جمعية “تيريج”  في كوباني.. سعي جادّ لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة

خاص – Buyer

يواجه ذوو الإعاقات في حالات الكوارث مخاطر غير متكافئة وغالباً ما يجري استبعادهم من عمليات الإغاثة وإعادة التأهيل والدعم النفسي، وقد يزيد هذا الاستبعاد من صعوبة الاستفادة من خدمات الدعم عامة في حالات الكوارث والمشاركة فيها بفعالية.

الأهم من ذلك إن ذوي الإعاقات يشكلون مجموعة سكانية متباينة تشمل أطفالاً ومسنّين ممن لا يمكن تلبية حاجاتهم بأسلوب ونهج واحد يناسب الجميع، ولذلك يتحتّم على الاستجابات الإنسانية أن تأخذ بعين الاعتبار القدرات الخاصة والمهارات والموارد والمعرفة لدى الأفراد من مختلف الأنواع ودرجات الإعاقة، ومن المهم أيضاً أن لا ننسى أن ذوي الاحتياجات لديهم الحاجات الأساسية نفسها التي لدى الجميع في مجتمعاتهم، إضافة إلى ذلك فقد يكون لبعضهم حاجات خاصّة أيضاً مثل استبدال مواد المعونة أو الأدوات والأجهزة والحصول على خدمات إعادة التأهيل، وعلاوة على ذلك يجب على أي تدابير تستهدف ذوي الإعاقات ألا تؤدي إلى فصلهم عن عائلاتهم وشبكاتهم المجتمعية، وأخيراً إذا لم تؤخذ حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة بعين الاعتبار في الاستجابات الإنسانية فقد تضيع فرصة كبيرة لإعادة بناء المجتمعات من أجل كافة الناس.

تيريج.. سعي جادّ لدعم ومنح الاحترام لذوي الاحتياجات الخاصّة

ومن هذا المنطلق باشرت مجموعة من المدنيين ذوي الاحتياجات الخاصة بتأسيس جمعية “تيـريـج” في شهر تموز من عام 2013 وكان هدفها الأساسي المسعى الجاد نحو دعم هذه الفئة، وأن يلاقوا القدر نفسه من احترام كرامتهم, والإقرار بقدراتهم العلمية والمهنية دون تحيّز لأيّ فئة طائفية أو عرقية أو قومية.

بدأت الجمعية عملها بموارد بسيطة إغاثية (سلات غذائية, حليب أطفال, حفاضات أطفال, منظفات…)  وأدوات مساعدة بكميات بسيطة (عكازات حركية وبصرية, كراسي متحركة)، وقد تمّ استلام هذه المساعدات من مؤسسات محلية ومدنيين فاعلي خير.

بعد حالة النزوح إلى تركيا استمرت الجمعية بنشاطاتها في المجال الإغاثي وهناك تم تأهيل فريق معالجة فيزيائية من قبل الهيئة الطبية الدوليةIMC””.

تيريج تغطّي كوباني والمساعدات بآلاف القطع الطبيّة

وبعد تحرير المنطقة أمنياً عادت الجمعية لتباشر عملها في كوباني بالتعاقد مع الهيئة الطبية الدولية بتاريخ 23\6\2015، وافتتاح مركز للمعالجة الفيزيائية وتقديم جلسات العلاج الفيزيائي وتقديم الاجهزة والأدوات المساعدة للمرضى والتي وصل عدد المستفيدين منها حتى نهاية العقد إلى (1265)مريضا تم إجراء (8356) جلسة متابعة لهم, والتبرع بأدوات المساعدة التالية:

– عكازات بأنواعها “337”

– كراسي متحركة بأنواعها “250”

– مقومات ؛مثبتات ؛مشدات “311”

– ووكر (مشاية )”83″

وإثر إغلاق المعابر الحدودية وعدم القدرة على استمرار التواصل وتقديم الأجهزة تم انتهاء العقد مع الهيئة الطبية الدولية في تاريخ 1\4\2017  ومع بداية شهر نيسان من هذا العام قامت الجمعية بإحصاء يشمل مدينة كوباني فقط والذي بلغ مجمل عدده “800” وكان فرزه كالتالي: 

– الحركية “390”

– الذهنية “210”

– البصرية “115”

– السمعية والنطقية “85”

مع العلم أنه يوجد لدينا كادر متطوّع مؤلف من عشرة متطوعين مستعدون للقيام بإحصاء ريف كوباني حالما تتوفّر الإمكانات اللازمة من وسائل نقل وغيرها.

وفي هذه الآونة تغيّر الهيكل الإداري للجمعية وأصبح كيانها مؤلف من عدة أقسام:

– قسم التأهيل الحركي والعلاج الفيزيائي والذي يتكون من معالج فيزيائي واحد سبعة من المساعدين المتدربين.

– القسم والإداري والمكتبي ويشمل الرئاسة المشتركة للجمعية والأرشيف والاستقبال والذي يتكون من خمس أعضاء.

كما أنه تم استحداث قسمين لم يكونا فيها, وهما:

– قسم التنمية والتأهيل المهني: والذي نحن في غاية الأسف لعدم مباشرة مشاريعه وذلك لعدم وجود دعم مادي من أي جهة بحيث يمكننا على الأقل من الانطلاق.

– قسم الدمج والتأهيل العلمي: والذي يتكون من عضوين ومرشد نفسي. الذي باشر نشاطه في 8\5\2017بمجموعة تتكوّن من عشرة طلاب.

وكان الهدف منهما تغيير مفهوم الإعاقة وتحويل فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من فئة مستهلكة إلى فئة منتجة يمكنها الاعتماد على ذاتها وتتحول إلى فئة فعالة ومجدية في المجتمع.

وبعد انقطاع الدعم من قبل الهيئة الطبية العليا (IMC) تكفلت هيئة الصحة بأمور الجمعية كحالة إسعافية مؤقتة إلى أن تلقى هذه الجمعية الدعم من المنظمات الدولية.

وأخيراً تتوجّه الجمعية إلى المنظمات الإنسانية والمؤسسات المدنية أخذ هذه الفئة بعين الاعتبار وعدم النظر إليهم على محض الشفقة، بل على أنهم فئة تشغل حيّزا كبيرا في المجتمع، وخاصة في حالة الحروب والأزمات الراهنة، هناك تضاعف يومي في نسبتهم، مما يستدعي مراعاة الاحتياجات المختلفة وظروفهم الاجتماعية الصحية والخدمات التي يجب توفيرها لهم.

 

 

 

 

 

نشر هذا التقرير في العدد 68 من صحيفة Buyer  تاريخ 1/11/2017