبحث عن حلول لآلامه

– أيضاً لو تتحدث لنا عن البيان الذي صدر بشأن استعداكم لتبديل الأسرى مع داعش في سبيل فك أسر المختطفين الدروز، ما هو ردكم للرأي العام بشأن ذلك؟

بالرغم من أهمية الأسرى الداعشيين عند “قسد”. حقيقة لو تقربنا من الناحية النفعية والمصلحية قد لا يقوم أي طرف بتبادل الأسرى بكل هذه السهولة؛ لأنّ وجود أسرى دواعش لدينا يمهّد لنا في المستقبل بأن نساوم عليها مع الكثير من الأطراف. لكن تأكيدا منّا على التزامنا الإنساني والمبدئي اتجاه الدروز وأولئك الضحايا وخصوصا النساء الدرزيات الأسيرات لدى “داعش”. وما قامت به “قسد” هو موقف إنساني ووطني ويؤكد على أن “قسد” مستعدة أن تقدم الكثير من أجل تحرير تلك النسوة وأولئك الأسرى.

– هناك لوم من بعض المهتمين؛ يعني لمَ لا ترسلون رسائل بشأن الأسرى الكرد لدى تنظيم داعش؟

لا، هذا اللوم ليس في محله؛ لأنّنا حاولنا كثيرا، وكثير من أسماء الكرد موجودة لدينا وسلمناها، وحررنا البعض منهم، أمثال مسعود عقيل، بالرغم من أن “مسعود عقيل” كان يوجد بيننا تناقض فكري وسياسي، لكن لم نلتفت إلى هكذا أمر، واعتبرنا الموضوع واجباً إنسانياً. سلّمنا التنظيم بعض الأسرى كانوا موجودين لدينا لتحرير السيد مسعود عقيل.

وفي نفس السياق هناك أشخاص أخرين، هناك الأخ الاعلامي “فرهاد حمو”، ومن أجل فرهاد تحركنا كثيرا، حتى أننا طرحنا على تنظيم داعش تسليمهم قيادات وأمراء مقابل “فرهاد حمو” لكنهم لم يقبلوا. لا نعلم سبب رفضهم؛ إنْ كان يتعلق بوجود أو عدم وجود فرهاد لديهم، لكن نحن بادرنا ولا زالت المبادرة موجودة. لكن التنظيم لا يتجاوب.

–  سبق وأنا أخبرتكم بأنكم من صناع القرار في الشمال السوري، كلمة أخيرة للرأي العام السوري والكردي تريد توجيهها عبر صحيفة Buyerpress؟

ما أريد التأكيد عليه هو لازلنا نعيش حالة حرب، ونحن دائما معرّضون للإبادة. الثورة لم تنتهِ بعد. لذا الثورة لها مصاعبها وظروفها. ما أتمناه هو أن نكون مدركين بأن الخطر لازال موجودا ولا زال الأعداء يتربصون بنا، والكثير يريدون إنهاء وجودنا، لذلك أدعو جميع أصحاب الخبرات والتجارب الذين يمكنهم رفد هذه الثورة وتقويتها بتجاربهم وخبراتهم أن يساهموا ضمن مؤسسات هذه الثورة.

الذين يعيشون خارج روجآفا بإمكانهم العودة والمشاركة، والموجودين ضمن روجآفا حتى لو كانوا مختلفين معنا حزبيّا وتنظيميّا، أقول لهم بأن هذه الإدارة للجميع..

-أنت متفائل بشأن الشمال السوري؟

نعم.. كشخص ثوريّ أنا متفائل بنسبة 98%.

 

نشر هذا الحوار في العدد /83/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 15/8/2018