عقد مجلس سوريا الديمقراطية، اليوم الخميس 8 فبراير/ شباط الجاري في مركز العلاقات الدبلوماسية في حركة المجتمع الديمقراطي(Tev-Dem) بمدينة قامشلو، مؤتمراً صحفياً، طالب فيه مجلس الأمن والأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وروسيا بالضغط على حكومة اردوغان ووقف المجازر التي ترتكب بحق المدنيين العزل في عفرين, ومطالبة تركيا بسحب قواتها بالكامل من الأراضي السورية ومن ضمنها إدلب وجرابلس والباب واعزاز، وفيما يأتي نص البيان الذي قرأه حكمت حبيب “عضو الهيئة الرئاسيّة لمجلس سوريا الديمقراطية”:
بيان إلى الرأي العام
إن الهجوم السافر الذي بدأته حكومة العدالة والتنمية على إقليم عفرين السوري دخل يومه العشرون، جوبه بمقاومة شعبية قل نظيرها في التاريخ رغم ظروف الحصار المشدد على المنطقة، ورغم الإمكانات البسيطة التي تمتلكها قواتنا، ففي الوقت الذي نهنئ فيه مقاومة شعبنا في عفرين ومساندة السوريين لها بكل أطيافه في جزئه الشمالي الذي يعبر عن الرفض القاطع لأي محاولة من الدولة التركية لاحتلال الأراضي السورية بهدف إحياء المجد الأسود للعثماني كما وننحني إجلالاً أمام عظمة شهدائنا ونتمنى الشفاء العاجل لجرحانا ، عفرين وابناؤها المقاومين اعطوا درسا قويا من دروس الوطنية.
ونقول أن العدوان التركي وإرهابه على عفرين هو انتهاك صارخ لسيادة الدولة والجغرافية السورية واستخدامه للقوة المفرطة بحق المدنيين العزل لهو دليل على ضعفه وخذلانه، الأمر الذي أدى الى حصد أرواح المئات من سكان المدينة وريفها، فحتى الآن تم تسجيل ١٤٨ شهيدا منها ٢٢ طفلاً ، و٢٨٥ جريحاً منهم ٣٢ طفلا ، كما تجاوز الجيش التركي ومعه الفصائل المتطرفة التي تدعي بأنها من قوى المعارضة السورية في تدميرها للبنى التحتية للمدينة، وقصفها للمعالم الأثرية والكنائس والجوامع ودور العبادة، متجاوزا بذلك كل الأعراف والقوانين الدولية ؛ فجرائمه بحق الإنسانية وصلت إلى التمثيل بجثث المدنيين والمقاومين مكرساً ذهنية داعش والتطرف وأمام أنظار العالم .
في الوقت الذي كانت مدينة عفرين من المدن الآمنة إذ احتضنت مئات الآلاف من النازحين الفارين من آلة القتل والتدمير إلى أن أصبحت اليوم هدفاً مباحاً لهذا العدوان الذي جرب كل أنواع الأسلحة ، حيث استخدم الأسلحة المحرمة دوليا كغاز الكلور وسلاح النابالم ، وارتكبت مجازر جماعية بحق المدنيين أمام صمت دولي مرعب، هذا الصمت الذي يعطي الشرعية للهجوم , علماً بأن قواتنا حاربت الإرهاب نيابة عن العالم أجمع ودافعت عن الانسانية جمعاء، ولا تزال تقاتل داعش في ريف دير الزور .
ونقول إن الانسانية والمجتمع الدولي مدينون لهذه القوات وهذا الشعب وكان عليه ان يفي بدينه ، آن الأوان لأن تقوم تلك الدول بواجبها الإنساني تجاه هذه القوات في عفرين.
أن حكومة العدالة والتنمية كانت تتوقع بأن تسيطر على عفرين خلال ثلاثة أيام ومن ثم تعلن نصرها لتضم عفرين الى مخطط منطقتها الامنة ، الخطة التي يقنع بها الدول الاوروبية بأنه يريد أن يسكن فيها ثلاثة ملايين مهجر ، علماً أنها بهذا الهجوم تعرض ما يقارب المليون والنصف المليون لحركة هجرة ونزوح كبير.
لكن وبعدما فشلت بحملتها تلك بدأت ببث الإشاعات المغرضة والأكاذيب لتخدع الرأي العام بمعلومات بعيدة عن الحقيقة تماماً ، فتارة تدعي أن وحدات الحماية تقصف مواقع مدنية في الداخل التركي وتارة تدعي أن وحداتنا استخدمت الغاز المحرم، كل ذلك للتغطية على الخسارة التي تعرض لها الجيش التركي ومجموعاته الإرهابية.
لهذا نحن في مجلس سوريا الديمقراطية، ندين وبأشد العبارات هذا العدوان الغاشم على ارضنا السورية، ونستنكر الصمت الدولي والقوى التي شاركت في هذه الهجوم السافر سواءً كان بصمتها او إعطائها الضوء الأخضر للهجوم .
وبناءً على ما تقدم نطالب:
1-مجلس الأمن والأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وروسيا بالضغط على حكومة اردوغان لوقف هذا العدوان والمجازر التي ترتكب بحق المدنيين العزل في عفرين , ومطالبة تركيا بسحب قواتها بالكامل من الأراضي السورية ومن ضمنها ادلب وجرابلس والباب واعزاز
2- اعتبار هذا العدوان خرقاً للقانون الدولي وانتهاك صارخ لحرمة وسيادة الحدود السورية يتطلب معاقبة الحكومة التركية.
3- ندعو المنظمات الدولية ذات الصلة للحفاظ على الإرث الحضاري للمدينة وفضح جرائم العدوان التي تستهدف تاريخ البشرية جمعاء.
4- نطالب بتشكيل لجنة تقصي للحقائق وفتح تحقيق دولي حول استخدام السلاح المحرم دولياً بحق المدنيين من قبل العدوان التركي وفصائله المتطرفة، وتقديمها للمحكمة الدولية.
5- إلزام الدولة التركية بدفع التعويضات لإعادة اعمار ماتم هدمه وتدميره.
وفي الختام نقدم شكرنا للشعوب والحكومات والشخصيات التي ساندت ووقفت مع أهلنا في عفرين، وسنعمل مع جميع القوى الوطنية الديمقراطية في رسم مستقبل سوريا لتصبح دولة فدرالية ديمقراطية . ونؤكد التزامنا بوحدة الأراضي السورية واستقلالها ولن نتخلى عن شبر من الأراضي السورية لصالح أي دولة كانت.
الرحمة للشهداء
النصر لمقاومة عفرين
الهزيمة للعدوان التركي
مجلس سوريا الديمقراطية
8-2-2018