خاص _ بوير
كثيرون هم من دفعتهم ظروف الحياة وضيق العيش، إلى البحث عن مصادر لكسب لقمة عيشهم من عرق جبينهم, ورفضوا الاستسلام لواقعهم المعيشي , فأوجدوا مهمناً من بنات أفكارهم وبما تيسر لهم من امكانيات, ومن أمثال هؤلاء, شاب من مدينة قامشلو، امتهن إعداد عصائر الفاكهة والحمضيات بأشكالها وأنواعها على عربة دفع متنقلة، حتى أضحت مهنته الوحيدة ومورد العيش له ولعائلته، وحاول تطويرها وإعطاءها ميزة ورونقاً أفضل. فعندما تقف أمام هذه العربة، تشعر بجمال المهنة.
سليم رشيد أحمد شاب مارس المهنة قبل أكثر من خمسة عشر عاماً في ديار بكر وبيروت, وبقيت الفكرة؛ فكرة العودة إلى المهنة تراوده منذ خمس سنين، هاجر إلى باشوري كردستان بسبب الظروف التي رافقت الأزمة من نقص مادة الغاز, ولكنه عاود العمل في إعداد العصائر , كان عمله جيداً هناك, وكانت العربة التي صنعها هناك أفضل بكثير من التي يعمل عليها الآن من حيث التجهيز.
قرر بعد فترة العودة إلى روجآفا, ومتابعة العمل في المهنة نفسها, لكن في بلده كما يقول, وغدا عدد زبائنه في ازدياد يوماً بعد يوم، فهو معروف لدى أهل المدينة من خلال مهنته هذه, وكان يمارس مهنة قريبة إلى مهنته هذه في العام 2013 ببيع الفول والحمّص والمهلبية ورز بحليب.
يقول أنه مرتاح جدا الآن في عمله في قامشلو, وأسعاره مناسبة للجميع، والحالة في أمان.
يستيقظ سليم صباحاً، يقوم بتجهيز العربة مع أطفاله وزوجته، وتصبح جاهزة للانطلاق حوالي الثانية عشرة ظهراً، ولكنه لا يصل إلى السوق إلا حوالي الثالثة عصراً وذلك بسب كثرة الزبائن على الطريق.
أغلبهم ينتظره في الثالثة عصراً، في مكان تواجده المعتاد, فهم يعرفون موعد قدومه, ولكثرة الزبائن والطلبات يبقى العمل حتى بعد العاشرة مساءً أحيانا.
لسليم هواية أخرى غير صناعة الكوكتيلات، فقد فتح محل لبيع طيور الزينة لأكثر من سنتين، لكنه عاد لمهنته القديمة؛ صناعة الكوكتيلات. وهي مهنة قديمة وخاصة في دمشق, لكنه أراد أن يمارسها هنا في مدينته بقامشلو.
من أنواع الكوكتيلات التي يبيعها الأناناس والتفاح والجزر والرمان والحليب مع الموز، أضافة للكوكتيل الذي يرغب الزبون في تركيبه.
سليم متمكن في هذه المهنة، لكن بسبب صغر العربة لا يتمكن من إضافة أشياء أخرى، , ويحبها كونها مرتبطة بحياة الناس، والناس تقف عندها لتشتري, لو لم يحب هذه المهنة لما أجهد نفسه وأضاف كل تلك الزينة لعربته الخشبية الصغيرة والبسيطة للغاية, فهو يحب هذه الزينة وأردا منها لفت نظر المارة والزبائن حسب قوله.
“كل هذا التعب هو لأجل أبناء مدينتي التي أحبها قامشلو, أحييهم، فهو شعب معطاء, معظمهم لا يساوم على ثمن الكوكتيل, بل ويمنحون زيادة عن السعر المطلوب. يستحقون التقدير, وأنا أعرف أغلبهم”. قال سليم.
وفي الصيف يكون الطلب والعمل لدى سليم أكثر زحمة, بسبب الحرارة.
سليم يرفض استخدام أية مواد كيماوية أو ألوان صناعية في إعداد العصائر، حتى تحافظ الفاكهة على قيمتها الغذائية. ويؤكد أحمد أن الحركة الشرائية واستهلاك العصائر الطبيعية يتضاعف في شهر رمضان، لافتاً إلى فوائد العصير الطبيعي الذي يزود الجسم بكل العناصر الغذائية التي يحتاجها.
نشر هذا التقرير في العدد /76/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 15/3/2018