الشرق الأوسط – Buyerpress
قال المتحدث الرسمي باسم التحالف الدولي ضد داعش الكولونيل رايان ديلون إن عمليات التحالف الدولي ضد «داعش» تشهد «نقطة انعطاف» مع تهاوي قوة التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق بعد استعادة كل من الرقة والموصل، مقدّرا عدد المقاتلين المتبقيين في المنطقة بنحو ثلاثة آلاف.
وقال ديلون في تصريحاتٍ على هامش جلسة صحافية عقدها في لندن أمس، إن التحالف الدولي يتواصل مع القوات الروسية «عدة مرات خلال اليوم، عبر خطين أحدهما جوي والآخر أرضي»، مضيفا أن الجانبين عقدا ثلاثة لقاءات «وجها لوجه» على الأقل خلال الأشهر الماضية، موضّحا أن كلها تهدف إلى «تفادي الاصطدام وضمان أمن الطواقم الجوية وقواتنا على الأرض». واعتبر ديلون أن «خط عدم الاشتباك» فعّال وضروري، وسمح لنا بمحاربة «داعش».
وحول التهديد التركي بقصف مدينة عفرين، حيث تتركّز قوات سوريا الديمقراطية، أوضح ديلون أن «لا وجود للتحالف الدولي في مدينة عفرين، ونحن نركّز في الوقت الحالي على العمل مع حلفائنا على الأرض لتطهير ما تبقى من المناطق التي يوجد فيها (داعش) وسط نهر الفرات». واستدرك: «تركيا عضو في التحالف وحلف الناتو، وأي شيء يبعدنا عن الحرب ضد (داعش) يدعو إلى القلق».
وعودة إلى «نقطة الانعطاف» التي تشهدها عمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا والعراق، أوضح ديلون في الجلسة الصحافية أن التنظيم أصبح عاجزا عن إطلاق عمليات عسكرية كبيرة، لكنه لا يزال يمثّل تهديدا. وقال إن «التحالف ينظر إلى العدو، ويراقب كيف يتكيف، حتى نتمكّن من تقديم الدعم لشركائنا الذي يحتاجون إليه لتحقيق هزيمة مستدامة لـ(داعش) في العراق وسوريا». وأشار ديلون إلى أن عدد الغارات الجوية التي شنّها ضد التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق انخفض من 1500 غارة في سبتمبر (أيلول)، إلى 700 في أكتوبر (تشرين الأول)، إلى 200 في نوفمبر (تشرين الثاني).
وشرح المتحدّث بالقول: «بينما نواصل دعم الشركاء السوريين بطرق مختلفة، سأشير أيضاً إلى أننا نقوم بتصميم دعمنا ليعكس احتياجات شركائنا على أرض الواقع. فعلى سبيل المثال، سيعود ما يزيد على 400 من مشاة البحرية الأميركية قريباً إلى بلادهم من دون أن يتم استبدالهم». وتابع أنه مع انتهاء العمليات القتالية الرئيسية، ثمة حاجة إلى عدد أقل من العناصر لدعم شركائنا على الأرض.
وأكد ديلون أن «جهاز البروبغندا» الذي أنشأه «داعش» في طريقه إلى الاختفاء بعد الخسائر الكبيرة التي تكبّدها، لافتا إلى أن المجلة الإلكترونية الشهرية «رومية» التي كان ينشرها بلغات متعددة توقفت عن الصدور منذ 90 يوما على الأقل. وأضاف المتحدّث أنه رغم انخفاض مستوى الإصدارات المتطرفة، لا يزال بعض العناصر ينشرون محتوى إرهابيا على الإنترنت باستخدام هواتف نقّالة وأجهزة كومبيوتر.
وفي إطار التقدّم الذي أحرزه التحالف وحلفاؤه في سوريا، قال ديلون إنه منذ تحرير الرقة في أكتوبر، حافظت قوات سوريا الديمقراطية على زخمها في تقدمها ضد «داعش» في منطقة الخابور ووسط نهر الفرات، وذلك بدعم مستمر من التحالف. ولفت إلى أن قوات سوريا الديمقراطية نجحت في تطهير أكثر من 4300 كيلومتر مربع منذ بداية عملية «عاصفة الجزيرة» في سبتمبر. وقد عمدت قوات سوريا الديمقراطية إلى عزل الجيوب المتبقية من مقاتلي «داعش» على طول الضفة الشرقية لنهر الفرات وتطهير المناطق بشكل منهجي إلى الغرب في المنطقة الصحراوية على طول الحدود مع العراق، وفق المتحدّث.
وفي حديثه عن الوضع في الرقة بعد تطهيرها من التنظيم الإرهابي، أكد ديلون أن أفراد قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن الداخلي في المدينة ما زالوا يبحثون ويتخلصون من الأجهزة المتفجرة المرتجلة، والأفخاخ المتفجرة التي أخفاها الإرهابيون داخل المنازل.
وفي الشهر الماضي، وفي الكثير من أحياء الرقة، سلمت قوات سوريا الديمقراطية مهام الحفاظ على الأمن إلى «قوى الأمن الداخلي في الرقة»، وانتقل عدد من أفراد «قسد» الذي هم من أبناء الرقة المحليين، إلى الأمن الداخلي للمدينة الذي يضمّ 3000 عنصر.
إلى ذلك، يركّز التحالف الدولي على تمكين شركائه المحليين من التركيز على الانتعاش والاستقرار في مجتمعاتهم المحلية. ولفت ديلون إلى أن «المجلس المدني في الرقة يحرز تقدماً في جهود تحقيق الاستقرار في الرقة والمناطق المحيطة بها»، لافتا إلى أن التحالف قدّم معدات البناء إلى مجلس الرقة المدني، بما في ذلك 25 شاحنة قلابة و20 قلابة أمامية للمساعدة في إزالة الحطام.
وفي استعراضه للعمل الذي يقوم به المجلس المدني في الرقة، ضرب ديلون مثالا بجهود الأخير على إعادة الأطفال إلى صفوفهم: «وهذه أولوية رئيسية في منطقة لم تشهد التعليم الرسمي لمدة خمس سنوات. وقد قام المركز بتدريس واستئجار مدرسين مؤهلين، وبدأ في إعادة تأهيل الفصول الدراسية، ويقدم حالياً الكتب لعشرين ألف طالب في 56 مدرسة»، على حد قوله.