تقرير: فنـصة تمّـو
منذ بدء الحراك الشعبي في سوريا في ربيع 2011, نشطت العديد من منظمات المجتمع المدني والتي اتخذت بعضها من تمكين المرأة أحد أولويات نشاطها, وتزامن ذلك مع تأسيس الإدارة الذاتية عام 2013 بهيكليتها التنظيمية والمؤسساتية التي بدأت بإدارة شؤون مناطق روجآفا، وأتاحت للمرأة ضمن مؤسساتها حيّزاً للانخراط في مختلف المجالات, ودفعتها إلى البحث عن فرص عمل تحقق بها ذاتها واستقلاليتها المادية, في ظل صعوبة الأحوال الاقتصادية وواقع لم يخلو من التحديات.
تتابع عملهن, وتعمل على تمكينهن من خلال ورش تدريبة مكثفة في المجالات التنمية, هذا ما ذهب إليه بيروز بريك ( مدير القسم الإعلامي في منظمة شار للتنمية) وأضاف :” نعمل في المنظمة على تفعيل العمل المدني والإداري والتنموي، وربط التدريب والتأهيل بمتطلبات الواقع والاستجابة لقضايا المرأة والشباب والطفولة وفق برامج ومشاريع تفاعلية”.
وأردف:” منحت منظمة شار للتنمية المرأة أهمية كبيرة من خلال مشاريعها الانمائية المختلفة”.
وتابع بريك :” كنا قد استهدفنا في النسخة الثالثة ضمن مشروعنا “متشاركون” قرابة (60) فتاة وامرأة تم تدربيهنّ على صيانة الموبايلات واللابتوبات, وفي نهاية المشروع تم تقديم الدعم للمتدربات المتميزات والملتزمات بافتتاح محال ليمارسن المهن التي تدربن عليها, حيث خطونا خطوات ناجحة بدخول المرأة في سوق العمل, وبذلك استطاعت المرأة كسر احتكار العنصر الذكوري في المجتمع”.
تجرية انخراط المرأة في مجالات الاقتصاد بدأت منذ أعوام ولكن كانت محدودة وحضورها كان خجولا وبالكاد يذكر.
تقول حورية شمدين الناطقة الرسمية باسم اقتصاد المرأة في روجافا لـ صحيفة Bûyer)): تجرية انخراط المرأة في مجالات الاقتصاد بدأت منذ عامين وأصبح عملها أكثر تنظيماً بعد تأسيس مركز اقتصاد المرأة كجهة منظمة وداعمة لاقتصاد المرأة, حيث أخذت على عاتقها تمكين المرأة بغية مشاركتها في تنمية اقتصاد المجتمع شأنها شأن الرجل بشكل يتناسب مع حاجة المجتمع عن طريق المشاريع والجمعيات التعاونية الاستثمارية.
تعدد المشاريع النسائية
مساهمة المرأة في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإن وصفت “بالمحدودة” نوعاً ما خلال سنوات الازمة, أدى إلى ازدياد عدد المشاريع النسائية وأصبح دخول المرأة في مجال الأعمال التي كانت مقتصرة على الذكور فقط من الأمور اللافتة اليوم.
اتحاد الجمعيات في شمال سوريا هو أحد انجازات مركز اقتصاد المرأة في روجافا, له فروع في جميع المدن, وبحسب شمدين الناطقة الرسمية باسم اقتصاد المرأة في روجافا ترعى العديد من المشاريع, (ورش الخياطة, أفران, مطاعم ) وتتقدمها المشاريع الزراعية حيث أثبت المرأة نجاحها في هذا المجال بشكل كبير على حد وصفها.
تحديات وصعوبات
“كنت سعيدة مع زميلاتي اللواتي شاركوني في المشروع بافتتاح محل صيانة الموبايلات, والأمر كان كتحدٍ بالنسبة لي أكثر من كونه موهبة ورغبة فقد حاولت تعلم هذه المهنة وفي كل مرة كانوا يقولون لي أنني فتاة وهذا عمل خاص بالذكور كنت ازداد تصميماً وإصراراً ” تقول رونيدا قجو.
ولفتت إلى أن رغبتها في العمل بمهنة صيانة أجهزة الاتصال ( الموبايلات) دفعتها إلى المشاركة في ورشة تدريبة كانت قد دعت إليها “منظمة شار للتنمية ” في مدينة قامشلو ضمن مشروعها (متشاركون).
وتحدثت نجاح حمي من مدينة (قامشلو) عن تجربتها بافتتاح مخبز برعاية مركز اقتصاد المرأة التابع لمؤتمر ستار في مدينة قامشلو, واصفة تجربتها بأنها كانت محل استغراب لدى البعض كون هذا العمل كان محصوراً على الذكور فقط، وهذه المرة الاولى التي تعمل فيها المرأة في هذا المجال. لكن ذلك لم يمنعها من الاستمرار في مشروعها وأن كانت هناك بعض الصعوبات.
وحددت جيهان عبد الغفور (مشرفة على مركز هيلين للأعمال اليدوية) أحد المشاريع النسائية التي ترعاها هيئة الثقافة والفن، حددت الصعوبات تكمن في العقلية الذكورية التي وجدت دخول المرأة سوق العمل أمراً غير مرغوب فيه, منوّهة أنه حين تتوفر لدى المرأة قوة العزيمة والصبر فبإمكانها التغلب على هكذا صعوبات.
حجم الدعم المقدم
وحدود الدعم هو إفساح المجال أمامهن بعد تلقيهن تدريبات مكثفة عبر الورشات التدريبة بإيجاد المكان المناسب وتأمين مستلزمات العمل, ولكل مشروع مدّة محددة وبعد انتهاء المدة عليهن الاعتماد على أنفسهن قال بريك” مدير القسم الإعلامي في منظمة شار للتنمية”.
وتابع هناك منظمات تمنح التمويل المخصص لعشرة أشخاص لستين شخصاً على أقل تقدير, فهنا لن يتمكن هؤلاء من الاستفادة منها عملياً, لهذا لجأنا إلى دعم المبادرات الجماعية لكي يستفاد أكثر من وارد التمويل, وهذا ما اعتمدناه في مشروعنا المتشاركون.
فيما تقدم اتحاد الجمعيات في شمال سوريا للمشاريع النسائية التي أخذت شكل جمعيات تعاونية الدعم المادي على شكل قرض بدون فائدة لمدة ستة أشهر واختتمت شمدين (الناطقة الرسمية باسم اقتصاد المرأة في روجافا) :” إضافة إلى الدعم المادي نقدم لهن الدعم التنظيمي كما ونتابع عملهن إلى أن تتمكن من اثبات وجودها في سوق العمل.
دخول المرأة في المناطق الكردية مجالات العمل المختلفة يلقي على كاهل الجهات المعنية تقديم كافة الامكانات والتسهيلات التي من شأنها مساعدة المرأة على المضي قدما في هذا المسار تشجيعاً لها وإدراكاً لأهمية دورها الفاعل في هذا المجال الحيوي, وتجاوز المعوقات التي تعترض طريقها.
نشرت هذه المادة في العدد (74) من صحيفة Buyer تاريخ 15/2/2018