بايدمر لـ Bûyer: العداء بين الأحزاب الكرديّة في أي جزء كردستاني من المحرّمات

خاص-Buyer

حين أيّدت استفتاء كردستان داخل البرلمان التركي أصابتهم حالة من الهيستريا، لم يبقَ شيء حتى يلقي بي رئيس البرلمان خارجاً، وطلب مني الاعتذار الفوري، فقلت له لا بأس، دعني أكمل حتى النهاية, لتعرف ما سأقوله.

– لقد ولد المام جلال أمس مجددا، في قلب أربعين مليون كردي مرة أخرى، وسيبقى في قلوب الكرد وكردستان مدى الحياة.

إقليم كردستان أيضاً مرتبط بروجآفا وباكور كردستان، قدرنا يجمعنا.

– لو سألتني عن العداء بين الأحزاب الكرديّة في أي جزء كردستاني، سأقول أنه من المحرّمات.

– مستقبل سوريا الديمقراطية لا يتحقّق إلا بوجود وإرادة الشعب الكردي.

– حينما خضنا الانتخابات في العام 2015، لجأت حكومة أردوغان إلى أساليب عدائيّة وتعرّضنا لهجمات في أكثر من  أربعمائة منطقة.

– أستطيع القول أن الحزب الوحيد المعارض داخل البرلمان هو حزب الشعوب الديمقراطية.

– لا نطالب أن تتحد كل الأحزاب الكرديّة في حزب واحد، وإنما أن تتحد هذه الأحزاب قدر المستطاع في أحزاب عدّة.

أجرى الحوار: قادر عكيد

==============================

– من هو أوصمان بايدمر؟

ولدت في العام 1971 في إحدى قرى آمد, ولو سألتني عن هويتي لقلت أنا واحد ممن خدموا ويخدمون القضية الكرديّة، وكذلك – للأسف – فأنّ معظم مراحل حياتي قد قضيتها في قلب النّضال، وأصبح لي على أقل تقدير أكثر من خمس وعشرين سنة من الخدمة والنضال في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية والمساواة.

بدأتُ الدراسة الجامعية في العام 1990 في جامعة “دجلة” كلية الحقوق، وبعد أن أنهيت دراسة الجامعة في العام 1994 وبعد أيام أصبحت عضواً في  لجنة حقوق الإنسان, وبعد ثلاثة عشر يوما انضممت إلى إدارة اللجنة، ومن يومها وأنا في قلب النضال.

أستطيع القول: “أنّ حياتي السياسيّة بدأت تقريبا في بداية التسعينيات من القرن المنصرم؛ لأنّ الإنسان في الشرق الأوسط -وفي كردستان خاصة- يولد ويبدأ حياته من قلب السياسة، وأنّ الطفل في كردستان يبلغ حدّ الوعي باكرا, على العكس من أوربا، إذ على المرء أن يبلغ الثامنة عشرة حتى يعي ما حوله أما في كردستان فأنّ الطفل يعي ما حوله في سن الثامنة”.

“تطالب حكومة أنقرة الآن بحقوق التركمان في كركوك, ونحن نرحّب بها، ونقول يجب أن تكون حقوق التركمان كحقوق الكرد في كركوك، وكحقوق السريان، لا بأس بذلك, ولكن ماذا عن حقوق أربعين مليون كردي”

– ماذا عن حزب الشعوب الديمقراطية، البرامج، الأهداف، والمواقف؟

الآن، في جميع أنحاء تركيا، المشكلة الأكبر هي تسوية القضية الكرديّة، ويقيناً إذا لم تحل القضيّة الكرديّة في شمال كردستان فأنّ السّلام والدّيمقراطيّة لن يتحققان، لذا فأنّ حزبنا يبني وجوده على تعدّد اللغات والثقافات وكل المكوّنات والهويات تبنى على المساواة فيما بينها, لذا نقول أنه في جميع الشرق الأوسط الشعوب مختلفة في كل شيء, لكنها متساوية في الحقوق. لو نظرنا هذه النظرة وتعرّفنا على طبيعة كل شعب, فسيغدو ذلك أساساً للمساواة, وحزبنا طبعا يمارس المساواة بين الرجل والمرأة، ويحمي حقوق الأقليات وحتى حقوق الطبيعة.

نطالب بالحرية للكرد, وندافع عن السلام والديمقراطية لبقية الشّعوب من ترك وفرس وعرب، لأنّنا مؤمنون إنْ لم يتحرر الشعب الكردي فلن تهنأ جميع الشعوب بالهدوء, لذا فأنّنا في حل المشاكل نتبع نهج الحوار.

– يمرّ حزب الشعوب الآن في ظروف حسّاسة ولا سيّما بعد اعتقال رئيسه، ترى لمَ وصلت الحالة بهم إلى هذا المستوى, وأين توقّفت النقاشات بينكم وبين الحكومة؟

 للأسف الشديد.. أستطيع القول أنّها المرة الأولى في تاريخ تركية التي نحوز فيها بمساندة الشعب الكردي على ثمانين كرسيّاً، وهذا خلق خوفا لدى الدولة, لأنها كانت تقول أن هذه الدولة قوميّة, ونحن كنا نقول ن هذه الدولة ليست دولة خاصة بقومية واحدة وإنما دول متعدّدة القوميات والاعتقادات والثقافات، وبعد أنْ دخلنا البرلمان بثمانين كرسيا, فأن الدولة التركيّة رأت ذلك تهديداً لها، وأرادت أن تنهي حزبنا, وفكره لذا أرادوا أن يخلقوا المشاكل في تركيا.

طبعاً هناك سبب آخر؛ وهو أن أخوتنا الكرد في روجآفا يمضون نحو إدارة أنفسهم ويتصدون لداعش في مقاومة كبيرة ومباركة، لذا رأت الحكومة في وجود حزب الشعوب وتقدم الكرد في كردستان روجآفا تهديداً له, ولذا أعلنوا مباشرة أن روجآفا بالنسبة لهم خطّ أحمر.

 من جهتنا نحن حدّدنا موقفنا بأن مستقبل سوريا الديمقراطية لا يتحقّق إلا بوجود وإرادة الشعب الكردي و الإدارة حق لجميع الشعوب ومنهم الشعب الكرديّ في روجآفاي كردستان, وهذا أصبح سببا لئن تبدأ الحكومة بالقتال في شمال كردستان, وكان من نتيجتها اعتقال خمسة آلاف مناضل من حزب الشعوب الديمقراطية، وكذلك اعتقال 750 ممثلا للحزب من الإداريين، وزجّ ثمانية وثمانون من رؤساء البلديات الذين تمّ انتخابهم من قبل الشعب في السجون, وكذلك اعتقال الرئيسين المشتركين والناطق الرسمي للحزب، إضافة إلى اعتقال عشرة برلمانيين, وإبعاد وفصل ستة برلمانيين من البرلمان.

ومع ذلك ورغم كل التهديدات فأنّ مساندة الشعب لحزبنا يزداد يوما إثر يوم، لأنه لم يحقق أي دكتاتور أو نظام عن الظلم والتهديدات  أهدافه، أقول بهذه الممارسات لن يحقق الـ “MHP” والـ “AKP” أهدافهما.

الخلاصة، أننا -كحزب الشعوب الديمقراطية والشعب الكردي- نناضل في سبيل الحفاظ على ثلاثة أشياء في بلادنا؛ أولها المساواة لكل الشعوب, للرجل والمرأة, للأديان. ثانيها الحريّة للشعب الكردي، ونطالب بتحقيق العدالة لجميع شعوب الشرق الأوسط، بكرده، عربه، سريانه، وأرمنه، ولجميع الأقليّات.

تطالب حكومة أنقرة الآن بحقوق التركمان في كركوك, ونحن نرحّب بها، ونقول يجب أن تكون حقوق التركمان كحقوق الكرد في كركوك، وكحقوق السريان، لا بأس بذلك, ولكن ماذا عن حقوق أربعين مليون كردي، حقوق خمس وعشرون مليون كرديّ في شمال كردستان، حقوق الشعب الكردي في روجآفاي كردستان.. نحن نطالب لجميع الشعوب والأقليّات بالعدالة والمساواة.

“حكومة AKP التي تدّعي أنها تساند الشعوب المضطهدة، وتساند حتى حق الشعب العربي في فلسطين, لماذا تتغير مواقفكم إذاً حينما يتعلّق الأمر بالشعب الكرديّ”

– حصلتم في الانتخابات الأولى على ثمانين كرسيّ في البرلمان، وهذا ما لم يرق لأردوغان الذي أعاد إجراء الانتخابات حيث حصلتم في المرّة الثانيّة على أصوات وكراسي أقلّ في البرلمان، ماهي الأسباب يا ترى، أهي سياسات أردوغان، الشعب، سياسات حزبكم، أم هناك أسباب غير معروفة، نرجو توضيح الأمر؟

حينما خاض حزب الشّعوب الديمقراطيّة الانتخابات في العام 2015، فأنّ حكومة أردوغان لجأت إلى أساليب كثيرة عدائيّة وتهديدات كثيرة, أستطيع القول أننا تعرّضنا لهجمات في أكثر من  أربعمائة منطقة، لجأوا إلى التفجير في مسيراتنا ولقاءاتنا في آمد، حيث استشهد خمسة أشخاص وجرح أكثر من أربعمائة شخص. حاولوا افتعال وخلق صراع في مدينة آكري بين الجنود الأتراك والكريلا، فجعل الشعب من نفسه دروعا بشرية وحال بينهما، وكانت النتيجة استشهاد مدني. هاجموا مبانينا في أضنة وميرسين، حاولوا خلق معركة في 7 حزيران 2015 حتى يتهم حزب الشعوب بذلك، ويسحب الشعب ثقته منه. كانت هذه خطّة الحكومة، لكن الشعب لم ينصاع لها, ولم ينجرّ إليها، ولم يتورّط في القتال، وكذلك أحزابنا الكرديّة, وهذا أضحى سببا لفشل خطة ولعبة الحكومة, وأستطيع القول أنه بسبب مشروع حزب الشعوب  الديمقراطية بين العامين 2013 – 2015   الذي دعا إلى السلام دون شروط ودون قتال استطاع دخول البرلمان بهذه القّوة. لأنه لم يكن هناك قتال, وصراعات, وقتل، فأنّ السياسات العنصريّة لم تكن تؤثر على الشعب، وحتى يبقى حزبنا تحت الضغط ولا يحصل الشعب الكردي في روجآفاي كردستان على مكاسبه وأهدافه فأن الحكومة أزالت مشروع السلام من سياستها، وقامت في الثاني والعشرين من شهر تموز من العام 2015 بتفجير  على حدود برسوس، وكانت النتيجة استشهاد ثلاث وثلاثين شابا من كردستان وتركيا, كان هدفهم تقديم المساعدة الطبية والتعليمية لأطفال كوباني، بعد ذلك قتل شرطيان في مدينة ويرانشاه من قبل أيد الغدر الآثمة, وهذا كلّه كان أساساً للبدء بالقتال، وفي تلك الأثناء كانت الحكومة تريد تجريم حزب الشعوب بذلك وتنفّذ جميع سياساتها العنصرية وتـُفشِل من قوّة وعزيمة حزب الشعوب، ورغم ذلك، ورغم كل الممارسات السابقة لم تستطع تحقيق ما كانت تصبو إليه، واستطاع حزبنا الحصول على ستين كرسيّاً في البرلمان.

طبعا كان حزب الـ “AKP” يهدف إلى خلق الاقتتال ثانية, وإلقاء التهمة على حزب الشعوب وبالتالي إفشاله, ولكنه لم يستطيع تحقيق ذلك.

– إذاً، الخلاصة، ما هو سبب عدم حصول حزب الشعوب على ثمانين كرسيًا كما المرة الأولى؟

السبب؛ كان القتال والتهديد والهجمات، إذ روّج لفكرة أنّ من يمنح صوته لحزب الشّعوب فإنما يقوم بذنب كبير, وتهمته عظيمة. هكذا كان التقييم والترويج من قبلهم، ولكن مع ذلك ساند الشّعب حزب الشّعوب ومنحه صوته.

–  تغيّر وضع أردوغان وسياساته المجنونة الآن ولاسيما تهديداته لإقليم كردستان بخصوص الاستفتاء, كيف تنظرون لها. نود أن نعرف ماذا قلتم داخل البرلمان وما كان موقفكم؟

قلتها بدايةً, ما قلناه ونقوله، أنّ كل الشعوب متساوية في الحقوق؛ حق الاستقلال، وتقرير المصير، حق دولي وشرعي وطبيعي, ونحن نقول من حقّ الشعب الكردي في باشور كردستان أن يعبّر عن إرادته، وكذلك الشعب في روجآفاي كردستان.

نحن نحترم ما يقرره الشعب ونضع هذه الإرادة تاجاً فوق رؤوسنا, أمّا حكومة AKP التي تدّعي أنها تساند الشعوب المضطهدة، وتساند حتى حق الشعب العربي في فلسطين, لماذا تتغير مواقفكم إذاً حينما يتعلّق الأمر بالشعب الكرديّ، وكذلك الأمر بالنسبة لليساريين الذين يرفضون حق الشعب الكرديّ، لذا نحن ننظر إلى الأمر على أنه حق شرعي.

للأسف، فأن موقف أحزاب ” MHP- AKP- CHP” حول القضية الكردية وتسويتها وحلّها  – بكل تأكيد – متشابهة تماماً، تتّحد مواقفهم حينما يتعلق الأمر بالكرد وقضيتهم، وتكون نظرتهم سلبيّة، وعدم تحمّل للأمر الواقع.

لذا أستطيع القول أن الحزب الوحيد المعارض داخل البرلمان هو حزب الشعوب الديمقراطية.

– كيف كانت ردود أفعالهم حين أيّدت الاستفتاء في إقليم كردستان داخل البرلمان؟

لا أخفيك, أصابتهم حالة من الهيستريا، لم يبقَ شيء حتى يلقي بي رئيس البرلمان خارجاً، كان على وشك ذلك صراحة، وطلب مني الاعتذار الفوري، فقلت له لا بأس، دعني أكمل حتى النهاية, لتعرف ما سأقوله.

أقولها ثانية, أنا مُصِّر على كلامي وموقفي, وأعيده, لأنها كانت الحقيقة، ليس بوسع المرء أن يدير ظهره لها، مهما كانت النتائج، علينا أن نمشي بموجبها.

أقولها صراحة، لو أن هناك مطالبة بحقوق الشعب التركماني في باشور, فأن أنقرة كانت ستصفّق لهم, ولو أن استفتاء الاقليم كان متعلقا بالشعب التركماني لصفقت أنقرة لهم وساندتهم بكل قوّتها، إذاً ماذا يعني ذلك؟ لا تفسير للحالة سوى أنها عداء للشعب الكرديّ. على الأقل في الخمس سنين الأخيرة فأن حزب AKP  يعادي جميع الكرد، لا يهمّها اسم الحزب أيّاً كان, ولا يهمّها الكرد في أي جزء, فقط يكفي أن يكونوا كرداً حتى تعاديهم الـ “AKP – MHP”، وهذه هي استراتيجيتهم، لقد أزيل القناع الذي كان يغطّي وجوههم، وهناك شيئان أسقطا ذلك القناع، أولهما معركة كوباني، وثانيهما استفتاء الاقليم.

الشعب الكردي لا يعاديّ أي شعب آخر, ولكنّه لا يرى نفسه أقل شأنا من أي شعب آخر، لن نكون سلطة على أي شعب, وكذلك لن نرضى أن نكون عبيداً لأي شعب. نحن فقط نطالب بالمساواة في الحياة والعيش، لذا يحتاج الكرد الآن إلى وحدتهم وأن يتفقوا على نقاط مشتركة, لا قوّة تستطيع صون إقليم كردستان سوى الاتفاق الكردي – الكردي، وكذلك روجآفا. لا نطالب أن تتحد كل الأحزاب الكرديّة في حزب واحد، وإنما أن تتحد هذه الأحزاب قدر المستطاع في أحزاب عدّة.

علينا أن تكون كلمتنا واحدة في النقاط المشتركة, والمصالح القوميّة، كمثال يجب أن تكون للأحزاب الكرديّة في روجآفا استراتيجيّة موحّدة، تتألف من عدّة نقاط ومواد، ليسيروا على نهجها، وتكون هذه الاستراتيجيّة مشتركة بين الجميع، وكذلك في شمال وشرق كردستان، يجب بناء مؤسسة تجمع الأحزاب الكرديّة، ولنسمّها بالمؤتمر القوميّ أو تحت أي مسمّى آخر، توضَّح فيها النقاط والمطالب التي يتفق عليها الكرد في الشرق الاوسط، وكذلك مطالب الكرد في جميع أنحاء العالم.

ساندت جميع الأحزاب الكرديّة في باكور كردستان رأي الشعب في استفتاء الاقليم واحترمته، وكذلك تـُولي هذه الأحزاب الأهمية والاحترام لرأي الشعب في روجآفاي كردستان وهذا إنْ دلّ على شيء فإنما يدل على أنّ الشعب الكردي واحد، وبقلب واحد، فلمَ تختلف الأحزاب على بعض في النقاط ولا تتفق؟

ودّعنا بالأمس المام جلال الذي أحني له هامتي بكل احترام لأنه بذل جهداً كبيراً في سبيل القضية الكردية، ويجب ألا ننسى أنه كان له بصمة كبيرة في السعي للاتفاق الكردي – الكردي، بصراحة، رأيت أمس كيف يكون الموت سبباً لحياة البعض مرّة أخرى، لقد ولد المام جلال أمس مجددا، في قلب أربعين مليون كردي مرة أخرى، وسيبقى في قلوب الكرد وكردستان مدى الحياة.

ناضل مام جلال بالأمس نضالا كبيرا، تمثّل في حضور كل الأحزاب الكردستانيّة معاً، جمعتهم نفس المشاعر والأحاسيس، وعلينا أن نحافظ على هذه الوحدة ونتابعها مستقبلاً، لو استطعنا أن نحافظ على هذه الوحدة، ثق تماماً أنّه لا أحد يستطيع النيل من الكرد مهما كانت التهديدات قويّة وخطرة.

كيف تقيّمون وتتابعون الوضع السياسي في روجافا كردستان والمكتسبات التي حصل عليها الكرد؟

قبل كل شيء، أشكر جميع الشعب الكردي والمناضلين في روجآفا، لأنهم يحمون وطنهم أولا، ويحمون كرامة الإنسانيّة ثانية، وأنا واثق أنّ الكفاح المسلّح على وشك الانتهاء، وسيبدأ الكفاح الدبلوماسي. وعلى الكرد في تلك المرحلة من الكفاح والنضال المسلح  – فدتكم روحي ونفسي – أن يكونوا موحّدين، يجب أن تكون الدبلوماسيّة  مشتركة بينهم، حتى لا تذهب دماء الشهداء سدىً، لذا فهي أيام وأوقات لها خصوصية جداً في روجآفا، أقولها بلهفة قلب كبيرة، لأن مستقبل وقدر باكوري كردستان أيضاً مرتبط بمستقبل روجآفاي كردستان، وكذلك قدر إقليم كردستان أيضاً مرتبط بروجآفا وباكور كردستان، قدرنا يجمعنا.      

اتفاقية سايكس – بيكو قسّمت جسدنا وحتى عقلنا إلى أربعة أجزاء، واليوم بعض الدول الاقليميّة وبالأخص الدول المجاورة تحاول العمل على استمرار اتفاقيّة سايكس بيكو.

كيف تقيّمون مستقبل القضية الكردية في روجافاي كردستان؟

القضية الكردية وصلت إلى المستوى الدبلوماسي، ومثلما قلت إذا بنينا دبلوماسيّة مشتركة فأنها ستحقق أهدافها وستبقى. طبعا النجاح وحده لا يكفي، لكن يجب المحافظة على ذلك النجاح والاستمرار فيه, وهو النجاح بعينه.

برأيي، أنه سيبدأ العمل الدبلوماسي بعد فترة قصيرة وستظهر الشروط الدبلوماسيّة، وأعتقد أنّه دون الكرد لن تكتمل مشاريع السلام في روجآفاي كردستان.

كما نرى ويرى العالم أجمع أنّ المعادي الوحيد الأكثر شراسة للكرد الآن أنقرة، وإذا اتفق الكرد فبوسعهم حينها إفشال مخططات أنقرة أيضاً.

– كيف تقيّمون سياسات حزب الاتحاد الديمقراطي في روجآفا ولا سيّما مع الأحزاب المعارضة؟

 كحزب الشعوب نقترح أن لا نستخدم لغة التهديد والوعيد ضدّ بعضنا كأحزاب كرديّة،  المعارضة حالة ديمقراطية, ولكن ليس من حق أي شعب كرديّ أن يعادي الحزب الآخر، الشعب لا يطلب منّا هذا، إنما يطلب ويتمنّى العكس، ولو سألتني عن العداء بين الأحزاب الكرديّة في أي جزء كردستاني، لقلت أنه من المحرّمات. واقتراحي لجميع أخوتي وأخواتي السياسيين في أجزاء كردستان الأربعة أن نطّور الديمقراطية فيما بيننا.

– ماذا عن المشروع الفدرالي في روجآفاي كردستان؟

رأي الشعب في روجآفاي كردستان موضع احترام وثقة لدينا ونحن نسانده،  ما يهمّنا هو رأيهم، لأن أهل مكّة أدرى بشعابها.

برأيي الفدراليّة مناسبة لروجآفا, وهو حلٌّ مقبول، لكن يجب أن تنضج, وتكون ذات مضمون، لأنّ الشّعب الكردي فشلت ثوراته عشرات المرات حينما كانت فارغة من محتواها.

– كلمة أخيرة للشعب الكردي والسياسيين الكرد في روجآفاي كردستان؟  

أقولها لجميع الشعب الكردي وجميع السياسيين الكرد أن خلاصنا وخلاصكم في الاتفاق، الاتفاق، الاتفاق، وأقصد الاتفاق الكردي. توحّدوا أيها الكرد، إنْ لم نتّحد، كما قال الشاعر أحمد الخاني، سنفشل واحدا واحدا. سنتّحد بإذن الله وستكون الحريّة من نصيب الكرد، وسيكون الأمان والديمقراطية من نصيب جميع  شعوب المنطقة.

نشر هذا الحوار في العدد (67) من صحيفة Buyerpress

بتاريخ 15/10/2017

أوصمان بايديمر