الحياة _ Buyerpress
على وقع استمرار الضربات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سورية، أُعلن أن الجولة الجديدة من محادثات آستانة ستعقد في العاصمة الكازاخية الأسبوع المقبل، وسط تفاؤل بانفراج في ملف المعتقلين والمفقودين خلال الاجتماعات.
وأعلنت وزارة خارجية كازاخستان في بيان أمس، أن الجولة التاسعة لاجتماعات آستانة في شأن سورية، ستُعقد يومي 14 و15 أيار/مايو الجاري بمشاركة الدول الضامنة الثلاثة: تركيا وروسيا وإيران، وممثلين عن النظام السوري والمعارضة، لافتة إلى دعوة الولايات المتحدة والأردن إلى المشاركة بصفة دول مراقبة في الاجتماعات. وأكدت أن الاجتماعات ستناقش المستجدات في مناطق خفض التوتر، والإجراءات الإنسانية والتدابير التي من شأنها زيادة الثقة.
وفي حين تراهن البلدان الضامنة على زيادة التنسيق في ما بينها منعاً لأي خلافات قد تنشب، ودفاعاً عن مصالحها المشتركة، تسعى المعارضة السورية إلى تحقيق أي مكسب عقب الخسائر الكبيرة التي منيت بها في الشهرين الأخيرين، وسط توقعات بتعنت النظام.
وأكدت مصادر في المعارضة المسلحة أنها عقدت اجتماعات مع مسؤولين أتراك قبل أيام. و رئيس اللجنة العسكرية في وفد المعارضة السورية لمحادثات آستانة العقيد فاتح حسون أن وفد المعارضة بحث مع الأتراك عدم التزام الروس والنظام اتفاقات خفض التصعيد، إضافة إلى ملف المعتقلين والإجراءات التنفيذية التي ستُتخذ للتقدم في هذا الملف. ولم تستبعد مصادر روسية حصول انفراج في هذا الملف نتيجة ضغط روسي على النظام لتنشيط آستانة، ودحض تصريحات للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا قال فيها إن هذا المسار استنفد غاياته. كما يُرجح أن يبحث الاجتماع المقبل في مصير إدلب التي باتت إحدى منطقتين لخفض التصعيد بعد سيطرة النظام على الغوطة الشرقية وشمال حمص.
وتكتسب الجولة أهمية كبرى على خلفية التنافس على شرق الفرات، وإطلاق قوات سورية الديموقراطية (قسد) المرحلة الثانية من عاصفة الجزيرة للقضاء على داعش، في ظل محاولات من النظام للتمدد إلى تلك المنطقة، التي لا يبدو أن تركيا بعيدة منها، فيما تبقى إسرائيل الحاضر الغائب، في رسم التفاهمات بين الأطراف، خصوصاً مع إمكان تحوّل سورية إلى ساحة صراع بالوكالة بين إيران والدولة العبرية.
وفي ضوء اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس، أكدت مصادر أن موسكو «ترغب في البحث مع تل أبيب في مصير منطقة خفض التصعيد في جنوب غربي سورية المحاذية لهضبة الجولان المحتلة»، والتي تتجه الأنظار إليها كهدف جديد للنظام.
ولم تستبعد مصادر أن تعمل روسيا مع إسرائيل على رسم خطوط اشتباك جديدة في الجنوب السوري تضمن أمن إسرائيل وعدم انتشار الميليشيات الإيرانية والحرس الثوري فيها، والكف عن نقل أسلحة جديدة إلى لبنان، في مقابل السماح للنظام ببدء حملة في ريفي درعا والقنيطرة لإنهاء المعارضة المسلحة وفتح الطريق الدولي إلى الأردن. وكان نتانياهو أكد قبل إقلاع طائرته فجر أمس إلى موسكو، إنه حيال ما يحصل في سورية في هذه اللحظات، ثمة ضرورة لتأمين مواصلة التنسيق الأمني بين الجيشين الروسي والإسرائيلي.