المدير الذي يفكر بقدميه !

 

 

هكذا سماه اليابانيون، لأنه عند حدوث مشكلة تقنية ما، يهرع راكضاً لمكان العطل ويثير الضوضاء ويستعرض تواجده لائما الاخرين ومنتقدهم، بينما لا يفكر أو يفعل شيئا حقيقيا لحلها، وعندما يطلب منه شرح موضوع ما، يكثر من تعبير “لكي أضعكم في الصورة” واصفا مجريات ما يحدث في أرجاء المصنع هنا وهناك من مشاكل، دون القدرة على وضع الحلول والاقتراحات!  …وعندما علم بوجود لجنة فنية لإنجاز “مخطط استراتيجي لتوزيع وتخزين واستخدام الطوب الحراري”، أنقهر لتجاهله وارتباط الموضوع بالإدارة العامة المركزية، لذا فقد استدعى المهندس رئيس اللجنة على عجل، وطلب منه أن يشرح بعجالة الخطوط العريضة للتقرير المعقّد باستخدام مخطط توزيع الطوب في المصنعين، لم يستوعب شيئا، فطلب بعصبية إعادة الشرح، ولكنه عجز هذه المرة عن الفهم أيضا، ونفذ صبر المهندس المسؤول، وقال أنه من الصعب إفهامه فحوى التفاصيل لعمل معقد استغرق أكثر من ستة اشهر، واجابه المدير مترصدا: “أي أنك تعني بأني حمار لا أفهم”، ونفى المهندس أنه اطلق عليه لقب الحمار، ففاجئه المدير الحاقد المضطرب قائلا: “هذه والله فرصة سانحة لي لطردك فورا من العمل”! وسترى، واتصل بالفعل بنائب المدير العام للشؤون التقنية الذي كان يدعمه ويتواطىء معه، فنصحه الأخير بالاتصال هاتفيا بنفس المدير العام التنفيذي صاحب القرار الفوري في هذه الحالة، وملمّحا بأنه سيمهّد للمدير بالموضوع وسيحرضه على فصل مهندسنا “المسكين” عاجلا، وبالفعل اتصل صاحبنا “مدير المصنع” مباشرة بالمدير العام التنفيذي، شارحا له التفاصيل وفحوى الاهانة البالغة، ولكن المدير انفجر ضاحكا وهو يدخن الغليون كعادته، وحادث مهندسنا مستفسرا، طالبا منه ملاقاته في مكتبه في بداية الاسبوع القادم، وعندما ذهب المهندس وهو يتوجس قلقا من وجود مؤامرة محبكة ضده، لاحظ تفهم المدير العام بل وتعاطفه التام معه بل وطلب منه “الصبر”، ومن ثم تم إيفاده بعد حوالي الشهرين كرئيس فريق تدريب لبلد خليجي لمدة سنتين، وقد تضاعف راتبه لثلاث مرات، وهكذا كان و”عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم”.

 

نشرت هذه المادة في العدد /69/ من صحيفة Bûyerpress بتاريخ 15/11/2017