“أجرينا منذ فترة دراسة استبيانيّة وهي موجودة, فالأخوة الأكراد في محافظة الحسكة يمثّلون فقط حوالي 33% من التعداد, وفي كل المحافظات القائمة, لا توجد فيها أغلبية كرديّة, وكان رأينا أن نُحدث محافظتين جديدتين في سوريا يكون فيها الأغلبية كرديّة”
– لدينا قضية في سورية اسمها القضيّة الكردية, وهناك اختلاف عليها، ولا أريد الدخول في التفاصيل, لكن هم المكوّن الثاني ولهم حقوق, لا يجوز أن تطبق عليهم ما تريده الأغلبية.
– مصطلح اللامركزية السياسيّة غير دقيق, نحن نطالب أن يكون لكل محافظة من المحافظات القائمة أو التي يمكن استحداثها ينبغي أن يكون لها مجلس تشريعي منتخب, وحكومة وحاكم منتخب يتولى كافّة الصلاحيات.
– الرئيس بشار الأسد قال في خطابه الخامس الذي طرح فيه رؤية الحل أنهم إذا أرادوا نظاماً برلمانياً فليكن, وأعتقد أن المعارضة بكاملها تنحاز للنظام البرلماني كمخرج من النظام الرئاسي.
–بداية لو تشرح لنا الأسباب المباشرة لانفصالكم عن هيئة التنسيق الوطنية؟
حين ذهبت القيادة إلى الرياض, تخلت عن ثوابتها في المؤتمر, واندمجت مع خط الائتلاف, رغم أنّي أخبرتهم أنّه لا يجوز أن نوقع على بيان ليس لأي سوري مساهمة فيه, ومع أني طالبت مع بعض الزملاء للتحفُّظ على البيان, لكن في النهاية القيادة المتمثلة بشخص الأستاذ حسن عبدالعظيم تخلت عن كل خط الهيئة السابق الذي اشتغلنا عليها سويّة, ولا نستطيع الآن التمييز بين خطها وخط الائتلاف, ومن هذا المنطلق اختلفنا معهم, وللأسف الشديد أصبحت خاضعة لتأثير دول وأجندات معيّنة.
– وماهي ثوابت الهيئة؟
بالنسبة لنا في الهيئة، هدفنا المركزي هو التغيير الجذري الشامل للنظام باتجاه نظام تعددي ديمقراطي, وبالتالي الوصول إليه. كان موقفنا أن نشتغل على دستور ديمقراطي, ومن ثم أن تتم انتخابات نزيهة, بإشراف دولي، وبعدها يختار الشّعب عن طريق صناديق الاقتراع القيادة التي تقوده, وكنا طبعا ضد التدخل الأجنبي, ولا للعسكرة, ونعم للتغير الجذري, لكن الهيئة تخلت عن جميعها. وأذكر أنه طلبت تركيا في إحدى المرات فصل السيد خلف داوود, بدعوى أنه منتمي لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD ) رغم أنه مستقل, كما طلبت بفصلي حسبما قال لي بعدها حسن عبدالعظيم, وذلك بدعوى أنهم غير مرتاحين للبيانات والتعليقات الصحفيّة والتي كنت أنتقد فيها منصّة الرياض.
– وماذا كان موقف السيد عبدالعظيم من ذلك؟
طبعا – وللأمانة – السيد حسن عبدالعظيم لم يكن موافقا على ذلك, لكن للأسف كان هناك مجموعة في المكتب التنفيذي انسجموا مع القرار, عندها وجدت نفسي أنّه لم يبق لي مكان, لأنهم أصبحوا في خطّ آخر غير الذي اشتغلنا عليه, انسحبت.
– بماذا تتميزون عن إطاركم السياسي السابق؟
ليس سرّاً أن أذيع أن الخط السياسي بكامله قد كتبته أنا بمساعدة الأخ رياض ناصر والدكتور عبدالعزيز الخير, وعندما اعتقلا منذ سنوات, بقيت أنا الوحيد الذي يمسك القلم, وكتبت لهم خطّة لتنفيذ بيان جنيف وكذلك خطة إعلامية وأعددت لهم ما يُسمى بتفكيك واستراتيجية التفاوض, وكل هذه المسائل وثائق وموجودة في الهيئة.
ونحن نعتبر أنفسنا الأمناء على خط الهيئة التأسيسي منذ مؤتمر “حلبون” ورأينا واضح في هذا الموضوع, وقريبا سنعرض رؤيتنا الكاملة التي تعرضت للتطوير لأن الأحداث تغيرت بعد سبع سنين.
– بعد تشكيلكم لهيئة التنسيق الوطني – حركة التغيير الديمقراطي, هل أنتم معارضون لنظام الحكم في سوريا؟
مائة بالمائة, لا يمكن أن نقبل استمرار هذا النظام وهذا موقف معلن, وأنا أذيعه على إذاعتكم علنا رغم أني موجود الآن في اللاذقية، لا يمكن أن نقبل باستمراره, بالنسبة لنا الاستبداد أصبح من الماضي وإلى زوال؛ هو مناقض لكل مناخات العصر واحتياجات الشعب السوري, وقلتها علنا على تلفزيون الميادين وكان محاوري أحد رجالات النظام، بالتالي لا يمكن القبول باستمرار النظام الحالي بعد سبع سنوات من الأزمة التي دمّرت البلد.
– قلتم قبل فترة في إحدى التصريحات أنه لا يمكن رحيل الرئيس السوري إلا عن طريق الانتخابات، فإذا كان بقاؤه في الفترة الانتقالية – يتساءل خصومكم السياسيين- ضرورة لترسيخ الحل السلمي على الأرض, لِم تمنحونه فرصة الترشُّح مرة أخرى؟
نحن نعمل في السياسة, وأنا أفرق بين الرغبة وبين ما يحلم به كثيرون, كثيرون يسقطون رغباتهم على السياسة، السياسة يجب أن تأخذ موازين القوى بعين الاعتبار, نحن قلنا منذ البداية أنّ النظام عبر العنف يعيد تجهيز نفسه, ولو استمر الحراك السلمي لسقط النظام, فالعنف يعيد انتاجه، ثم يجب ألا ننسى أن هناك مصالح دولية محمولة على هذا النظام، أنت لا تستطيع إلا أن تأخذها بعين الاعتبار, لذلك قلنا دوما من يريد إسقاط بشار الأسد يجب أن يسقطه عن طريق صناديق الانتخابات وفق دستور جديد وقوانين أحزاب وإعلام وانتخابات نزيهة وبمراقبة دولية. وبرأيي أن النظام كان مرتاحاً جداً لخطاب منصة الرياض, وأنا سميته الخطاب الحربي, أين وصلنا الآن؟ الوضع مختلف, ومع ذلك قلت أنّ الحل السياسي لا يمكن أن يتأسس على نتائج الحرب.
“ وصلني تصريح للأخ آلدار خليل, يقول فيه نحن جاهزون للقتال ضدّ أي قوة تعمل على تقسيم سورية, وأنا صرّحت باسم هيئة التنسيق وجميع شرفاء الوطن سنقاتل معا جنباً إلى جنب ضد تقسيم سورية. هو كان بمثابة ردّ على تصريح الأخ آلدار خليل“
– كيف تشرح معارضتكم للنظام وغالبية قياداتكم موجودة في الداخل، وأنت بنفسك تحاضر في جامعة تشرين؟
لا شك أن السبع سنوات من الأزمة تركت نوعا من التغيير على حسابات النظام, النظام موضوعيا يستفيد من وجود معارضة في الداخل، لأنه يقدم نفسه للآخرين أنّ لديه معارضة, وأنت تعلم أن السيد حسن عبدالعظيم ورفاقه يذهبون إلى الرياض ويعودون إلى دمشق, بالنسبة لي كان قراري ألا أغادر سورية, ودعيت لمؤتمرات ورفضت, سأقول كلمتي من الداخل سواء رضي النظام أم لم يرضَ، المكان لا يهم, المكان ما ستقوله أنت, والكلمة من الداخل أقوى بكثير مما تقوله في الخارج, ونصحت كثيرا من زملائي ألا يغادروا لبلد, لأن كلمتهم في الداخل أقوى.
– حبّذا لو شرحتم أسباب اعتقالكم من قبل السلطات السورية وهل هناك ضوء أخضر وأحمر بالنسبة لعملكم السياسي؟
أنا لا أعمل على مبدأ الضوء الأحمر أو الأخضر, وإنما أعمل وفق قناعاتي التي أحملها منذ أربعين عاما، وكنت معارضا لهذا النظام, وعندما أنهيت الدراسة, وعدت وأصبحت محاضراً في جامعة تشرين, كنت أحاضر عن الفساد والمآسي السياسية في البلد, وبالتالي سجنت مع الكثيرين ولفترة طويلة ومنها خمس سنوات في تدمر, وسبع في دمشق, بالتالي المعارض يجب أن يكون له رؤية وتصور لتنفيذ هذه الرؤية, المعارضة ليست مسبات وشتائم، وإنما عليك أن تقدم الرأي السديد في الزمان والمكان المناسب.
– لو نتحدث عن آلية التسويات التي يتحدث عنها ديمستورا, برأيك مفاوضات جنيف إلى أين ذاهبة؟
مسار جنيف لم ينضج بعد, وأنظار جنيف ليس ضمن جنيف, إنّما خارجها، هي بين الدول ذات النفوذ والمصالح في سوريا، هذه الدول هي التي سوف تنضج الحل، وربما يتم تحميل هذا الحل للسوريين عبر مؤتمر سوتشي الذي أعوّل عليه أكثر, مؤتمر جنيف مهم, لكن ما سيتم التوافق عليه في الكواليس وتحميله للسوريين في مؤتمر سوتشي سيتم إخراجه دوليا عبر مؤتمر جنيف، لأن مؤتمر جنيف مغطى دوليا وتشرف عليه الأمم المتحدة. أعتقد أنه بقي هناك زمن, يتم إنضاج الحل السياسي فيه. لاحظ معي أن هذه الجولة بدل أن تركز على قضايا جوهرية, ركّزت على الإجرائية, فبعد أن توحدت المعارضة في الرياض, وبيان الرياض الثاني أفضل من بيان رياض الأول رغم أنه أيضا في مسار غير واقعي.
– قلت قبل أيام أيضاً أن جنيف لم تفضِ لأي نتيجة لصالح الحل السياسي للأزمة السورية, وقلت أن عربة الحل السياسي وضعت على سكة الحل ولكن تحتاج لقوة دفع يتمّ تحضيرها في مؤتمر سوتشي, ماذا قصدت بقوّة الدفع؟
ما قصدته بالضبط هو إنضاج الحل, لأن النقاش صار يدور الآن حول دستور الانتخابات, والحكومة التي ستقود المرحلة, ولا ننسى أن مسار جنيف لا يمثل كل المعارضة, فمثلا الأخوة الكرد غير مشاركة فيه, في حين أن مؤتمر سوتشي يمكن لكل المعارضين والموالين أن يكونوا شركاء فيه, وهو أقرب للندوة الوطنية, ونحن مدعوون, وسنذهب. في سوتشي يستطيع الكل أن يقدّم وجهة نظره وهناك لجنة ستجمع المتقاطعات وتحديدها بحيث تركز بعدها على النقاط الخلافية.
– النظام يرفض بشكل كامل بيان الرياض, على ماذا ينوي وفد النظام التفاوض عليه وماهي أوراق المعارضة السورية؟
يظن النظام أنّ بيده أوراق قوية على الأرض, خاصة بعد هزيمة داعش, والآن هو يكمّل على النصرة ولن يوقف قبل أن يسيطر على إدلب وجنوبها، فهو على الأرض أصبح قويا ولديه حلفاء أقوياء, لكن كما قلت الحل في سوريا لا يمكن أن يبنى على النتائج الميدانيّة، هذا وهم, وبالتالي الذي سيتنازل هو النظام, المعارضة والشعب لن يتنازلا عن شيء، هو سيتنازل من نظام مركزي استبدادي شديد المحافظة إلى نظام منفتح, يفتح خيارات أخرى لتبادل السلطة, وأعتقد أن روسيا وأمريكا متفقتان على هذه النقطة.
– هل سيقبل بشار الأسد التنازل عن كثير من صلاحيات الرئاسة؟
هو سؤال معقّد ظاهريّاً, لكني أعتقد أنّه بسيط, لأننا حين نتحدّث عن نظام ديمقراطي وعن دستور جديد فبالتأكيد سوف يعالج مسألة الصلاحيات لكل مستويات السلطة, وبالمناسبة فأن الرئيس بشار الأسد قال في خطابه الخامس الذي طرح فيه رؤية الحل أنهم إذا أرادوا نظاماً برلمانياً فليكن, وأعتقد أن المعارضة بكاملها تنحاز للنظام البرلماني كمخرج من النظام الرئاسي التي تتمركز السلطات بيده. وبالتأكيد لا يمكن القبول بكل هذه الصلاحيات المعطاة في الدستور الحالي للموقع الرئاسي.
– برأيك هل اقتنع الغرب ببقاء الأسد لفترة انتقالية, ماهي تلك المدّة وكيف ستكون الأمور؟
نحن قبل الأزمة بسنوات, كنا ننظّر ونكتب أن هذا النظام لديه خصوصية, لأن السلطة ابتلعت الدولة ورئيس السلطة ابتلع السلطة والدولة, وبالتالي ليس هناك فاصل بينهم, وأي انهيار بأي مستوى يعني انهار دولة, المشكلة أن كبار المنظرّين السوريين تخلوا عنها ببساطة, كتبوا كثيرا عنها وتخلوا عنها مقابل نوع من الأسلمة للحراك وبعض الأسلحة, وتصوّروا أن النظام قاب قوسين أو أدنى من السقوط, وهذا كان خطأ كبيراً, وأعود وأكرر أن هذه الصلاحيات لن تكون كما كانت, وهناك تسريبات من داخل النظام أيضاً, أنه لا بدّ من إعداد دستور, وهو يوافق على دستور جديد, وعندما التقى الرئيس بشار مع بوتين في سوتشي تناقشوا في هذه المسائل وصرّح بذلك للإعلام أن الرئيس السوري يوافق على دستور جديد, وعلى انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة, إذا الحل يطبخ في الكواليس, وسيتم إظهاره لاحقا, وبالتالي الحديث عن تفاصيل حل يقينية معينة, أعتقد أمر خاطئ.
“كتبت عن الموضوع كثيرا ولا زلت منحازا إلى أن الحل مع مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية يجب أن تحل بالتفاوض, ولكن بنفس الوقت لدي خشيّة حقيقية من أن تكون هناك بعض الأطراف الدولية تريد أن تفتح جبهة صراع جديدة بين شرق الفرات وغربه, وبعض القوى تتحدث عن ذلك, هذا الصراع سيكون كارثيّاً”
– السعودية بدأت تتناغم أيضاً مع بقاء بشار الأسد لفترة انتقالية, وتركيا أيضاً تحاول فتح قنوات اتصال مع بشار الأسد, برأيك لمَ هذه الاستدارة, وهل ترى الأسد منتصراً؟
الواقع الميداني يقول ذلك, وبالتالي من كان يجزم برحيل الأسد تراجع كثيراً, لأنه رأى الوضع بالمعنى السياسي غير ذلك, وأيضاً لهم مصالح يجب ألا ننساها, فالسعودية الآن “غارقة” في اليمن, وتريد حلاً, وتحاول عبر اتصالاتها الدوليّة أنت تجد مخرجاً في اليمن عبر تنازلات معينة في سوريا, وهذا ليس سرا, وتركيا أيضا بعدائها غير المنطقي للأكراد في سوريا تحاول أن تجد قاسما مشتركا مع النظام تجاه هذه المسألة, والدول الغربية براغماتية تنظر في الواقع, فأمريكا وفرنسا وبريطانيا يقولون الآن, أنه لا يمكن إزاحة الأسد إلا بالانتخابات.
– أنتم كهيئة التنسيق(حركة التغيير), ما هو الحلّ الأنسب برأيكم للحل في سوريا؟
أولا نحن طرحنا رؤية تفصيلية ووزعناها على كثير من القوى وأعجبوا بها, نحن نطالب بنظام لا مركزي.
– ماذا تقصد باللامركزية, فالمعارضة ايضاً تطرح اللامركزية الإدارية, هل لديكم مشروع لطرح اللامركزية السياسيّة مثلاً؟
مصطلح اللامركزية السياسيّة غير دقيق, نحن نقول أنّ كل محافظة من المحافظات القائمة أو التي يمكن استحداثها ينبغي أن يكون لها مجلس تشريعي منتخب, وحكومة وحاكم منتخب يتولى كل الصلاحيات التي لها علاقة بحياة المواطنين مباشرة, الهيئة التشريعية يجب أن تكون لها سياسات محلية, وليس بالضرورة أن تكون السياسة التي تطبقها محافظة الحسكة متطابقا مع محافظة اللاذقية مثلا, السلطة المركزية عليها أن تحتفظ بالسيادة من حيث الجيش والمالية والسياسة الخارجية, في كل دول العالم التي فيها أنظمة فدرالية, تبقى الدولة المركزية محافظة على هذه المسائل.
– إذا أنت مع الفدرالية؟
نحن في هيئة التنسيق قلنا أنّ ما يطرحه الأخوة الأكراد هي وجهة نظر تستحق النقاش, وناقشتها وكتبت أكثر من دراسة نقدية لفهمهم للفدرالية, بتقديري ما يطرحونه من فهم للفدرالية غير ملائم لسوريا, هي وجهة نظر- ومكتوبة- وهم يعلمون بالأمر, هناك أمور طوباوية, لا يمكن أن تُطبَّق على مستوى الدولة, وناقشت الأمر مع أصدقائي الأكراد وقلت ليتكم ركّزتم على القضيّة الكردية, وحقوق الأكراد ضمن الدولة السورية, هذه المسألة يمكن تفهّمها لأقصى مدى ممكن، أما أن تفرضوا فيدرالية على بقيّة الشعب السوريّ فهذا أمر غير مقبول, وكما تلاحظون, لا أحد يوافق عليها, لا النظام ولا المعارضة. ولم يقدّموا حقيقة تصوّراً مقنعا لها.
الفدرالية التي تقوم على أساس قومي وطائفي- وربُّما كل مدينة تؤسس لفدرالية- هذا برأيي، نوع من الطوباوية الايديولوجيّة, لكن بقناعتي أن أية وجه نظر مطروحة, لا يمكن رفضها مباشرة, وإنما يجب أن تناقش وتطرح البيّنة لماذا هي غير ملائمة.
– لا بأس, لنعود إلى موضوع المعارضة, ما هي قراءتكم لاستقالة رياض حجاب وفريقه السياسي من هيئة التفاوض قبل مؤتمر الرياض بساعات؟
للعلم، أولا هم لم يكونوا مدعوين للمؤتمر, وبالتالي عملية إزاحتهم تمّت خلال عملية التحضير للمؤتمر, فالإخوان المسلمين, وإعلان دمشق وحلفاء قطر, تمّ إزاحتهم بالكامل تقريبا من الهيئة العليا للمفاوضات, وبالتالي هؤلاء لم يكونوا مدعوين أساساً, ولذلك ولكي يسجّلوا موقفا أعلنوا انسحابهم أو استقالتهم.
– هل كان قرار استقالة حجاب من دول ذات تأثير في الوضع السوريّ, أم أن حجاب كما يقول البعض هو رجل المرحلة القادمة في سوريا؟
أبدأً, هو ليس رجل المرحلة القادمة, ونحن نعلم ماذا يمثّل, هو ليس الشخصية التي ستكون رجل المرحلة القادمة, هناك شخصيات أهم منه بكثير, وطنية بامتياز, حجاب انتهى بالمعنى السياسيّ, حدوده كان إلى هناك, وهو قاد مرحلة كلها متطرفة, وبالتالي انتهى مع هذه المرحلة, لن يكون له أي دور في المستقبل باعتقادي.
– قلت قبل قليل أن قراءتكم للمشروع الفدرالي غير واقعية, هل من الممكن أن تطرح وجهة نظرك لحلّ القضيّة الكرديّة في سوريا، مثلاً؟
أعتقد، أنّ هناك مجموعة من حوالي خمسين شخصية من الأخوة الكرد توصّلوا تماما إلى استنتاج مفهوم التركيز على الإدارة الذاتية للأكراد, نعم الإدارة الذاتية, لأنه لدينا قضية في سورية اسمها القضيّة الكردية, وهناك اختلاف عليها، ولا أريد الدخول في التفاصيل, لكن هم المكوّن الثاني ولهم حقوق, لا يجوز أن تطبق عليهم ما تريده الأغلبية, إذاً ينبغي البحث بشكل ما لتحقيق هذه الحقوق, بشرط أن يقدموها بشكل عقلاني, يمكن تقبُّله على الساحة السورية.
– النظام يرفض تسمية هذه المناطق بالمناطق الكردية وحتى أنه يرفض المشروع الفدرالي, برأيك هل يستطيع النظام التأثير على ما أنجزته هذه القوى السياسيّة في مناطق الفدرالية؟
كتبت عن الموضوع كثيرا ولا زلت منحازا إلى أنّ الحل مع مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية يجب أن تحل بالتفاوض, ولكن بنفس الوقت لدي خشيّة حقيقية من أن تكون هناك بعض الأطراف الدولية تريد أن تفتح جبهة صراع جديدة بين شرق الفرات وغربه, وبعض القوى تتحدث عن ذلك, هذا الصراع سيكون كارثيّاً, وفي نهاية الصراع أخشى أن يكون الأخوة الأكراد هم الخاسر الأكبر في هذه المعادلة، لسبب بسيط, لا يجوز أن نتجاهل تأثير الإقليم في هذا الموضوع, أعتقد أنّ الأخوة الأكراد في العراق كان لديهم كل مقوّمات الدولة, ومع ذلك حين أجروا الاستفتاء وأرادوا إقامة دولة, ماذا حدث..!
– نعم, لكن الموضوع – حسب المراقبين- مختلف, وقيادات المشروع الفدرالي نفسها تؤكد للجميع أنه لحماية سوريا من التقسيم, ومجموع المعارضة تتهم المشروع الفدرالي أنه لتقسيم سوريا, كيف تردّ على ذلك؟
أنت حينما تطرح وجهة نظر لبناء الدولة, فأنت طرف, ويجب أن تأخذ رأي الأطراف الأخرى, وبالتالي أن الأطراف الأخرى لم توافق, هل سيسير الأخوة الأكراد بخطّ التقسيم حينها, أنا برأيي هذه حربٌ جديدة, نحن ألتقينا مع قبائل عربية هناك وقوى عديدة, ما هو على الأرض الآن, لا يعكس بالضبط الرغبات السياسيّة للمكونات الموجودة هناك, والأخوة يعلمون ذلك. أجرينا منذ فترة دراسة استبيانيّة وهي موجودة, فالأخوة الأكراد في محافظة الحسكة يمثّلون فقط حوالي 33% من التعداد, وفي كل المحافظات القائمة, لا توجد فيها أغلبية كرديّة, وكان رأينا أن نُحدث محافظتين جديدتين في سوريا يكون فيها الأغلبية كرديّة..
– جرت قبل أيام الجولة الثانية من انتخابات الإدارات المحليّة في مناطق فدرالية شمال سوريا, كيف تابعتم الأمر؟
رفاقنا هناك أخبرونا أنهم لم يترشّحوا, لكنهم طلبوا من جمهورهم المشاركة, بالمقارنة مع بقية المناطق لا شكّ يمكن أن يكون هناك فضاء من الحرية واسع جداً, تعلمون كيف تمّت إدارة المناطق التي سيطر عليها المتطرفون, حقيقة هم في الإدارة الذاتية يقدمون نموذجاً للحريات وممارسة الحق الانتخابي وقد يكون درساً يستفاد منه في المستقبل, ونأمل في نهاية المطاف أن تعم هذه المناخات كل سورية.
– وفود عديدة وكثيرة قدمت إلى مناطق الإدارة الذاتية لمراقبة سير العمليّة الانتخابيّة؟
لا أعتقد أن يكون بمثابة اعتراف, يمكن أن يكون نوع من المراقبة لتجربة معينة, وربما يكون لهم استنتاجهم الخاص أنه كيف يمكن تعميمها كعملية انتخابية في مناطق أخرى.
الأمريكان حسب معلوماتي لم يبنوا علاقات على المستوى السياسيّ, إنّما علاقاتهم هي على المستوى العسكريّ.
– في تصريح سابق لك أعلنت أن هيئة التنسيق الوطنية – حركة التغيير الديمقراطيّ مستعدّة للوقوف والقتال إلى جانب حركة المجتمع الديمقراطي التي تطبق المشروع الفدرالي على الأرض كحل للأزمة السورية ومنعها من التقسيم, ماذا كنتم تقصدون من هذا الكلام؟
وصلني تصريح للأخ آلدار خليل, يقول فيه نحن جاهزون للقتال ضدّ أي قوة تعمل على تقسيم سورية, وأنا صرّحت باسم هيئة التنسيق وجميع شرفاء الوطن سنقاتل معا جنباً إلى جنب ضد تقسيم سوريا. هو كان بمثابة ردّ على تصريح الأخ آلدار خليل.
– تركيا تحاول أن تساوم مع النظام السوري على كل طموحات الشعب السوري وعن المعارضة فقط لإفشال المشروع الكردي في سوريا, برأيك هل تستطيع سوريا التأثير على هذا المشروع, والكرد يعلنون أنهم يحافظون على سورية موحّدة؟
برأيي، المشكلة مع تركيا معقدة جدا, وربّما أكثر من يدري ذلك هم الأخوة الكرد, أعتقد أنه ليس بالضرورة أن تستطيع تركيا أن تملك كل شيء, وبالتالي لا ننسى الخلافات بين النظام وتركيا قوية, وبالتأكيد هناك مساومات فظيعة في هذا المجال، نقطة الالتقاء, وهي ليست كاملة, كما تعلم أن وليد المعلم صرّح أن الأخوة الكرد يريدون إرادة ذاتية، ونحن جاهزون لمناقشة الموضوع, وهذا الأمر ازعج تركيا كثيراً, وبالتالي لا أستبعد في مرحلة ما أن يستخدم النظام هذه الورقة ضدّ تركيا, مع ذلك أقول هذه المسألة تتجاوز المطالب التركيّة.
حاوره سيرالدين يوسف في برنامج (حوار مسؤول) الذي يبث عبر راديو BuyerFM من قامشلو على التردد 103.5
نشر هذا الحوار في العدد /71/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 15/12/2017