الحياة _ Buyerpress
انطلقت أمس التحضيرات لمؤتمر «الحوار الوطني السوري» الذي ينعقد في منتجع سوتشي جنوب روسيا اليوم، في ظل مقاطعة «هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة»، وغياب ممثلي الكرد، إلى جانب باريس وواشنطن اللتين أعلنتا مقاطعتهما المؤتمر.
وخفضت موسكو سقف توقعاتها من نتائج المؤتمر، فيما يرجّح ألا يقدّم النظام السوري تنازلات سياسية. واقتصر جديد المؤتمر على حضور فصائل «الجيش السوري الحرّ» الموالية لتركيا، والتي تتمركز في الشمال، محاوراً أساسياً للنظام.
وأبلغت مصادر أن منظمي المؤتمر اتفقوا مع مسؤولين سوريين بارزين منذ أيام على تفاصيل تشكيل مجلس رئاسة لمؤتمر الحوار ولجنة عليا ولجنة تنظيمية. وأفادت المصادر بأن الجانب السوري وافق على تشكيل ثلاث لجان أخرى، منها لجنة لصياغة الدستور، ولجنة إنسانية تقدم تقريراً عن الكلفة الإنسانية العالية للأزمة السورية.
ومن المقرر أن يقود المؤتمر صفوان قدسي الأمين العام لـ «حزب الاتحاد الاشتراكي»، أحد أحزاب «الجبهة الوطنية التقدمية» المتحالفة مع «حزب البعث» الحاكم، كما يرجّح أن يضم مجلس الرئاسة قدري جميل وأحمد الجربا ورندا قسيس وميس كريدي وريم تركماني، فيما يتوقّع أن ترأس عضو مجلس الشعب أشواق عباس اللجنة الدستورية وفق التفاهمات التي توصل إليها الجانبان الروسي والسوري.
وعلمت «الحياة» من مصادر في المؤتمر أن وفداً عسكرياً يمثل عدداً من الفصائل المسلحة لـ «الجيش الحر» توجه من تركيا إلى سوتشي لحضور المؤتمر، فيما قلّل الكرملين من أهمية عدم مشاركة «هيئة التفاوض». وعزا المسؤولون الروس عدم مشاركة الكرد إلى أن تركيا تعترض على حضورهم، وهي من الأطراف الضامنة لاتفاقات آستانة التي سمحت بعقد مؤتمر سوتشي. واستمر تبادل إطلاق النار والقصف على عفرين أمس، في إطار عملية «غصن الزيتون» التركية.
وأقر الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف بأن من غير المرجح تحقيق اختراق كبير في المسار السياسي لحل الأزمة خلال المؤتمر، وقال إن «الجميع يدركون عدم حدوث تقدم فوري في التسوية السياسية من المؤتمر»، مشيراً إلى أن «العمل بصبر وتدريجاً وبدقة، يمكن أن يؤدي إلى تقدم».
وشدد الممثل الخاص للرئيس الروسي في سورية ألكسندر لافرنتييف على أن مهمة المؤتمر تتمثل بإطلاق «عملية إعداد دستور سوري جديد يعرَض على الحكومة والمعارضة الداخلية والخارجية والمسلحة»، فيما شنّت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا هجوماً لاذعاً على وسائل الإعلام التي سربت مسودات البيان الختامي و «نداء سوتشي». وقالت عبر موقع «فايسبوك» إن «كل ما يطلق الآن في الفضاء الإعلامي حول حسم نتائج مؤتمر سوتشي والبيانات المكتوبة مسبقاً يعتبر محاولة لإفشال المؤتمر». في المقابل، أشاد مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين، بمشاركة بعض المعارضين السوريين في مؤتمر الحوار.
وينتظر أن تعقد جلستان اليوم ويصدر المؤتمرون بياناً ختامياً ورسالة إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الدولية، لتقديم المساعدة في إعمار البلاد، من دون تقديم تنازلات سياسية من النظام السوري.
وقدّمت اللجنة المنظمة للمؤتمر تقارير مكتوبة عن حجم الدمار وكلفة الإعمار، وتضمن التقرير «الجهود الروسية على الصعيد الإنساني لمساعدة السوريين».
وحرص المسؤولون الروس على التأكيد أن وثائق المؤتمر ستطرح في جولات جنيف المقبلة بين النظام والمعارضة، مشددين على أن المؤتمر يهدف إلى دعم مسار جنيف وليس بديلاً عنه. وفي وقت أكدت موسكو أن لا جولات أخرى للمؤتمر، نقلت وسائل الإعلام الروسية عن مشاركين من وفد النظام طلبهم في أن ترعى موسكو جولة حوار جديدة في دمشق. وكانت طائرة خاصة أقلعت من مطار جنيف تضم 71 معارضاً سورياً للمشاركة في المؤتمر يمثلون «حركة المجتمع التعددي» وتيار «قمح» و «تيار الغد السوري» و «التكتل الوطني الديموقراطي».