“إلى صبحي حديدي”
فصيحٌ
مرئيٌ
شاهقٌ
مظلمٌ
حزينٌ, سعيدٌ
عذبٌ, أجاجٌ هو دمكِ
وشهدكِ باهظٌ
من زهر العذاب
من نقيِّ عظامنا
كم مرّةً!!
عليَّ أن أموتَ
لأقتحم خوفي
وأبلغ بياضكِ
كم مرّةً!!
عليَّ أن أبذلَ أصابعي
كي تكون يداكِ لي
وكم مرّةً!!
عليها ” دير بعلبة “
أن تنطفأ,
كي تبقى زهوركِ متوهجة
…
…
أيتها الحرية
2
لن يتعافى الدمُ من شذاكِ
تقولُ :القصيدةُ
لإمرأةٍ من “حرستا”
تفتحُ قلبها للبنفسجِ
وتُعانقُ الرصاص
3
لن تقتلني مرةً أخرى
لأنكَ مُتَّ
مُذ ذهبتُ
من قصائدكَ
تبوحُ عاشقةٌ
لتلك الخيام البيضِ,
النائمة في سواد جدائلها.
4
لم تذهب هاجر
هذا العام
الى المدرسة
وقلبي….
لن يثمرَ بالشعرِ
أيضاً
5
رؤيا….
إن باغتني حمزة
وقرعَ عليَّ الباب
سأعطيه قلبي
ليكتبَ به الشعرَ من بعدي
6
للتوِ نهضتُ من دمكِ
تفتناز ياحبيبتي
لم أتأخر في الكتابة لكِ
لكنه الشعر…
كان قد تجمد في عروقي
7
قطرةٌ من حبركَ
تنمو فيَّ
كلما ابتعدتُ عن الكتابةِ
حرّرت خيالي من خوفه
وحلّقت
حلّقت بي
الى الحريةِ
الى قلبها العصيِّ على الكره
الى قلبها المجبولِ
بالبياضِ وشموخ الدم.
8
ببسالةٍ
كان الدمُ يهطلُ
البارحة من هتافهم
على رقة أجنحتي
وأنا أحاولُ الصعودَ إليكَ
….
….
أيها الشعر
9
مضيئةٌ يدكِ
التي تهتفين بها
تبدّدُ خوفنا
تقتلع أصابعنا من الموت
وتأخذنا برغبة الى الحرية
…
…
يليقُ بكِ خيالُ
كلّ هذه الألوان
10
مُذ عرفتكِ
” Ortmaier ” تقولُ: لي السيدة
قلبكِ جدرانه عالية
والليلكُ فيه طليق
كثيرةٌ أصابعكِ
وعيناكِ النديتان
مسرفتان أبداً
مُكبّلٌ صوتكِ
وكلَّ قصائدكِ تشدو
جريحةٌ
وتمشين برأسٍ مرفوعٍ
أكثرَ ممّا ينبغي
…
…
سوريةٌ أنا
أغني بحنجرةِ مَن أُحب
وأتقاسمُ عينيَّ
مع من يجتثَ ظُلمةَ حروفي
جريحةٌ
وأهِبُ أصابعي لبلادي
كما يهِبُ شاعرٌ قلبهُ كلّه
لامرأةٍ
أو قصيدة
نشرت هذه المادة في العدد /71/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 15/12/2017