عبدالباقي يوسف:نحن لن نرضى أن ندخل إلى جزء من كردستان، ولن نركب الدبابات التركية

مقاومة عفرين مباركة وتستحوذ على تأييد كل الشّعب الكردي, ونأمل أن تفشل الحملة العسكرية في عفرين.. كان على الأتراك أن يعلموا بوجود مقاومة شرسة وباسلة في عفرين

عضو اللجنة السياسية في حزب يكيتي الكردي في سوريا عبدالباقي يوسف لـ Bûyer : نحن لن نرضى أن ندخل إلى جزء من كردستان أو سوريا  ولن نركب الدبابات التركية

– سوريّاً؛ هو عدوان تركي على سوريا، وكرديّاً؛ هو عدوان على جزء من كردستان سوريا, إلى جانب غزو من قبل بعض الفصائل الميليشياوية من جانب الائتلاف الوطني السوريّ.

– عفرين جزء عزيز، ولا يمكن أن نسكت إنْ تمادى الاعتداء التركيّ.

– لا نستطيع تسميتهم بالجيش الحر، بل هي ميليشيات أكثر ارتباطاً مع الحكومة التركيّة من الائتلاف السوري.

– لن نقبل بدخول أي فصيل عسكري تابع للائتلاف إلى المناطق الكردية  هذه كانت أهم نقطة أثناء انضمامنا للائتلاف.

بكلام مختصر, إذا بادر النّظام السوري لفتح باب الحوار معنا, واعترف بالمكون الكردي كمكوّن رئيس، حينها سيفتح الآفاق للحوار, ونحن لسنا ضد الحوار, ولكن يجب خلق المناخ أولاً.

موقف الائتلاف خطير جداً, وهو بموقفه هذا شرعن لتدخّل أي قوة دولية أو إقليمية في سوريا, وبالتالي شرعن تدخُّل حزب الله وروسيا وإيران.

أجرى الحوار: أحمد بافى آلان

السياسيّ والقياديّ الكرديّ السوريّ عبدالباقي يوسف، مواليد قرية تل شعير 1954، شرقي مدينة قامشلو، يحمل درجة الماجستير في هندسة الاتصالات اللاسلكيّة، والآن يشغل عضو اللجنة السياسيّة في حزب يكيتي الكردي في سوريا، اعتقل مرتين أولها في العام 1974 أثناء الدراسة الجامعية في دمشق, وفصل حينها من الدراسة.

 سافر إلى أوربا ليتمكّن من التحصيل العلمي ويعود للبلاد عام 1981. وفي المرة الثانية اعتقل في العام 1992 جرّاء بيان الملصقات المشترك التي أصدرته الأحزاب الثلاثة في ذلك الحين, بهدف تشكيل حزب يكيتي الحالي، حيث حوّلوا إلى محكمة أمن الدولة العليا, وحكم عليه بالسجن سنتين، فُصل ثلاث مراتٍ من العمل الوظيفي.

– في البداية لو نبدأ السؤال عن الحدث الأهم والأبرز على الساحة الكرديّة السّورية، وهو الهجوم التركي برفقة عناصر من ميليشيات المعارضة على مدينة عفرين.. بداية ماذا تسمي هذه الواقعة هل هو “هجوم” أم “غزو” أم كما يسميه إعلام المعارضة والاعلام التركي بـ”التحرير”؟

ببساطة – سوريّاً – هو عدوان تركي على سوريّا، وكرديّاً هو عدوان على جزء من كردستان سوريّا, إلى جانب غزو من قبل بعض الفصائل الميليشياوية من جانب الائتلاف الوطني السوريّ، بكل تأكيد فيه نوع من الغزو، حسبما تناقلته وسائل التواصل.

هو عدوان تركي وغزو للفصائل إلى جانب هذا العدوان.

 – نعود للسؤال الأول، كيف تتابعون الأمر في ما يحصل في عفرين؟

نحن قلقون جداً عما يجري في جزء من كردستان سوريا، إخواننا هناك يتعرضون لاعتداء كبير ونحن رفضناه، والمجلس الوطني الكردي أصدر عدّة بيانات واضحة وصفته بالعدوان, وطالبنا القوى الدولية بالتدخل ولم نكتفِ بذلك، بل طالبنا بالحماية الدوليّة لشّمال سوريا, للمنطقة الكرديّة, لأن تهديدات الرئيس التركي، ليست كما يدّعيه بعض الجهات أنّه فقط لمحاربة (PKK-PYD) إنما هو عدوان على الشّعب الكرديّ برمّته.

” وزارة الخارجيّة التركية أعربت عن استيائها من بيان المجلس, واستنكار المجلس لهذا الهجوم. كان الأتراك منزعجين”

 

– هل كان لدى المجلس الوطني الكردي أيّ معلومات بشأن التحضيرات التركيّة للهجوم على مدينة عفرين؟

كان لدى المجلس الكردي تصوّرات أنّ تركيا ستهجم على عفرين بعد الحملات الإعلامية التي شنّتها الحكومة التركية, أما قبل ذلك فلم يكن هناك معلومات وتنسيق بين المجلس والحكومة التركيّة.

– أقصد التحضيرات التركية بمساعدة كبيرة من الائتلاف المعارض والذي يعتبر المجلس الوطني الكردي جزءا منه؟

صحيح أنّ المجلس الوطني هو جزء من الائتلاف لكن الهجوم التركي – بتصوّري – يتم من دون الائتلاف أو المجلس، لكن أثناء التهديدات توقّعنا أن يكون هناك هجوم، وقمنا بتحرّك لدى الأوساط التي يمكن التواصل معها وحثّها على وقف الهجوم التركي، وحين جرى النقاش مع الائتلاف كان هناك موقفاً واضحاً من المجلس، ونحن رفضنا الهجوم, لكن الهجوم حصل، وعندما حصل، رفضناه ببيانٍ رسميّ، وحين قام الائتلاف بتأييد هذا الهجوم العدواني التركي أدرنا بيانا واضحاً ردّاً على بيان الائتلاف، لأنه لا يمكن تأييد الهجوم لقوى خارجية لجزء من الأراضي السورية تحت أي ذريعة، لا فرق بين الهجوم التركي والتدخُّل الروسي وحزب الله اللبنانيّ.

– ماذا تفيد هذه البيانات مقابل هجوم كبير حصل، ولا زال قائماً، على مدينة كردستانية كبيرة؟

بالتأكيد، للبيان أهمية كبيرة من كل الجوانب، منها المساندة لأخوتنا في جزء من كردستان- أقصد عفرين- وأيضا ناشدنا فيه القوى الدوليّة بالتدخُّل ووقف هذا الهجوم, وعارضنا التدخّل التركيّ، وهذا شكّل حساسيّة كبيرة لدى الجانب التركي, وشاهدنا تأثير هذا البيان حين اجتمعت وزارة الخارجية التركية مع ممثلين من المجلس الوطني الكردي منذ بداية الهجوم.

– تحدّثت تسريبات من هذا الاجتماع أنّ الخارجية التركيّة وبّخت ممثلي المجلس حول بيانهم؟

وزارة الخارجيّة التركية أعربت عن استيائها من هذا البيان, واستنكار المجلس لهذا الهجوم. كان الأتراك منزعجين، لأن البيان كان له مفعولاً.

كانت التوجيهات هو الوقوف في وجه هذا الاعتداء، طبعاً هناك مشكلة لدينا في  حمل السلاح؛ هي أنّ الإدارة في هذه المنطقة لا تسمح لأنصارنا بحمل السلاح، وتجنّبا لهذه الحالة لم نوجّه الرفاق لحمل السلاح، ورأينا هذه الحالة من المنع في كوباني.

رفاق المجلس حملوا السلاح لكن الإدارة منعت، لذلك تجنبنا التطرُّق إلى مواقف حتى لا يحدث نوع من التناقض في الشارع الكردي.

– هل لديكم النيّة لإعلان النفير العام لأنصار المجلس إنْ تأزّم الوضع في عفرين نحو الخطورة؟

عفرين جزء عزيز، ولا يمكن أن نسكت إنْ تمادى الاعتداء التركيّ، نحن حتى اليوم نطالب القوى الدوليّة بوقف الحملة التركيّة، وبرأيي ستتوقف.

– سياسيّاً برأيك سيد يوسف، هل كان المجلس الوطني الكردي يتحمل هذه الواقعة الكبيرة، كونه منضوي تحت مظلة الائتلاف السوري المعارض، والأخير وجه ميليشياته تحت الحماية التركية للهجوم على مدينة كردية تخضع للإدارة الذاتية غالبيتها من الكرد؟

بتصوّري، من متابعتكم لبيانات ومواقف المجلس الوطني الكردي يظهر جلياً، أنّ المجلس ضدّ هذا الاعتداء وأيضا موقفنا معاكسٌ مائة وثمانين درجة لموقف الائتلاف حين أصدر بيان ضدّ وقوف الائتلاف إلى جانب الهجوم التركي, وتشجيع ميليشيات لا نستطيع تسميتها بالجيش الحر، بل هي ميليشيات أكثر ارتباطاً مع الحكومة التركيّة من الائتلاف السوري.

من ناحية أخرى لدينا توجّهات واتفاقات مع المعارضة والائتلاف, لا نقبل دخول أي فصائل من الجيش الحر إلى المناطق الكردية وهذه كانت نقطة نقاش مهمة أثناء انضمامنا للائتلاف، هذا موقفٌ قديم, ولا زال مستمراً, لأنّ المنطقة الكرديّة يجب أن يحميها أبنائها.

– أفهم منك، أنّ هذا اتفاق بينكم وبين الائتلاف المعارض بشأن عدم دخول أي قوة تابعة للمعارضة تحت أي مسمّى للمنطقة الكرديّة؟

منذ البداية قلنا لا نقبل بدخول أية قوّة إنْ لم تكن فصائل تابعة للمجلس الوطني الكرديّ.

– فرق شاسع في المجلس الوطني الكردي بين ما يصرح به قيادات الداخل والخارج بشأن الهجمات التركية على عفرين؟

القرار هو قرار المجلس الوطنيّ ؛ وهو قرار الرئاسة, والرئاسة موجودة في الداخل، ولا يوجد قرار قيادة خارجيّة أو داخليّة.

– أنا أتحدّث عن التصريحات؟

هناك بعض التصريحات المتناقضة حقيقةً, وهي تتعلق بمواقف سابقة لـ(PYD ) تجاه قيادات المجلس, ولا أريد الوقوف على هذه التناقضات أو الاتهامات المتبادلة، لأنّ الوقت ليس وقت الحديث عن هذه الاتهامات، الوقت موجّه نحو العدوان التركي وميليشياته, ويجب أن يتوحد الكرد, وبتصوري هم موحدين في هذا الاتجاه، أما بعض التصريحات مثل ما ذكرت، فهناك بعض ردود الأفعال والتصريحات من الجانب الآخر ولا أريد أن أعيد ذكره، موقف المجلس  واضح؛ هذه ليست حرباً مع PKK لأنّه موجود في قنديل وعلى حدود الدولة التركية وداخلها, لكن الحرب التي تجري الآن, هو تخبُّط تركي لما تشهده المنطقة وسوريا بشكل خاص من تحولات جوهرية تفتح آفاق رحبة أمام المسألة الكرديّة والشعب الكردي ليتمتع بحقوق ويتساوى مع الشعوب المتعايشة معه، تركيا متضايقة من هذه القضية, وهي تحارب القضية الكردية.

– كيف تتابع المقاومة التي تحصل حتى الآن في عفرين منذ أكثر من ثلاثة أسابيع؟

بتصوري، الأتراك كان يجب أن يعلموا أنه سيكون هناك مقاومة شرسة وطبيعة عفرين الجبلية عامل مساعد في ذلك, وتركيا تعلم أن القوى  الدولية لن تقبل منهم أكثر مما يجري في عفرين الآن، وبالتالي هناك مقاومة حتى الآن تفوق التصريحات التركية التي وصفها أردوغان بالنزهة, يقيناً هي مقاومة مباركة تستحوذ على تأييد كل الشّعب الكردي, ونأمل أن تفشل الحملة العسكرية في عفرين، ونأمل أن تعيد الحكومة التركية النظر في سياساتها تجاه المسألة الكرديّة, لأنّ الكرد ليسوا أعداء الشّعب التركيّ.

– كيف تابعتم التجهيزات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة, هل تفاجأتم بهذه المقاومة والتحضيرات أم أنكم كنتم تعلمون أن هذه القوات ستدافع وتهاجم بشراسة ضد الهجوم التركي؟

نحن لسنا في إطار هذه القوات حتى نعرف ماهية الأسلحة, لكن لدينا بعض المعلومات, وكنا تصوّر أنه ستكون هناك مقاومة جيّدة لأن الواقع يحتاج لمقاومة من هذا الشكل.

– برأيك لماذا عفرين؟

هناك مناخ أو مستقبل لسوريا في المرحلة المستقبلية, ينتظر أن تجرى فيها تغيرات ديمقراطية أن تكون هناك شكل جديد للدولة, وحقوق للمكونات السورية, والكرد مكوّن رئيس منهم, وبالتالي تخشى تركيا من حصول الكرد على حقوقهم, وبالتالي لاقت أن عفرين نقطة ضعيفة، فسياسات أردوغان كسياسات السوق, يتقاتل مع اسرائيل وروسيا ثم يعتذر, سياساته غير متّزنة, وهو يريد الحصول على بعض المكاسب ليعيق ما ينتظره الشعب الكردي في سوريا من انفراج.

– الهدف من إعطاء روسيا الضوء الأخضر لتركيا للهجوم على عفرين؟

ما جرى في عفرين يأتي في اتفاقٍ كبير بين روسيا وتركيا، وبدأ الاتفاق من حلب، حيث ساهمت تركيا بتسليمها إلى النّظام السوريّ، وطالبت روسيا من تركيا تحسين علاقاتها مع النظام السوري والتخلي رحيل الأسد وهيئة الحكم الانتقالي بسبب دورها الكبير على المعارضة السورية, وما يجري في عفرين الآن يأتي ضمن هذه الصفقة الكبيرة بين أنقرة وموسكو.

– اجتماعات ماراثونية بين قيادات المجلس في الدّاخل وممثليه في الائتلاف بشأن ما يحصل في عفرين، إلى أين وصلت نتائج هذه الاجتماعات؟

بتصوّري اجتماعات ماراثونية هي تسمية إعلامية, لكن الموضوع ذو أهمية كبيرة، وهناك اجتماعات بحثت هذه الأمور ونتجت عنها قرارات انعكست في بيانات المجلس الوطني الكردي.

“لا يوجد لدينا أيّة شروط, لكن هناك مناخات, يجب خلقها, حاليا هم بحكم أنّ المنطقة تحت سيطرتهم، وهناك سلطة أمر واقع، فالمفروض عليهم إطلاق سراح السجناء, وفتح المكاتب, لكن الحوارات – وحسب تجربتنا مع  PYD– نرى أنّه من الضروري أن يكون هناك ضامن دوليّ, لأنّ اتفاقيتي هولير 1 و 2 لم تنفّذ من قبلهم, لذا فأنّ الضامن الدوليّ ضروريٌّ لنجاح هذه المفاوضات، للأسف الضامن  الإقليميّ فشل”

 

  – الائتلاف السوري أوقعكم في فخّ سياسي كما -يتحدث المتابعون للشأن السياسي- وخيّركم الائتلاف بين الالتزام بقراراته بشأن هجومه على عفرين، وبين ما صدر من المجلس في بيانه الأخير وتنديده للهجوم؟

موضوع الفخ السياسي أيضا تسمية إعلامية, نحن لم نقع في أي فخّ، بالعكس فالائتلاف يعيش حاليا وضعاً متأزماً  جداً, لأنّ البيان الذي صدر عنه يتناقض مع الاتفاقات الموقَّعة معه، الائتلاف أيّد اعتداء خارجيّا على جزء من سوريا, هو أوقع نفسه في الفخ, وليس المجلس الوطني الكردي، بالعكس نحن لنا موقف جريء حينما وقفنا ضد الاعتداء، والاعتداء من الجانب التركي, رغم أن رفاق المجلس موجودون في إسطنبول دوما, لكنا لم نأخذ العلاقات التركية بتلك الأهمية التي تؤثر على القرار السياسي لدى المجلس الكردي.

من ناحية أخرى أصدر المجلس العديد من البيانات وتؤكد مجملها أن المجلس بعيد عن هذا الفخ.

– أقصد بالفخّ السياسي، عندما أرسل لكم الائتلاف رسالة داخلية ردّا على بيانكم بأنكم يجب أن تدعموا هذه الهجمة التركية التي يشارك فيها الائتلاف ضد حزب  PYD, هذا هو الفخ الذي يتحدّث عنه المهتمون بالشأن السياسيّ؟

الفخ هو وقوع الشخص دون وعيه في المَصيدة, والمجلس لم يقع في المَصيدة.

– كيف ترد على الرسالة التي وجهها الائتلاف؟

بالتأكيد، كان لبيان المجلس تأثيراً كبيراً, وأرسلوا الرسالة لمناقشة التباينات بين المجلس الكردي والائتلاف.

وحتى إذا كانت هناك مطالبات, بالتأكيد هذه المناقشات، وفي هذه المناقشات مواقفنا واضحة فيها.

كان لدى المجلس الوطني الكردي طلب للقاء الائتلاف ومطالبته بالرجوع عن هذا الموقف، الآن بادر الائتلاف وأرسل رسالة, ونحن سيكون لنا موقف بالتأكيد نطالب فيه الائتلاف بالعودة عن هذه المواقف التي لا تخدم المسألة السوريّة، وبالتالي موقف الائتلاف خطير جداً, وهو بموقفه هذا شرعن لتدخّل أي قوة دولية أو إقليمية في سوريا, وبالتالي شرعن تدخُّل حزب الله وروسيا وإيران.

– أفهم منك أن خروج المجلس من الائتلاف ما زال بعيدا؟

خروجه لا يتعلق بهذه النقطة، كانت هناك مناقشات في المجلس حول إعادة النظر في علاقاته مع الائتلاف؛ بسبب حوارات المعارضة السورية وهيئة المفاوضات في ورقة رياض1 ورياض 2 وحوارات جنيف, هذه القضية ليست قضية اليوم, لكن ما جرى في عفرين أزّم العلاقة كثيراً.

– حسب تحليلك ورأيك وأنت قياديّ بارز في حزب بارز في المجلس الوطني الكرديّ، هل سيبقى المجلس؟

نحن نناقش, والأيام القادمة ستبلور موقف المجلس الوطني.

– ماذا ينتظر المجلس الوطني الكردي، أقصد هل هناك صفقة من قبلPYD  أو الائتلاف أو إقليم كردستان العراق أو حتى من النظام السوري وأمريكا وروسيا لخروجكم من الائتلاف؟

القضية ليست في الصفقات, وذكرت قبل قليل أنّ المجلس والحزب أداةٌ لخدمة القضيّة الكرديّة، وبالتالي مصلحة الشعب الكرد هي ( دليل ) لنا من اتخاذ أي موقف مستقبلا, وليست للصفقات مع أي جهة أخرى, وحتى مع النظام السوري الذي لا تربطنا به أية علاقات، الموضوع دائما هو البحث عن الحلول للمسألة الكردية, والمسألة السورية, هناك قضايا لا يمكن فصلها عن المسألة السورية العامة, وهي بناء دولة جديدة، ما يطالب به الائتلاف كدولة مركزية لا يمكن أن تعالج الوضع الحالي لسوريا.

– أفهم منك أن المجلس ربُّما يبقى في الائتلاف بدون صفقة، أو بصفقة, أو ربُّما يخرج من الائتلاف بصفقة أو بدون صفقة؟

أتحفّظ على كلمة صفقات…

– في السياسة هناك صفقات سيّد يوسف, فقد تحدثت قبل قليل عن الصفقات بين الجانب الروسي والتركي؟

هناك صفقات، يجب أن يكون هناك مقابل, ونحن قضيتنا الأساسية إيجاد حل للمسألة الكردية, وإذا رأينا أنّ هناك آفاق وحلول تخدم القضية الكرديّة في سوريا وحقوق الشّعب الكردي والمسألة الوطنية، فأنّنا بالتأكيد لن نتخلى عنها.

– حسناً دعني أسأل هذا السؤال، لو بقي المجلس الكردي ضمن الائتلاف، واستطاعت تركيا من خلال جيشها وميليشيات المعارضة السيطرة على مدينة عفرين هل سيدخل المجلس الوطني الكردي ويقوم بإدارة المدينة؟

نحن لن نرضى أن ندخل إلى جزء من كردستان أو سوريا على مدافع جهات معتديّة, ولن نركب الدبابات التركية وندخل لعفرين لإدارتها.

– إن حصل ودخل الجيش التركيّ إلى عفرين؟

سنطالب بخروج الجيش التركيّ, وأهل عفرين بكلّ مكوّناته القوميّة والدينيّة والطائفيّة يجب أن تدير شؤونها.

– ماذا لو فتح النّظام السوري الطريق أمام المفاوضات بينه وبينكم في المجلس الوطنيّ الكرديّ بشأن القضية الكردية في سوريا، هل ستقبلون بالجلوس مع النظام؟

بكلام مختصر, إذا بادر النّظام السوري إلى هكذا موضوع وأعلن أنّ هناك مكوّن رئيس وهو المكون السوري خارج ما يسمّى بالفسيفساء السوريّ, واعترف بالمكون الكردي كمكوّن رئيس، فنحن نطالب بالهويّة القومية الكرديّة في سوريا, نحن نريد مبادرة حسن نية من النظام, وهي الاعتراف بالهويّة الكرديّة,  حينها سيفتح الآفاق للحوار, ونحن لسنا ضد الحوار, ولكن يجب خلق المناخ.

– ماهي شروطكم بشأن فتح الحوار مع حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD

لا يوجد لدينا أيّة شروط, لكن هناك مناخات, يجب خلقها, حاليا هم بحكم أنّ المنطقة تحت سيطرتهم، وهناك سلطة أمر واقع، فالمفروض عليهم إطلاق سراح السجناء, وفتح المكاتب, لكن الحوارات – وحسب تجربتنا مع  PYD- نرى أنّه من الضروري أن يكون هناك ضامن دوليّ, لأنّ اتفاقيتي هولير 1 و 2 لم تنفّذ من قبلهم, لذا فأنّ الضامن الدوليّ ضروريٌّ لنجاح هذه المفاوضات، للأسف الضامن  الإقليميّ فشل.

– هل هناك مستقبل سياسي ينتظر المجلس الوطني الكردي في مستقبل سوريا الجديدة، وفي اطار الحركة السياسية الكردية؟

القضية الكردية لها مستقبل في سوريا المستقبل, والمجلس الكردي – رغم سلبياته – يمثّل شريحة واسعة جداً من المجتمع الكردي، وبالتالي أيّة حلول للوضع السوري والمسألة الكرديّة, لا بد أن يكون للمجلس رأي, وبالتالي يكون له مستقبل, ولكن لا بدّ له إعادة النّظر في سياساته, ويقيّم نضاله وسياساته في هذه المرحلة,  هو يحتاج إلى مراجعات جديّة.

–  لماذا لم ينعقد مؤتمر حزب يكيتي الكردي في سوريا حتى الآن؟

سينعقد المؤتمر, لكن كانت هناك ظروف بتصوّري حالت دون ذلك, ممثل الأحداث السابقة التي جرت وإغلاق المكاتب..

– كم من الوقت تأخر المؤتمر حتى الآن؟

تأخر حوالي سنتين..

– لكن قبل سنتين كانت مكاتب المجلس مفتوحة وكات الحياة السياسيّة شبه طبيعيّة, لِمَ لم ينعقد المؤتمر حينها؟

ربُّما كان بعض الرفاق في فترةٍ ما يعتقدون أنّنا لا نحتاج إلى مؤتمر في الوقت الحاضر, والوضع السياسيّ جيّد, وبالتالي كانوا ينتظرون بعض التحولات, لأنّ  المؤتمرات الحزبيّة عادة تأخذ الوقت بعين الاعتبار.

– هل بالفعل حزب يكيتي لديه قرار بشأن قيادات الحزب في الخارج بمنعهم من إدلاء التصاريح باسم الحزب؟

هناك نوعين من القيادات الموجودة في الخارج، هناك قيادات مكلَّفة بالعمل في الخارج، فأنا موجود في إقليم كردستان, ولدينا رفيق آخر في الإقليم ، ولدينا الرفيق فؤاد عليكو في تركيا, ولدينا رفيقين من أعضاء اللجنة السياسيّة منتخبين من قبل منظمة أوروبا؛ وهما زارا صالح ومروان سليمان، لكن القرار يعني به القيادات التي كانت في الوطن وخرجت من البلاد بهدف الحصول على الإقامة في إحدى الدول الأوروبية, وهناك قرار في اللجنة المركزية, بمنع تحدّثهم  والإدلاء بتصاريح، طبعا من بين هؤلاء الذين خرجوا بقرار الرفيق إبراهيم برو أيضاً.

– هل برأيك أن حزب يكيتي مازال هو الحزب العنيد والمتمرد أم أنّه وقع في فخ الأطر السياسية؟

لننتظر مؤتمر الحزب..

– هل تلمّح أن المؤتمر سيكون فيه مفاجآت؟

يكيتي كان له توجّهات بعيدة في الرؤى السياسيّة, فحين كنّا ننادي بمصطلح كردستان سوريّا كانت الكثير من الأحزاب تستهزئ بنا, لكن في عام 2011 تبنّت جميع الأحزاب الكرديّة هذا المصطلح وزاودت عليه، فمثلا موضوع الشّعب الكرديّ والقضية الكرديّة كقضية أرض وشعب، نحن منذ التأسيس أصحاب هذه الرؤية, والآن كل الأحزاب تتبناه،  فحزب اليكيتي ما زال هو صاحب نهجه الأول, حتى المجلس الوطنيّ الكرديّ عند التأسيس تبنّى آراء حزب يكيتي الكردي.

– هل سيعود رئيس الحزب ويشارك في المؤتمر؟

من المفروض أن يعود ويشارك.

-أنتم تطالبون بالحضور أم هو سيحضر؟

المؤتمر سيدعو كل القيادة والمندوبين.

– ربّما يقول أنا منفي, ولا أستطيع الحضور, كيف سيكون الوضع؟

نحن حزب لدينا تجارب, وعشنا في ظل الدكتاتوريّة عشرات السنين ومن المفروض أن تحضر القيادة في المؤتمر.

– تصريحات متباينة بين قيادات الخارج والداخل من حيث وصف حزب الاتحاد الديمقراطي بالإرهابي, كيف تنظرون أنتم إلى هذه الحالة, وبم تصفونها؟

هذه القضايا مع الأسف متبادلة بين الطرفين, وليست بعض قيادات المجلس, وقد تكون هذه التصريحات بسبب بعض السياسات من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا, أما سياسة المجلس فهي واضحة, ولا ترى أن حزب العمال الكردستاني(PKK) حزبٌ إرهابيّ ولا يرى حزب الاتحاد الديمقراطي(PYD) ارهابيّاً.

– هل سيعود السياسيّ عبدالباقي يوسف إلى روجآفا، ويستقر فيها؟

منذ أكثر من سنة أودّ العودة إلى كردستان سوريا, ويقيناً هي رغبتي الجامحة والقوية. العودة في فترة قريبة لمسقط رأسي.

– هل ستترشحون لرئاسة حزب يكيتي، ومن برأيك سيكون رئيساً للحزب في مؤتمره القادم؟

ليس لديّ أي تصوّر في الوقت الحاضر للترشُّح وحتى في المؤتمر القادم لسكرتارية الحزب، و في العام 2000 فرضت عليّ رئاسة حزب يكيتي.

 – من هو رئيس حزب يكيتي القادم؟

هذا قرار اللجنة المركزيّة القادمة.

هل تحول قرار انتخاب السكرتير  من المؤتمر إلى اللجنة المركزيّة مثلا؟!

بالتأكيد التوجُّه بهذا الشكل, وسينتخب السكرتير من اللجنة المركزية, والمؤتمر السابق كان حالة غير اعتيادية في حزبنا, وهناك موضوعات أساسيّة بني عليه حزبنا, وهذه الموضوعات هي قاعدة لانتخاب السكرتير من اللجنة المركزية وليس من مؤتمر الحزب.

 

 

نشر هذا الحوار في العدد /74/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 15/2/2015

أحمد بافى الآنحزب يكيتي الكردي في سورياعبدالباقي يوسف