كما يعرف إن الشباب الكردي لعبوا دوراً مهماً في الثورة السورية ,حيث اسسوا العديد من التنسيقيات والحركات الشبابية ومن خلالها قاموا بالكثير من النشاطات والمظاهرات الاحتجاجية ضد النظام الاسدي منذ بداية الثورة السورية، وبعد مرور أكثر من ثلاثة سنين من انطلاقة الثورة نرى إن الشباب الكردي تقلص دورهم و نشاطاتهم في المرحلة المنصرمة، ومن هذا المنطلق التقينا بأبرز ناشط شبابي في (كركي لكي).
س : كيف كانت انطلاقة الشباب في بداية الثورة وعلى ماذا اعتمدوا لتنظيم أنفسهم ؟
ج – طبعا لا يخفى على احد ان شباب الكرد في كردستان سوريا، ثاروا ضد النظام الاسدي في جميع المدن والمناطق المتواجدون فيها منذ بداية الثورة السورية المباركة من منطلق إن الشعب الكردي جزء رئيسي من الثورة , وهم كانوا السباقين بمطالبة إسقاط النظام، حيث اعتمدوا على تنظيم انفسهم من خلال تأسيس التنسيقيات والحركات الخاصة بهم ولم يكن لهم اي دعم مادي من اي جهة بل كانوا يعتمدون على الامكانيات البسيطة التي يملكونها، واستطاعوا إن يبرهنوا أنهم قادرون على قيادة انفسهم وبجدارة، وكانت أياديهم متغلغلة في كل النشاطات الإعلامية والطبية والمدنية وغير ذلك.
س – الثورة السورية كانت لها اهدافها وشعاراتها والعلم الخاص بالثورة ,هل كان هناك تنسيق بين الشباب الكرد والشباب الثائر في المدن السورية، مثل درعا وحمص مثلاً؟
ج- بالتأكيد كان هناك تنسيق بين بعض الحركات الشبابية ولجان التنسيق في تلك المدن بالاتفاق على أسماء الجُمع ورفع شعارات معينة في كافة المناطق، وعندما تم رفع العلم الكردستاني في ساحات حمص ودرعا، وتسمية بعض أسماء الجُمع بأسماء كوردية لم يأتي من عبث!
س – منذ مدة طويلة لم تعُد نرى المناطق الكردية تقوم بمظاهرات داعمة للمدن المحاصرة او التي تتعرض للقصف كما في السابق ؟
ج- جميع شرائح الشعب الكردي وليس الشباب فحسب آمنوا بالثورة السلمية التي من اهدافها الحرية والكرامة وإسقاط النظام الشمولي، ولكن عندما تم عسكرة الثورة وتحريف أهدافها قاموا بالتوقف عن الخروج في المظاهرات كما هو الحال في جميع المدن السورية فحتى حمص عاصمة الثورة لم يعد هناك اي مظاهرة بسبب تحول الثورة من سلمية الى عسكرية، وهذا ما كان يسعى له النظام، ولكن برغم من ذلك تم إحياء الذكرى الثالثة لانطلاقة الثورة بقيام العديد من المظاهرات في عدة مدن كردية .
س- هل مازالت تلك التنسيقيات قائمة على الأرض، وان كانت موجودة ماهي نشاطاتهم ؟
ج – هناك بعض التنسيقيات والحركات الشبابية موجودة على الارض ولكن لا يخفى ان الكثير منها حلت نفسها او تلاشى جسمها التنظيمي , اما المتبقون منها وعددهم قليل كثيراً فتحولوا الى منظمات مجتمع مدني ويقومون بالنشاطات المدنية . .
س – هل هناك سبب محدد لاختفاء الكثير من تلك التنسيقيات الشبابية حسب رأيك؟
ج- هناك عدة أسباب وليس سبب واحد، ومنها كما ذكرتُ سابقاً توقف المظاهرات في جميع المناطق وتلك التنسيقيات كانت وليدة حالة معينة، كما إن الكثير من الشباب انخرطوا في صفوف الأحزاب السياسية، ولكن الأهم من كل هذا هي الحالة المعيشية الصعبة التي عصفت بالوطن جراء تمسك النظام السوري بالحكم رغم استمرار الثورة لأكثر من ثلاثة سنين، مما دفع الكثير من الشباب بالهجرة خارج الوطن لتدبير امورهم المعيشية .
أجرى الحوار: محمد عمر مردي (كركي لكي)