إلهام أحمد رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطيّة: أرى بأن النظام بحاجة لقرار أكثر شجاعة, لن أعطي أملا كبير, ولن أقطعه, قد تصدر عنها نتائج كبيرة, وقد لا تصدر, وقد تتوقف الحوارات
– هناك دول ترغب أن تلعب دور الضامن في التفاوض, لكننا لم نبدأ بعد. الأمم المتحدة مثلا أعتقد أن لها رغبة وهناك إشارات على ذلك.
– حقيقة كانت عملية جسّ نبض لمعرفة إلى أي درجة توجد أرضية وقرار للبدء بحل الأزمة بالحل السياسي.
– إرسال الدعوة في هذه الفترة وفي هذه المرحلة تأتي من قناعة أن الفصائل المسلحة تقريبا “استسلمت” انتهت، وأن الحرب تشرف على مراحلها النهائية.
– لا حظت في الحوار الذي دار ضمن اللقاء, أنه لا تزال هناك عقلية ثابتة مصرّة على ما هو موجود.
– نحن أصحاب قرارانا, حين نتجه لدمشق هو قرارنا، وليس قرار طرف آخر, قد تكون بعضها داعمة للقرار, ولكنها ليست صاحبته, هم فقط يلعبون دور الداعم.
“أنا أيضا لا أعلم مدى صحة تلك التسريبات التي تتحدث عن وجود وفد من الحزب الديمقراطي الكردستاني(عراق) في دمشق, وإن كانت صحيحة فبطبيعة الحال لن تكون صدفة. لكن ما الهدف؟! لا أستطيع التعليق على الموضوع”
– منذ أيام وتتعدد وتختلف التصريحات ما بين أنها مفاوضات, أو أنها “جس نبض” كل طرف للآخر. ما هو رأيك حيّال هذه التصريحات المتباينة؟
كان اللقاء بدعوة من الحكومة السورية, ونحن توجّهنا إلى العاصمة دمشق, بهدف التمهيد للبدء بمرحلة حوار, وهي حقيقة كانت عملية جسّ نبض لمعرفة إلى أي درجة توجد أرضية وقرار للبدء بحل الأزمة بالحل السياسي, هذا هو كان الهدف الأساسي, وفحوى اللقاء كان؛ هل من الممكن أن نبدأ الحوار أم لا؟.
– كان النظام يرفض دوما أيّ تحاور, ما الذي تغيّر حتى يدعوكم للحوار؟
في الأعوام السابقة كان النظام بوضع حرج وضعيف, وكانت مساحات كبيرة من سوريا تحت يد الفصائل الإرهابية, وكان النظام يتحكم بمساحة صغيرة, ولكن بمساندة بعض الدول الإقليمية كإيران وروسيا استطاع التمدد على الساحة السورية وفرض سيطرته على حساب تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وبعض الفصائل المسلّحة.
“هل من المعقول أن يأتي النظام ويقول أنكم جميعكم؛ مجلس سوريا الديمقراطية وقوّات سوريا الديمقراطيّة غير موجودين, ولا نعترف بكم, وسنحاربكم بأسلوب آخر. على أي أساس وحجة سيكون ذلك؟ لذا لا بد للنظام أن يسلك أسلوب التحاور”
العقلية والذهنية في مسألة البدء بالحوار؛ حين ينظر طرف لآخر على أنه عمل إرهابي وليست معارضة, والقضية هي ليست قضية داخل سوري، إنما هي تصدير مشاكل من الداخل للخارج, إذا كانت الرؤية هكذا، فلن يقبل التفاوض بأيّ شكل من الأشكال, لأنه ينظر للطرف الآخر على أنه إرهابيّ ليس لها قاعدة أو برامج أو هدف في سوريا, لذلك كان يرفض التفاوض.
لكن عندما يكون الطرف الآخر ذو برامج واستراتيجيّة ويشّكّل قاعدة أساسية كمعارضة، يمكن الوصول إلى قناعة أن هذا الطرف يمكن التحاور معه, أذكر هذا من طرف النظام, فرغم أنه أرسل دعوة لكنه لأي درجة قادر على اتخاذ قرار لبدء بتفاوض جدي داخل سوريا, فأغلبية المفاوضات كانت حتى الآن في الخارج وكانت القوى في الخارج، ولم تحدث بين السوريين أنفسهم, لذا لا تسمّى مفاوضات, ولكن حينما تنتقل إلى الداخل السوري فهذا يعني أنها لو بدأت بشكل حقيقي فأن الحل سيكون سوريّا.
لذا فأن البدء بهكذا خطوة وإرسال دعوة لمجلس سوريا الديمقراطية نابع من فكرة أنه لا بدّ من التحاور مع هذا الطرف, وإيجاد مخرج لهذه القضية. سابقا كانت التصريحات التي تصدر من هذا الطرف تقول أما التفاوض أو القتال, إما أن تقبل قوّات سوريا الديمقراطيّة بالتفاوض أو أننا سنضطر لمقاتلتها، كان من طرف يفتح باب الحوار ومن طرف يهدد, ولم يكن هناك حاجة للتهديد بالأساس, لأن الطريق الأساسي التي سلكناها في مسألة حل القضايا هو الحل السلمي والحوار, ولا زلنا نتبنّى هذا الأسلوب، لذا فأن إرسال الدعوة في هذه الفترة وفي هذه المرحلة تأتي من قناعة أن الفصائل تقريبا انتهت، وأن الحرب تشرف على مراحلها النهائية، ولا بد من التفاوض والحل والحوار. حلّ كيف نبني سوريا المستقبل, فهل من المعقول أن يأتي ويقول أنكم جميعكم؛ مجلس سوريا الديمقراطية وقوّات سوريا الديمقراطيّة غير موجودين, ولا نعترف بكم, وسنحاربكم بأسلوب آخر. على أي أساس وحجة سيكون ذلك؟ لذا لا بد للنظام أن يسلك أسلوب التحاور وهذه الطريقة للوصول لحلّ نهائي.
– كان لديكم في مجلس سوريا الديمقراطية مشروع وما زال، وهو التركيز على دمقرطة سورية وبناء نظام تعددي لا مركزي, برأيك هل سيلقى هذا المشروع آذانا صاغية عند من لهم تجربة في الدكتاتورية والنظام الشمولي واللغة الواحدة واللون الواحد؟
” إذا لم يقبل النظام التفاوض والحل, وأصرّ على الحرب, التي ستجلب معها حالة أخرى, فالمناطق في شمال شرقي الفرات فيها إدارات واستقرار لا تشبه المناطق الأخرى”
هي عملية صعبة, أنا لا حظت في الحوار الذي دار ضمن اللقاء, أنه لا تزال هناك عقلية ثابتة مصرّة على ما هو موجود، وما هو متعود عليه, لكن من غير الممكن أن نقول كلا، سنستمر في هذه الطريقة, لأن الظروف تتغير, والوضع العام يتجه نحو التغيير, لذا لا بد للبحث عن طريق وسبل أخرى للخروج من هذا الوضع, لذلك نرفض القول أنها عملية سهلة، هي عملية صعبة جداً, والاستمرار فيها والإصرار على طرح هذا المشروع وإقناع الطرف الآخر بأن هذا المشروع هو الحل الوحيد لإنقاذ سوريا مما هي فيه حالياً.
– ألا تعتقدون أن دمشق التي كانت ترفض دوما الحوار وتصر على الحسم العسكري وقد كانت ضعيفة حينها, والآن هي تشعر أنها قوية سيما بعد معركة الجنوب, هل هذه فعلا ستكون مفاوضات أم ستكون مصالحة كمصالحة درعا؟
في الأساس الأمر كان مجرد لقاء، وليست مفاوضات, هي البداية، ولا نعلم إن كانت هناك لقاءات أخرى, ونتمنى ذلك، ومسألة الاستمرار نجهلها, فإذا استمرت, فمن الطبيعي أن يطرح النظام شروطه, ونحن نطرح أيضاً شروطنا التي تدخل ضمن خدمة الشعب السوري وكافة المكونات, وضمن هذه الشروط أصبح هناك وضع قائم لا يمكن التغاضي عنه والاستمرار على الطريقة السابقة.
– هذا كمنطق؟
كمنطق، والظروف أيضاً تفرض ذلك, إذا لم يقبل النظام التفاوض والحل, وأصرّ على الحرب, التي ستجلب معها حالة أخرى, فالمناطق في شمال شرقي الفرات فيها إدارات واستقرار لا تشبه المناطق الاخرى.
“الفكرة السائدة أنه هؤلاء متجهين نحو الانفصال, والكردي سيقسم سوريا, والكردي انفصالي, وضمن هذا الإطار خلقوا فكرة لدى المجتمع السوريّ والمعارضة, وحتى الدول العربية صارت تفكر إلى أين يتجّه الكردي, وحتى فهموا أن الفدرالية هي عملية تقسيم“
– هذا بالنسبة لكم, لكن ربّما النظام لا ينظر للأمر بهذا الشكل؟
قد لا يتعامل, لكن بالنتيجة هو المتضرر.
– يقال أنكم تزمعون تشكيل لجان تفاوض، بينما تقولون أنكم لا تعلمون إن كانت هذه المفاوضات ستستمر أم لا. كيف ذلك؟
هي لجان مناقشة نماذج موجودة, كالإدارة المحلية والذاتية وقد تكون هناك نماذج أخرى كنوع من أنواع الفدرالية مثلا, حتى الآن الشكل الإداري أو شكل الحكم غير مطروح ناقشنا
الجانب الإداري كإدارة ذاتية, ففي مناطق النظام مثلا هناك إدارة محلية ولكن في مناطقنا هناك الإدارة الذاتية تلعب دور الإدارة المحلية ودور الجانب السياسي.
يبقى الجانب الخدمي فقط, فالإدارة الذاتية شاملة, فيها الجانب التعليمي, وفيها الجانب الخدميّ، والدفاعي, وتشمل كل جوانب الحياة, لكن كيف يمكن إيجاد علاقة بين الإدارة الذاتيّة مع النظام الجديد في سوريا؟ ضمن أي إطار وأي علاقة, يمكن ربط الإدارة؟ فالفكرة السائدة أنه هؤلاء متجهين نحو الانفصال, والكردي سيقسم سوريا, والكردي انفصالي, وضمن هذا الإطار خلقوا فكرة لدى المجتمع السوريّ والمعارضة, وحتى الدول العربية صارت تفكر إلى أين يتجّه الكردي, وحتى فهموا أن الفدرالية هي عملية تقسيم.
حتى الآن لا يعلمون ماهية الإدارة الذاتية, ليست هناك معلومات عنها, فبالتالي يتطلّب الأمر عملية تثقيف لنظام الإدارة الذاتية الموجودة سواء لعناصر النظام أو المسؤولين فيه, والمجتمع السوري, من الضروري البدء بعملية تثقيف للرأي العام السوري, حتى يتم الاقتناع.
لكن كفرض نموذج الإدارة المحلية, القصة ستنتهي, هذه عملية صعبة, على سبيل المثال الجانب التعليمي الذي أصبح يدرس اللغة الأم منذ سبع سنين, إن أعادت المنهاج القديم بعد سبع سنين إلى العربية, إلى جانب تطعيمها بمادة اللغة الكردية ستبقى العملية صعبة جداً. لذا من الضروري دراسة كل هذه الجوانب مع أخذ سلبياتها وايجابياتها بعين الاعتبار والوصول إلى نتيجة أن هذا النموذج والأمر لا يقسم سورية بل يزيد من تماسكها.
– لديكم شركاء في مجلس سوريا الديمقراطية, هل تشاورتم معها بخصوص القيام بهذه الخطوة؟
“المصالحة على أي أساس, مصطلح “المصالحة” في غير محله لما جرى في درعا وغيرها, هو استسلام, إلى جانب أن المجموعات المسلحة تترك أسلحتها وتخرج من المنطقة تحت ضغط القوى الفاعلة, والباقي في المنطقة يقوم بعملية المصالحة مع النظام”
قرر المؤتمر الحل السياسي والحوار السوري السوري، أنه أفضل حل للتوجه نحو إنهاء الأزمة, وحتى في عدة اجتماعات أتينا على ذكر أنه قد تبدأ البادرة بلقاء, لكن متى وكيف، لم تكن الصورة واضحة, لذلك كان كل مكونات المجلس مع قرار الحوار السوري السوري, وحتى بعد المؤتمر عقدنا ملتقى حضرته الكثير من الشخصيات السياسية وممثلين عن العديد من الكتل السياسية وتحاورنا في مدينة عين عيسى, فالمكونات كانت مع القرار, ويبقى فقط مسألة تشكيل الوفد والذهاب إلى دمشق, واليوم اجتمعنا , وتناقشنا الأمر.
– هناك عتاب من قبل بعض الشركاء وهم قوى سياسيّة فاعلة, أنكم لم تعلموهم, وأنهم سمعوا بالوفد من الإعلام, كأي شخص آخر، لم لمْ تشاوروهم فربّما لديهم فكرة أخرى, أو طرح آخر, وربّما تستفيدون من آرائهم؟
مسألة اللقاء, والبدء بالحوار لم يكن عليها اعتراض, بالعكس، مرات عديدة كانت القوى تأتي برؤية أن يبقى باب النقاش مفتوحا مع النظام, وليس هناك اعتراض على القرار, قرار المؤتمر هو قرار, وكل مكونات المجلس كانوا موجودين بالمؤتمر, وليست هناك مشكلة في الذهاب أيضاً, لأن مئتا شخص لا يستطيعون أن يكونوا ضمن الوفد للقاء, هكذا قضايا تعقد الأمور أحيانا, فمسألة تشكيل وفد بحاجة إلى خمسة أشخاص يتم اختيارهم, ويتوجهوا للقاء, ثم يقومون بنقل مجريات اللقاء وما سمعوه إلى أعضاء المؤتمر.
– هل كان لكم طرحاً محدّداً أم أنكم فقط استمعتم؟
لم أقصد الاستماع أو الإسماع, إنما في اللقاء كان بهدف جس النبض, هل هناك جدية بالعملية التفاوضية أم لا.
– برأيك حسب خبرتك وتجربتك هل هناك جدية في المفاوضات؟
أرى بأن النظام بحاجة لقرار أكثر شجاعة, لن أعطي أملا كبير, ولن أقطعه, قد تصدر عنها نتائج كبيرة, وقد لا تصدر, وقد تتوقف الحوارات. نحن كـ”مسد” أصدرنا بياناً أنه تم اللقاء, لكن من قبل النظام لم يصدر بيان
– قبل الحوار كانت هناك دوما تسريبات من قبل إعلام النظام أن هناك لقاءات بينكم وبين النظام, والآن وقد تم لقاء فعلي, لكن إعلامه تجاهل الأمر, ما تفسيركم؟
التفسير ربما لا يريدون أن يقطعوا الحوار, قد يكون هناك نية في الاستمرار.
– هناك من يقول, كيف تثقون بنظام شرد الملايين وخرب المدن وقتل ودمّر؟
المسألة ليست في التصديق, إنما الوضع القائم الموجود بحاجة إلى حلّ, حتى الآن كل القوى الدولية بحاجة إلى تفاوضات بين المعارضة والنظام وحتى الآن وبعد سبع سنين لم يجرِ تفاوض, لأن الطرفين مصرّيْن على نقاط معينة، علما أن المتأثر من الحروب هو الشعب السوري, لكن الأطراف غير مبالية بما يتعرض له الشعب السوري، لذا مسألة المفاوضات ليست لها علاقة بالتصديق والثقة, إنما هي عملية ضرورية لا بدّ منها, النظام موجود وكل الدول تعترف بذلك, والمجتمع الدولي يفرض عليه التفاوض مع وفد المعارضة باسم الائتلاف، فنحن أولى بالداخل أن نقوم بهذه العملية.
– هناك من يخشى أن تكون هذه العملية نوع من المصالحات كما في درعا وحمص وغيرها؟
المصالحة على أي أساس, مصطلح “المصالحة” في غير محله لما جرى في درعا وغيرها, هو استسلام, إلى جانب أن المجموعات المسلحة تترك أسلحتها وتخرج من المنطقة تحت ضغط القوى الفاعلة, والباقي في المنطقة يقوم بعملية المصالحة مع النظام. أما في حالتنا فهي دعوة رسمية, لبّيناها وذهبنا لمناقشة الوضع, وهل يمكن البدء بعملية التفاوض أم لا؟ هناك إشاعات كثيرة حول تسليم مناطق دير الزور والطبقة والرقة.
لا يمكن حلّ المسألة بالمصالحة والتسليم, لأنه يتم نقل المسلحين من منطقة لمنطقة أخرى, وبالتالي هي تهيئ أرضية لحرب أهلية أخرى، ونحن لسنا مضطرين لهذه المصالحة.
- هناك تصريحات عديدة من أطراف من “مسد” متناقضة. مثلا السيد رياض درار يقول أنهم سيعيدون الأراضي التي حرروها إلى البلد, ثم يصوّب فيقول الحكومة المركزية؟
أعتقد أن الجملة غير واضحة, وعليه أن يجاوب هو على هذا الأمر, ولكن أعتقد أن هناك مغالطة في التعبير. لا يوجد أي تناقض في الرؤية بين أعضاء مجلس سوريا الديمقراطيّة, الكل يؤمن بالرؤية العامة. حين قلنا الفدرالية قلناها بثقة, كلهم تبنوا المشروع.
لكنه يقول أن الفدرالية أصبحت من الماضي؟
أنا لم ألحظ هذا التعبير أو الكلام.
– ألا تؤثر هذه الزيارة على علاقاتكم مع الأطراف الأخرى وبشكل خاص الولايات المتحدة؟
طبعا العلاقة مع التحالف هي ضمن محاربة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في المنطقة, بالبداية تكررت دوما مسألة أن التحالف موجود لمحاربة الإرهاب، لكن تعزيز الاستقرار أيضا عملية مهمة، بمعنى أن الحل السياسي النهائي شرط أساسي لمسألة الوجود لهذه القوات في المنطقة، وهذا يفرض مسألة البدء بحلّ سياسي في سوريا, وعلاقتنا هي ضمن إطار محاربة الإرهاب, وليس ضمن مصادرة القرار الداخلي لـ”مسد” و الإدارة الذاتية, ونحن نعمل بسياسة مستقلة ومشاريع ديمقراطية نابعة من عمق الاحتياج السوري, ونحن أصحاب قرارانا, حين نتجه لدمشق هو قرارنا، وليس قرار طرف آخر, قد تكون بعضها داعمة للقرار, ولكنها ليست صاحبته, هم فقط يلعبون دور الداعم.
– هل هناك طرف ضامن فيما إذا حصلت مفاوضات؟
هناك دول ترغب أن تلعب دور الضامن في التفاوض, لكننا لم نبدأ بعد. الأمم المتحدة مثلا أعتقد أن لها رغبة وهناك إشارات على ذلك.
إن استطعنا نحن الطرفين البدء بعملية جدية, وكان لنا القرار، وحتى لم يكون هناك ضامن فليست هناك مشكلة إذا كان بإمكاننا اتخاذا القرار الصحيح لصالح الشعب السوري ومكوناته.
– تتحدثين كأنك تحاورين نظام سويديّ, وتتناسين أنك تحاورين نظام بعثي يرفض أي وجود كردي؟
وأنا أتحدث عن القرار بالتفاوض الجدي, هذا يعني بأننا لدينا القدرة على البحث عن نقاط الالتقاء وحلّ الخلافات الموجودة بالكامل. إذا لم يتواجد القرار فنحتاج إلى ضامن ضاغط على الأطراف, وسيكون لهذا الضامن شروطه، بطبيعة الحال لو بدأت المفاوضات بإمكان الضامن لعب الدور.
– الضامن يساهم أحيانا.. هل للروس دور في هذه الخطوة؟
لا أعلم
– هناك من يقول أنكم “مسـد” في موقف ضعف, كانت لديكم شعارات كبيرة ومطالب كبيرة, وتتحدثون الآن عن لجان خدمية, وكأنكم ستختصرون قضية شعب لديه ثقافة وتاريخ وحضارة مستلبة في هذه الأمور الخدمية ؟
هل الإدارة الذاتية تضمن الجانب الخدمي فقط؟
– أي أنكم لن تتنازلون عن مسألة الإدارة؟
طبعا لا، مسألة الجانب الخدمي موجودة لدينا رغم أنها ليست بالمستوى المطلوب, فالمسائل الخدمية هي وسيلة لفتح القنوات للوصول إلى عملية تفاوضية سياسية بالكامل, لأن التفاوض يبدأ من نقطة معينة, قد يحاول النظام الدخول للمنطقة من الجانب الخدمي, ونحن نقول قد يصبح هناك نقاط التقاء للوصول للجوانب السياسية.
– هل ستعتمدون على كل القوى حتى لو لم تكن موجودة داخل الإدارة, تستمعون إليها وتأخذون رأيها؟
ممكن أن يتواجد الكل ضمن وفد معين, لكن هناك آليات يتم فيها أخذ الآراء ونقلها لغرفة التفاوض.
– هناك تسريبات عن وجود وفد من جنوب كردستان من الحزب الديمقراطي الكردستاني يزور دمشق الآن. هل هي صدفة؟
أنا أيضا لا أعلم مدى صحة هذه التسريبات, وإن كانت صحيحة فبطبيعة الحال لن تكون صدفة. لكن ما الهدف, لا أستطيع التعليق على الموضوع.
ملاحظة: أجري هذا الحوار المصور من قبل الإعلامي طه خليل في قناة روناهي، تفريغ الحوار وكتابة النص خاص بصحيفة Buyerpress ونشر في العدد/82/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 1/8/2018