الشرق الأوسط_ Buyerpress
أعلن النظام السوري، أمس، تشكيل لجنة تنسيق للعمل على عودة اللاجئين الذين دفعهم النزاع الدامي المستمر منذ أكثر من 7 سنوات إلى مغادرة البلاد، وفق ما أورد الإعلام الرسمي، في خطوة تأتي بعد إطلاق روسيا مبادرة في هذا الصدد.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن مجلس الوزراء وافق خلال جلسته، الأحد، على «إحداث هيئة تنسيق لعودة المهجرين في الخارج إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها بفعل الإرهاب» برئاسة وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف.
ويأتي تشكيل هذه الهيئة، وفق «سانا»، «تأكيدا على أن سوريا التي انتصرت في حربها على الإرهاب وتحملت مسؤوليتها تجاه المهجرين في الداخل، ستتخذ ما يلزم من إجراءات لتسوية أوضاع جميع المهجرين وتأمين عودتهم في ظل عودة الأمان وإعادة الخدمات الأساسية إلى مختلف المناطق».
وستتولى الهيئة المؤلفة من «الوزارات والجهات المعنية» في المرحلة المقبلة، «تكثيف التواصل مع الدول الصديقة لتقديم كل التسهيلات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بعودتهم»، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».
وتشكل إعادة اللاجئين السوريين البالغ عددهم، وفق الأمم المتحدة، 5.6 مليون شخص، محور مبادرة اقترحتها موسكو على واشنطن الشهر الماضي. وتقضي الخطة بإنشاء مجموعتي عمل في الأردن ولبنان، تضم كل منهما بالإضافة إلى ممثلين عن البلدين، مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة.
وفي إطار هذه الخطة، زار المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف قبل نحو أسبوعين كلا من دمشق وعمّان وبيروت. وأبلغ رئيس النظام السوري بشار الأسد المبعوث الروسي خلال اللقاء، وفق ما نقل موقع الرئاسة عنه، أن «سوريا حريصة على عودة جميع أبنائها، ومن هذا المنطلق فقد رحبت بأي مساعدة ممكنة للسوريين النازحين في الداخل والخارج».
إلا أن الإعلان عن تشكيل اللجنة، شوّش عليه تسريب تم تداوله على نحو واسع في مواقع التواصل الاجتماعي السورية، عن تهديد باجتثاث المعارضين للنظام (بالمشاركة والقول والصمت)، صدر عن اللواء جميل الحسن مدير المخابرات الجوية والملقب بـ«السفاح العجوز» لتاريخه الدموي. وذكر موقع «مراسل سوري» الذي سرّب النبأ أن الاجتماع برئاسة الحسن عُقد بتاريخ 27 يوليو (تموز) الماضي بحضور 33 ضابطاً، تم فيه بحث الرؤية المستقبلية للمرحلة القادمة وتطبيق خططها وفق «القيادة العليا للدولة». وقال اللواء الحسن إن أكثر من 3 ملايين ملف لمطلوبين سوريين داخلياً وخارجياً جاهزة، وإن هذا «العدد الهائل للمطلوبين لن يشكّل صعوبة في إتمام الخطة؛ فسوريا بـ10 ملايين صادق مطيع للقيادة، أفضل من سوريا بـ30 مليون مخرب»، كما اعتبر التعامل مع اللاجئين في حال عودتهم سيكون كالتعامل مع الأغنام، وستتم تصفية التالف منها واستخدام الصالح، أما المطلوبون فسيتم التعامل معهم مباشرة بتهمة «الإرهاب»، مضيفاً: «سوريا بعد 8 سنوات لن تقبل وجود خلايا سرطانية، وسيتم استئصالها بالكامل».
ولم يصدر عن مؤسسات النظام تكذيب لتلك التسريبات، كما لم يتم التأكد من صحتها، خصوصاً أنها تأتي مناقضة تماماً للمساعي الروسية وللتصريحات الرسمية السياسية للنظام، فقد أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، مساء الأحد، أن «الدولة السورية مع عودة جميع المهجرين السوريين الموجودين في الخارج والداخل إلى وطنهم وقراهم ومدنهم وبيوتهم»، وذلك في تصريح للصحافيين بعد محاضرة له على هامش معرض الكتاب الدولي الثلاثين في دمشق.
كما دعا خطيب جامع الأموي مأمون الخطيب، في خطبة يوم الجمعة الماضي، اللاجئين السوريين في الخارج إلى العودة، وقال: «إن باب العودة مفتوح على مصراعيه منذ البداية».
وضمن السياق ذاته عاد إلى الواجهة المعارض السوري لؤي حسين المقرب من موسكو، بدعوته اللاجئين السوريين للعودة إلى سوريا بضمانات روسية، تشمل العفو وضمان عدم الملاحقة الأمنية، الأمر الذي أثار الاستغراب والكثير من التشكيك في أوساط المعارضين السوريين في الخارج، فقد كتب حسين في صفحته على «فيسبوك»، إن «كل من يريد أن يدخل دون أن يغيّر في موقفه السياسي، ودون أن يكون مضطراً لشكر أحد، أو التحدث إلى أحد، يمكنه التواصل معي وأنا أرشده إلى السبيل الآمن».