نارين متيني: بمجرد خروجي كمؤسِّسة ورئيسة تيار المستقبل من المجلس الوطني لم يعد اسم التيار ومشعل التمو مرتبطا بالمجلس

 

 

الأمر كان مفاجئا للكثير، وضعونا تحت الأمر الواقع، لا أصدق حتى الآن كيف وافق بعض قيادات المجلس الوطني الكردي بعقد المؤتمر الاستثنائي بمحيط مطار قامشلو، وقال أحد قيادات المجلس لتبرير الموقف فليأتي (PYD) الآن وليمنع اجتماعنا ويعتقلنا”

 

“الكثير من قيادات المجلس باركوا انسحابي وقالوا بأنّهم يحسدونني على إرادتي وجرأتي، لذلك أعتقد بأنّ هناك الكثير من أعضاء المجلس والقيادات يتحضرون للانسحاب”

 

– كان الدكتور حميد دربندي مسؤول ملف روجآفا، والكاك مسعود البارزاني يشجعان المجلس بالدخول في حوار جدّي مع كافّة الأحزاب الكردية و حزب ((PYD وأخذ قرار حاسم من الائتلاف والنظام، لكنهم كانوا يتجاهلون الأمر.

امتلك معلومات خاصة كانت تصلني حول لقاءات دورية بين قيادة المجلس والمخابرات التركيّة.

– أقولها بكل تواضع  بعد انسحابي من المجلس الوطني الكردي لم يبقَ فيه صقور سوى الحمائم!!

– ليس هناك أيّ دور سوى لحزبين رئيسيين في المجلس، أما باقي الأحزاب هم عبارة عن “متفرجين، كومبارس ومصفقين”.

مجرد خروجي كمؤسِّسة ورئيسة تيار المستقبل الكردي من المجلس لم يعد اسم التيار ومشعل التمو مرتبطا بالمجلس..

– بالنسبة لبيانات المجلس كنّا نتفاجأ  في أحايين كثيرة بأنّ البيان مكتوب وجاهز في جيب الأستاذ نعمت داوود ويتم نشره.

– بالنسبة لفكّ الارتباط بالمجلس الوطني الكردي هي عدم اتخاذ المجلس مواقف جريئة اتجاه القضايا القوميّة الكرديّة والقرارات المصيرية.

أجرى الحوار: أحمد بافى آلان

 

– نبذة عن حياة السيدة نارين متيني السياسية؟

ربّما لأنّ الله أحبني فخلقني في كنف عائلة كردية قوميّة متينيّة، أشرفوا على تربيتي وتعليمي، وزرعوا في شخصيتي الِثقة والكبرياء.

كنت أحظى أثناء المراحل الدراسية باهتمام المدرسين لاجتهادي، ولدي أساتذة في الحياة، كالشهيدة عدالت خان التي علمتني اللغة الكردية والكاتب الصحفي فرهاد جلبي، والقائد السياسي مشعل التمو الذي علمني السياسة والإعلام.

أدركت منذ صغري بأنّني حرة، قادرة على التوجيه والإدارة والقيادة، فكنت أكتب وأطالع وأقرا التّاريخ والأدب والسياسة والفلسفة.

تأملتُ الحياة، الوطن، الإنسان، واقتنعت بأنني قادرة على قيادة المجتمع وقررت مواجهته، ولأن والدي كان منتسبا الى البارتي، عملت كناشطة مستقلِّة  في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا( البارتي)- الحالي- لعشر سنوات. وبدأنا أنا وبعض الرفيقات بتأسيس أول منظمة  نسائية كردية  في كردستان سوريا في 14 أيار 1994 في ذكرى  سنوية إعدام ليلى قاسم، وبمساندة الأستاذ فرهاد جلبي  عملنا في المجال الثقافي، وتابعنا نشاطنا لحين اندلاع انتفاضة آذار 2004 وساهمنا بإشعالها.

ولإيماني الكبير بقضيتي وثقتي الكبيرة بالقائد مشعل التمو، قررنا خدمة شعبنا الكردي من خلال مشروع التيار الذي كان  آنذاك مشروعا للنقاش، وبدأت العمل في السياسة رسميّاً منذ تأسيس تيار المستقبل الكردي في سوريا بتاريخ  29 أيار 2005، فأصدرنا المجلات والجرائد وكذلك أسسنا لجنة المرأة الكردية والمنظمة النسائية الكردية في سوريا وجمعية جلادت بدرخان؛ لتوعية الجيل الشاب. في عام 2009 زارنا سفراء ست دول أوروبية في عيد نوروز بقامشلو، رحّبت بهم وألقيت كلمة بالإنكليزية شرحت لهم تاريخ كردستان ومعاناة شعبنا الكردي في سوريا.

وفي عام 2011 أضرب مشعل التمو عن الطعام  في السجن  “18” يوما، وأعلنّا الثورة أمام وزارة الداخلية في الخامس عشر من آذار2011 حيث اعتقل رفاقنا وأعلنّاها في قامشلو بتاريخ 21 آذار حين ألقيت خطابا ناريّاً دعوت فيها للثورة.

وبعد تشكيل التنسيقيات وقيادة التيار للشارع والتفاف الشباب حول مشعل التمو لاقينا صعوبات وتحديات كثيرة.      وتلقينا بلاغاً من المحكمة أنا والأستاذ مشعل والأستاذ جوان يوسف.                                                                                     وبدأ النظام يرصد حركاته، وبدأت بعض الأحزاب السياسية  بمحاربته ومحاربة  تيار المستقبل الكردي وتهيئة أرضية مناسبة لاغتياله. وشعر النظام  بخطره حتى أقدم على اغتياله، وأصبح مشعل شهيد الكلمة الحرة.

ترأستُ في العام 2014  تيار المستقبل الكردي كأول امرأة كردية تترأس تنظيما سياسيّا كرديّا، وفي عام 2015  انضممنا الى المجلس الوطني الكردي لتحقيق المشروع القومي الكردي.

“لم ينكر المجلس الكردي في أي يوم علاقته بالدولة التركية حتى أنّه في آخر مرحلة كان يفضل مصالحه مع تركيا على مصالحه مع الإقليم، وبدليل أنني وبعض قيادات المجلس طالبنا بإصدار بيان لأجل تضامننا مع الكاك مسعود بارزاني وإقليم كردستان ضد تهديدات الحكومة التركية بشأن عملية استفتاء “استقلال كردستان” إلا أنهم رفضوا رفضا قاطعا وادّعوا بأنهم لن يتدخلوا في العلاقة بين الاقليم وتركيا. وهذا يفسّر مدى قوة تأثير الدولة التركية على قرارات ومواقف المجلس الكردي”  

– لو نتحدث سيدة متيني عن الأسباب الرئيسية المباشرة لاتخاذك قرار الاستقالة من رئاسة تيار المستقبل الكردي وفك الارتباط مع المجلس الوطني الكردي؟

بالنسبة لتيار المستقبل، كما تعلمون منذ تأسيسه كانت هناك أيادٍ خفية من النظام ومن بعض الأحزاب الكردية ضمن التيار لتعطيل دوره وإجهاضه، لأنه كان يشكل خطرا على نظام الحكم وبعض الأحزاب الكردية، ولأجل ذلك اختطف الشهيد مشعل التمو، ولاحقاً تم اغتياله، ومن ثم بدأت عملية انشقاق “تيار المستقبل”، بالرغم من ذلك وبعد ترأسي للتيار وتوحيد الصفوف تحركت أيادٍ خفية جديدة ضمن التيار  لإلمامنا بالمشاكل التي لا معنى لها والصراع على اللاشيء ساعية لتنفيذ أوامر النظام السوري وبعض الأحزاب الكردية والمخابرات الإقليمية، حيث وخلال فترة ترأسي للتيار تعرضتُ لثلاث محاولات اغتيال، كان آخرها إطلاق النار علي من بعيد على طريق الحزام، وبالنسبة لهذه العمليات سأشرحها وأقدم التفاصيل وأسماء المتهمين ولمن يتبعون في الفترة القريبة القادمة، وأما بالنسبة لفكّ الارتباط بالمجلس الوطني الكردي هي عدم اتخاذ المجلس مواقف جريئة اتجاه القضايا القومية الكردية والقرارات المصيرية ولعدم الوقوف أمام مسؤولياتهم والتفرُّغ للتدخل في قضايا الأحزاب الداخلية لتفتيت وتشتيت الأحزاب الكردية وممارسة سياسة المناورة والمراوغة ورفع التقارير وإطلاق الإشاعات والافتراءات، والاتهامات والمنافسات والمحسوبيات والحساسيات التي لا معنى لها.

 

– حسناً، لو تشرحي لنا عن موقفكم في البيان بفك الارتباط من المجلس الكردي، كونك قدمتي الاستقالة من رئاسة تيار المستقبل، عملياً بقيتِ خارج المجلس، ماذا كانت تقصد السيدة نارين من هذا الموقف في بيانها؟

أي بمعنى أنّ التيار الذي كنت أترأسه قد انصهر داخل سياسات المجلس وأصبح عقلية قيادات التيار نسخة طبق الأصل للتفكير المتخلف للمجلس للقضية الكردية والتنازل عن الشخصية المستقلة والقرار المستقل لصالح سياسة اللاموقف أو في أحسن الأحوال الموقف اللامسؤول الذي يتبعه المجلس الكردي وأصبح الرفاق يتوهمون بأنّهم بمجرد دخولهم إلى المجلس قد وصلوا إلى الأهداف المرجوة وللأسف هذا خطأ كبير ومرض أصاب الرفاق.

قضية مشعل التمو كانت أكبر بكثير في الدخول في أي إطار أو تكتل، وقضيته الأساسية كانت حرية الشّعب الكردي في الجزء الكردستاني الملحق بسوريا  والديمقراطية لسوريا مدنيّة تعدديّة فدراليّة كما كان يقول في خطاباته، لذلك صرحت بفكّ الارتباط من المجلس أعني بذلك إنقاذ التيار الحقيقيّ ومشروع مشعل التمو، وإخراجه من المجلس ولم يعد لمشروعنا الحقيقي  الذي بدأناه نحن ومشعل أيّة علاقة وارتباط  بالمجلس الوطني الكردي؛ لأن الذين كانوا يقودون التيار ويناضلون لأجل مشروعه أنا والشهيد مشعل التمو والسيدة هرفين أوسي، أما بقية القيادات كانوا قياديين في بيوتهم أو موظفين عند الدولة والجميع يعلم بأنه مجرد خروجي كمؤسِّسة ورئيسة تيار المستقبل الكردي من المجلس لم يعد اسم التيار ومشعل التمو مرتبطا بالمجلس، لأننا سنطلق مشروعنا القومي الكردي والوطني السوري الذي اتفقنا أنا والشهيد مشعل تمو لأجل استقلاليّة القرار الكردي السوري وخصوصية كردستان سوريا.

 

– حسناً، منذ متى والسيدة نارين متيني كانت عازمة أو ربّما كانت تفكر بالانسحاب من المجلس الوطني الكردي؟

منذ بداية طرح الرفاق انضمامنا للمجلس الكرديّ كنت أنا وبعض الرفاق ضد العمل مع هذه العقلية المتحجرة التي كانت تحارب الشهيد مشعل تمو بكافّة الوسائل، ولكن أصبحنا تحت الأمر الواقع بعد أن كانت أغلبية الرفاق في التيار يصرّون على الانضمام للمجلس الكردي، ولم أكن مقتنعة كليّا بعمل المجلس، ومع ذلك حاولت الـتأقلم معهم وتطويرهم وطرح  الأفكار والمشاريع لهم ولكن عبثا.

– يتساءل المتابعون للشأن السياسي، أن السيدة نارين كانت لديها ملاحظات على عمل المجلس الوطني الكردي، لكنها استقالت من رئاسة التيار أيضاً، كيف تردين بشأن ذلك؟

الجميع يعلم مواقفي المغايرة داخل المجلس الوطني الكردي لبقية الاحزاب وخاصة التي تتحكم بمفاصل المجلس، حيث شنت حروب كثيرة ضدي، ومع ذلك كنت مستمرة بسبب دعم بعض الشخصيات في المجلس لمواقفي، ولكن –للأسف- لم يكونوا يتخذون داخل المجلس أي قرار لصالح عمل المجلس وكرد روجآفا خوفاً على أحزابهم، والمؤسف أن رفاقي تأثروا بالأحزاب المتحكمة في المجلس وأصبحوا يشنون نفس الحرب بعد التواصل بشكل سري مع تلك الشخصيات والأحزاب داخل المجلس لذلك كان ضرورياً أن أنقذ تيار مشعل التمو ممّن يدعون أنهم رفاقه أولا، ومن المجلس الوطني الكردي ثانيا، وكانت النتيجة الخروج من المجلس والتيار في آن واحد ولم يعد لنا أية صلة أو علاقة بالمجلس الوطني الكردي.

– منذ أكثر من شهر والدولة التركية تهدد بالهجوم على عفرين، كنتِ ضمن المجلس الوطني الكردي، هل كان لدى المجلس أيّة معلومات بشأن التحضيرات التي تجريها الدولة التركية بشأن عفرين؟

لم ينكر المجلس الكردي في أي يوم علاقته بالدولة التركية حتى أنّه في آخر مرحلة كان يفضل مصالحه مع تركيا على مصالحه مع الإقليم، وبدليل أنني وبعض قيادات المجلس طالبنا بإصدار بيان لأجل تضامننا مع كاك مسعود بارزاني وإقليم كردستان ضد تهديدات الحكومة التركية بشأن عملية استفتاء “استقلال كردستان” إلا أنهم رفضوا رفضا قاطعا وادّعوا بأنهم لن يتدخلوا في العلاقة بين الإقليم وتركيا. وهذا يفسّر مدى قوة تأثير الدولة التركية على قرارات ومواقف المجلس الكردي، لذلك من غير المعقول أن ينشروا أو يتحدثوا بشكل علني عن أي معلومات إن كانت تتوافر لديهم حول غزوة عفرين.

– أيضاً، بشأن عفرين كيف كانت تجري المناقشات بين قيادات المجلس الوطني الكردي في الدّاخل والخارج؟                                   

في الداخل كانت معظم النقاشات سطحيّة، لأنّه يبدو أنهم كانوا واثقين بأن لا تأثير لهم؛ لأنّ قيادة الخارج تتحكم بشكل كلي في قرارات المجلس وهي التي كانت تلتقي وبدون علم الأغلبية بالداخل ولكنني بفضل معلومات خاصة كانت تصلني حول لقاءات دورية بين قيادة المجلس والمخابرات التركية، إلا أنهم لم يكونوا يصرحون بأية تفاصيل عن أي لقاء في الخارج سوى الصور التي كانوا ينشرونها مع بعض المسؤولين من الدرجة العاشرة في السفارات الدولية.

 

– أيضاً سيدة نارين، لو نتحدث عن آلية اتخاذ القرارات في المجلس الوطني الكردي، وإصدار البيانات، ومن يقوم بكتابة بيانات المجلس الوطني الكردي والذي يراها المتابعون والمهتمون بالشأن السياسي بأنّها ركيكة وتفتقر  للتحليل السياسي بشأن القضايا المهمّة؟

كما تلاحظون على صفحتي الشخصية ومن أول يوم لدخولي المجلس وحتى الآن بأنني لم أنشر أي بيان للمجلس، ولكنهم طلبوا مني مرتين أن أكتب بيانا للمجلس وقد قمت بذلك، ولكنهم رفضوها، بحجة أنها تصعيديّة ضد النظام السوري وليست لمصلحتهم معاداة النظام حاليا ومن خلال الاجتماعات  كنّا نتفاجأ  في أحايين كثيرة بأنّ البيان مكتوب وجاهز في جيب الأستاذ نعمت داوود ويتم نشره.

– لو تتحدثي لنا عن عمل قيادات المجلس الوطني الكردي في الخارج وكيف يتم التنسيق بين قيادات الداخل والخارج؟                    التنسيق شكليّ وبشكل فردي، وليست هناك أيّة نقاشات جديّة بين الداخل والخارج، لأن الخارج قد حدد بشكل غير رسمي أشخاصاً في الداخل يتواصلون وينسقون معهم وهذا الأمر يبقى سرا بينهم.

– أيضا، سيدة نارين مَن مِن قيادات الخارج يتحكم بقرارات المجلس الوطني الكردي، دون الرجوع للأمانة العامة؟

كل من في الخارج -وبدون ذكر الأسماء- يتصرفون ويقررون حسب مصالحهم الخاصة، وفي أغلب الأحيان يفرضون قراراتهم على الدّاخل دون أيّ اعتراض عليهم، وهذا يبين لنا بأنّ الجميع شركاء ومتفقون.

– برأيك سيدة متيني لماذا يخشى المجلس الوطني الكردي من اتخاذ موقف من الائتلاف المعارض خاصة بعد بيان الائتلاف بخصوص الهجوم على عفرين ومساندته للعدوان التركي؟

هناك أسباب كثيرة، ولكنني بحسب تعاملي معهم أعتقد بأن السبب الرئيس هو الخشية من فقدانهم لوظيفتهم وخسارة رواتبهم الشهريّة ورحلاتهم وإقامتهم في الفنادق.

– برأيك وكنت من قيادات المجلس الوطني الكردي، لماذا تأخر كل هذا الوقت انعقاد مؤتمر المجلس الوطني الكردي؟                                   

كما سبق وتحدثت بأنّ هناك اتفاقات فردية تعنى بالمصالح الخاصة بين بعض قيادات المجلس ويبدو أن تأخير المؤتمر كان ضمن الأجندات المطلوبة منهم والتأخير كان متعمدا.

– بسبب عدم الحصول على رخصة لانعقاد المؤتمر منعت سلطات الإدارة الذاتيّة في كانتون الجزيرة المجلس الوطني من انعقاد مؤتمره، بعد عملية المنع ماذا جرى وكيف تم مناقشة الأمر؟

بعد المنع اقترحتُ عليهم قراءة الرسالة السياسيّة للمؤتمر في الشارع لاعتبار المؤتمر إنه قد تم  للدخول الى مرحلة جديدة، لكن جوابهم كان صادما عندما قالو القرار ليس بيدنا.

هذا الموضوع الذي كاد أن يؤدي بحياتي، بسبب الصدمة، عندما دعونا في اليوم المحدد للمؤتمر  للتوجُّه إلى مكان الاجتماع، وإذا بالحافلة تتوجه إلى مطار القامشلي الدولي، هنا ما عدت متأكدة،  هل أنا في حلم أو في علم. كنت أتوقع أن تكون للمجلس علاقات مع النظام، ولكن ليس لدرجة انعقاد هكذا اجتماع بالقرب من مطار قامشلو، حيث قال أحد قيادات المجلس لتبرير الموقف فليأتي (PYD) الآن وليمنع اجتماعنا ويعتقلنا”

– لاحقاً عقد المجلس الوطني الكردي مؤتمراً، ربُّما كان مصغراً – بحسب التسريبات- بدايةً، كيف تم مناقشة ذلك ومن وافق على انعقاده؟

لم يكن مؤتمرا، إنّما اجتماعا موسعاً لم يتم النقاش حوله سابقا، تفاجأنا في مساء الاجتماع، حيث طلبوا منّا التواجد في مكان معين.

– ماذا جرى داخل المؤتمر، أهم المناقشات والرؤى والخلافات بشأن القضايا المهمة؟                

لم يتم النقاش أو التطرُّق للأمور السياسيّة أو التنظيميّة وكل ما في الأمر أنّهم وزّعوا المناصب فيما بينهم.

– هل جرت عملية طرح المشاريع السياسيّة واعتماد رؤية سياسيّة للمجلس الوطنيّ الكرديّ بسلاسة في ذلك المؤتمر، أقصد هل كانت هناك خلافات أو اعتراضات بشأن الوضع الكرديّ الداخليّ؟

في الحقيقة، كنت مصدومة بذلك الاجتماع من كل ما جرى، لأنهم كانوا يقومون بتوزيع المناصب المهمة، يتراضون فيما بينهم، وجوابا على بعض الاعترافات قالو أن فلاناً “مسكين” وهو كبير بالعمر، ويجب أن نعطيه منصبا، وإنْ لم نفعل ذلك نخشى أن تصيبه سكتة قلبيّة، لذلك علينا إرضاءه. هذه هي أهم محاور الاجتماع.

–  لو نتحدث عن عملية الانتخابات التي جرت في مؤتمر المجلس الوطني الكردي، بداية من انتخاب رئيس المجلس وباقي الهيئات؟

مع أنني لا أريد التحدث عن المجلس الكردي، لأنه أصبح شيئا من الماضي بالنسبة لي، ولكن بسبب الأسئلة المتكررة عن المجلس أنا مضطرة أن أختصر لك بأنّ ذلك الاجتماع عبارة عن مسرحية مكشوفة وتراجيديّة.

– من ترشّح لرئاسة المجلس الوطني الكردي؟

لم يترشح أحد، إنّما قام الأستاذ محمد إسماعيل من قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا، بتقديم مرشّحهم المتمثل بالأستاذ سعود ملا وحاز على منصب الرئاسة بالتزكية.

 

– من اعترض على ترشُّح السيد سعود الملا؟

ومن يتجرأ على الاعتراض، ورغم  ذلك كنت مؤيدا لترشيح الأستاذ سعود الملا.

– أهم الخلافات بين قيادات الداخل والخارج بشأن تسلم السيد ملا لرئاسة المجلس الوطني؟

لا توجد أيّ خلافات على شخصية الأستاذ سعود الملا، ولم يتم نقاش هذا الموضوع.

– كيف تم تشكيل مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكردي؟

جرى ذلك بالنسبة الأغلبية والتي يمتلكها الحزب الـ ((PDKS داخل المجلس من المنظمات النسائيّة والمدنيّة والمستقلين التابعين له.

– ممن تشكلت هيئة الرئاسة للمجلس الوطني الكردي؟

تشكلت الهيئة الرئاسية من الأستاذ سعود ملا وعبدالصمد خلف برو ونعمت داوود وفيصل يوسف وفصلة يوسف.

المعلومات باتت لدى جميع المهتمين بالشأن السياسي، أن مكان انعقاد المؤتمر الاستثنائي للمجلس الوطني الكردي كان في مناطق سيطرة النّظام السوري، أين كان؟

هذا الموضوع الذي كاد أن يؤدي بحياتي، بسبب الصدمة، عندما دعونا في اليوم المحدد للمؤتمر  للتوجه إلى مكان الاجتماع، وإذا بالحافلة تتوجه إلى مطار القامشلي الدولي، هنا ما عدت متأكدة،  هل أنا في حلم أو في علم. كنت أتوقع أن تكون للمجلس علاقات مع النظام، ولكن ليس لدرجة انعقاد هكذا اجتماع بالقرب من مطار قامشلو، حيث قال أحد قيادات المجلس لتبرير الموقف فليأتي (PYD) الآن وليمنع اجتماعنا ويعتقلنا.

  من اعترض على مكان انعقاد هذه المؤتمر؟

الأمر كان مفاجئا للجميع، حيث أنهم وضعونا تحت الأمر الواقع

هل لدى المجلس الوطني الكردي مشروع كردي بخصوص الشعب الكردي في سوريا؟

“قريباً سنعلن عن  مشروعنا السياسي الجديد، باستراتيجية جديدة وأهداف حقيقيّة في كافّة النواحي والمجالات السياسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة والقانونيّة والمدنيّة”

 

ليس هناك مشروع جاهز، ومكتوب، إنّما شعارات شفهية، ولو كان هناك أي مشروع  للمجلس الكردي لما كان على هذا الحال، لأنني أعتبر المجلس هدية مجانيّة للإدارة الذاتية  كمعارضين لهم.

– سبق والتقيتم مع مسؤول ملف روجآفاى كردستان الدكتور حميد دربندي، عن ماذا دار الحديث بينكم؟ 

بصراحة الدكتور حميد دربندي والسيد الرئيس كاك مسعود بارزاني لم يدخروا جهدا ولم يبخسوا على المجلس بشيء، ولكن هذه القيادة عقيمة، حتى لو ساندتها كل دول العالم، وقد أصبحوا عالة على الإقليم، كان الدكتور دربندي وكاك مسعود البارزاني يشجعان المجلس بالنضال والعمل المستمر في الداخل بين الشعب وتقرير مصيرهم بنفسهم، والدخول في حوار جدّي مع كافة الأحزاب الكردية والـ PYD وأخذ قرار حاسم من الائتلاف والنظام.

وعلى ذلك لو قام المجلس بتطبيق 1% من مشورات الإقليم والدكتور حميد دربندي لما كان وضعه الآن على ما هو عليه.

– تسريبات تتحدث بأنّ هناك قيادات من المجلس الوطني الكردي تتجهز للاستقالة والانسحاب من المجلس الوطني الكردي؟

هذا الكلام صحيح وكثير من قيادات المجلس باركوا انسحابي وقالوا بأنّهم يحسدونني على إرادتي وجرأتي، لذلك أعتقد بأنّ هناك الكثير من أعضاء المجلس والقيادات يتحضرون للانسحاب، لكنهم يخشون فقدان بعض الميزات في المجلس وأيضا يخشون ممّا بعد الانسحاب.

– من هي الأحزاب التي تتحكم بقرارات المجلس الوطني الكردي؟

ليس هناك أي دور سوى لحزبين رئيسيين في المجلس وبعض الشخصيات والقيادات المتنفذة.

– ما هو دور باقي الأحزاب في المجلس الوطني الكردي؟

باقي الأحزاب في المجلس دورهم “متفرجين، كومبارس ومصفقين”.

– من هم الصقور ضمن المجلس ومن هم الحمائم؟

بكل تواضع  بعد انسحابي من المجلس لم يبقَ فيه صقور سوى الحمائم!!

– هل هناك من خرج مع السيدة متيني من قيادات تيار المستقبل وقواعده؟

لم أشَأ أن يعلن بعض الرفاق في القيادة انسحابهم معي تفاديا للمشاكل، أما بالنسبة للقاعدة فالأغلبية العظمى ستكمل المشروع القومي للتيار مشروع مشعل التمو. وبعد فترة وجيزة سنثبت للجميع أن الساحة السياسيّة مفتوحة لكنها بحاجة للأخلاق، وقاعدة تيار المستقبل  تنتظر استكمال المشروع ولكن بقيادة جديدة وروح جديدة تعتمد على الشباب والمرأة، وتضع نصب أعينها المصلحة القومية الكردية العليا.

– بعد استقالة متيني أين ستتوجه في العمل السياسي؟

مشروعي هو استكمال واستمرار مشروعنا القومي الكردي والوطني السوري الذي أسسناه أنا ومشعل الحرية بالجيل الجديد من الشباب والشابات والمرأة، لأن ثورة الحريّة والكرامة  لازالت مستمرة، الثورة السوريّة، ثورة الكرد، ثورة الأجيال، وثورة المرأة، وفي الأيام القادمة سنطلق  مشروعنا باستراتيجية جديدة وأهداف حقيقية في كافّة النواحي والمجالات السياسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة والقانونيّة والمدنيّة.

– أيضاً بحسب المعلومات والتسريبات بأنّ السيدة متيني ستنضم إلى أحزاب حركة المجتمع الديمقراطي(Tev-Dem) هل هناك شيء من هذا القبيل؟

كل من يتقاطع معنا في الرؤى والمبادئ والثوابت وما يخص المشروع الكرديّ سنتواصل معهم لأجل المصلحة الكردية العليا، ولكن من المستبعد أن أنضم لحركة المجتمع الديمقراطي (Tev-Dem) لأنّ مشروعنا يختلف عن توجهاتهم وهذا لا يمنع بالتعاون مع الشخصيات السياسية المستقلة في الساحة السياسيّة الكردية والتواصل مع كافّة الأطر السياسية الكردية والكردستانية.

 

نشر هذا الحوار في العدد /73/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 1/2/2018

الإدارة الذاتية الديمقراطيةالمجلس الوطني الكرديكانتون الجزيرةمشعل التمونارين متيني