أفين يوسف
نظم مركز محمد شيخو للثقافة والفن الديمقراطي في قامشلو قبل أيام حفلاً فنياً لتكريم الأطفال الذين شاركوا في مهرجان فن الطفل الذي أقيم في مدينة رميلان في شهر أيلول المنصرم، وبعيداً عن الفوضى التي حدثت خلال المهرجان ودون الدخول في تفاصيل عفى عليها الزمان، إذ أن جائزة إحدى الفرق سقطت حينها سهواً، وبعد بعض المناوشات والوشوشات تم تدارك الأمر وانتهى المهرجان على خير.
الفرقة المنسية هي فرقةٌ حديثة العهد أسسها مجلس الحي الغربي بقامشلو واسمها فرقة ” جاندا شورشي” وعمرها ثلاثة أشهر فقط، لكنها من الفرق الأكثر تميزاً وقد أثبتت جدارتها في المهرجان، وما يدعو للدهشة والاستغراب أنه في حفل التكريم الذي أجري يوم السبت 4/ تشرين الثاني، والذي كان هدفه رفع معنويات الأطفال الذين شاركوا في مهرجان الطفل، وكان عدد الفرق المشاركة من قامشلو حينها أربعة فرق فقط، وتم توزيع الجوائز عليهم مع غياب تام لأهالي الأطفال المشاركين.
والمفارقة أنه تم تكريم ثلاثة فرق وتوزيع الجوائز الرمزية عليهم والتي كانت – للأسف – عبارة عن دفتر ملاحظات وقلم رصاص لكل طفل، ومع ذلك فقد حرم أطفال الفرقة المذكورة أعلاه من هذه الهدية البسيطة، ما دعا للشك أن القائمين على الحفل أو أن اللجنة التحضيرية تقصدت استثناء الفرقة، لإحباط أطفالها البريئين وكسر معنوياتهم للمرة الثانية على التوالي، الأمر الذي أثّر عليهم رغم بساطة الهدية فامتلأت عيونهم بالدموع، وارتسمت على وجوههم إشارات استفهام صارخة تنادي: لم حصل ذلك؟
ونحن بدورنا نتساءل لم حصل ذلك؟ ألم ينَظّم هذا الحفل لتكريم الفرق المشاركة في المهرجان؟ أليس لهؤلاء الأطفال حقٌ بالحصول على تلك الجائزة التكريمية البسيطة كبقية الأطفال المشاركين في المهرجان لتشجيعهم على الاستمرار في العطاء كونهم حديثي المشاركة في الفعاليات والأنشطة؟ وإن لم يكونوا في قائمة التكريم لمَ تمت دعوتهم أساساً؟
ما حصل في المهرجان سابقاً، وما حصل في حفل التكريم لاحقاً منذ أيام لهو عملٌ يجب محاسبة القائمين على اللجنة التحضيرية وإدارة الحفل، وعليهم ردّ الاعتبار لأولئك الأطفال والاعتذار لهم ولمعلمهم رغم أن هذا لن يقدم شيئاً أو يؤخر، إذ أن الأطفال فقدوا ثقتهم بالمسؤولين، وكُسرت خواطرهم للمرة الثانية على التوالي، ورغم انتقاد الإدارة في المرة الأولى بالمهرجان إلا أنها وقعت بنفس الخطأ للمرة الثانية، ما يثير التساؤلات ويضع أمامنا إشارات استفهام كثيرة، فهل هذه الفرقة تهدّد الفرق الأخرى مثلاً؟ أم أنها لا تستحق التكريم؟ أو ربما هناك انحياز ما للفرق الأخرى باعتبار أن مدربي الفرق الأخرى هم أعضاء في اللجنة التحضيرية؟.