رويترز- Buyerpress
قال نشطاء معارضون ومدنيون وكذلك المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات عسكرية يعتقد أنها روسية قتلت ما لا يقل عن 60 مدنيا أثناء محاولتهم الفرار من القتال الضاري في محافظة دير الزور بسوريا عندما استهدفت قواربهم الصغيرة وهم يحاولون عبور نهر الفرات.
وأضافوا أن الطائرات استهدفت زوارق مطاطية وقوارب تحمل عشرات الأسر الفارّة من مدينة العشارة على الضفة الغربية للفرات جنوبي مدينة دير الزور عاصمة المحافظة.
وقال عبد الله العقيدات وهو من أبناء القبائل في شمال سوريا وعلى اتصال بأقارب له في المنطقة ”شنت الطائرات الروسية موجة ثانية من الضربات على القوارب التي كانت تفر عبر النهر مما تسبب في سقوط مزيد من الضحايا بين من هرعوا لإنقاذ ناجين من الضربات السابقة“.
وتلقي روسيا بثقلها العسكري وراء حملة الجيش السوري لاستعادة المحافظة الواقعة على حدود العراق، وتتبارى مع القوات الأمريكية لانتزاع المنطقة من تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي العام الماضي دمرت طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة جسورا كانت تربط قرى إلى الشمال الشرقي من نهر الفرات ببلدات على الضفة المقابلة.
ورغم أن الهدف هو قطع خطوط الإمداد عن المتشددين، دفعت الهجمات البعض لاستخدام القوارب والعبارات لاجتياز النهر وروافده، وقطعت شريان حياة عن المدنيين مما تسبب في رفع أسعار السلع والغذاء.
وقال مدنيون كانوا يقيمون بالمنطقة وعلى اتصال بذويهم إن 15 مدنيا قتلوا في ضربات جوية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية على بلدة الكرية إلى الشمال مباشرة من مدينة العشارة المطلة على النهر.
ويفر الآلاف من سكان المحافظة الشرقية من مناطق الصراع إلى بلدات ومدن نجت نسبيا من القتال.
وأقام الروس جسرا فوق الفرات قرب مدينة دير الزور لنقل القوات والعتاد.
وشن المتشددون هجوما مضادا مباغتا وقالوا إنهم قتلوا عشرات من أفراد القوات السورية والقوات البرية الروسية ومقاتلين تدعمهم إيران، واستردوا قطعا من الأراضي.
وبث تنظيم الدولة الإسلامية تسجيلا مصورا لمصابين قال إنهما جنديان روسيان أسرهما في محافظة دير الزور. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة الشريط.
ويسعى الجيش السوري للتقدم باتجاه مدينة الميادين الواقعة بالمحافظة على بعد 44 كيلومترا جنوب شرقي مدينة دير الزور.
والميادين معقل رئيسي للدولة الإسلامية استهدفه أيضا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي كثف هذا العام قصفه للتنظيم في مدن وبلدان بوادي الفرات.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطيران الروسي كثف ضرباته في محافظة دير الزور في الأيام الأخيرة. ووثق المرصد مقتل 185 مدنيا على الأقل من بينهم ما لا يقل عن 45 امرأة وطفلا خلال خمسة أيام من القصف الجوي.
وترفض روسيا اتهامات المعارضة وجماعات حقوق الإنسان بأن حملة القصف أودت بحياة آلاف المدنيين منذ تدخلها بشكل رئيسي قبل عامين على نحو حول الدفة لصالح الرئيس السوري بشار الأسد.
وتعرضت عشرات المستشفيات ومراكز الدفاع المدني للقصف فيما وصفته المعارضة ”بسياسة الأرض المحروقة“ لشل الحياة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. وتقول روسيا إنها لا تهاجم إلا متشددين إسلاميين.