هناك
في ركن الغياب
مقهى
يُخاصر الوحدة
بذراع الأنين
يتلحف الغربة
يَنْفض غبار الوقت
عن وجه السنين
سبيل ممشوق
ببراعم الأقحوان
تَحجَّر على خدود أوراقها
دمع العاشقين
عطرها الطازج
ألبَسَ الروح
ثوب الذكريات
فوانيس عتيقة
تكاد تنطفئ
من وطء الوجع
صوت العندليب
يختبئ
وراء كراسي الحنين
بؤساء
يستطعمون لذة الألحان
في شغف
رجل غارق
في بحر الجنون
يضع أحمر الشفاه
على ثغر جريدة
معطرة
بأريج الندم
آهٍ يا نفس
لو تعلمين…
جلست
قرب نافذة
تطل على فسحة ضوء
غافية على صدر الشوق
طاولة مكسورة
تتكئ
على جدار الأحزان
مزينة بمزهرية
يفوح منها
دخان الغياب
يوم أمشيريٌّ بارد
يتدفأ
من حطب الجراح
حائر
متعب
حزين
يعبث بأوجاع الشقاء
لغة الصمت
نطقت
لتخرِسَ
كل صرخات الأنين.
نشرت هذه المادة في العدد /69/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 15/11/2017