Buyerpress
خبراء يؤكدون أن للضجر جانبا إيجابيا إذ أنه يحفّز خيال الطفل ويخرج رغباته الدفينة إلى العلن.
يعبّر الأطفال عن مللهم بالعزوف عن اللعب والطعام وربما الانزواء بعيدًا عن الآخرين والتقلب في فراشهم، وقد يتسبب هذا الملل في مشاكل كثيرة لهم خاصة إذا كانوا في عمر السنوات الثلاث أو الأربع الأولى.
ويشير خبراء التربية إلى أنه من الصعب استقطاب انتباه طفل يراوح عمره بين السنوات الثلاث والأربع لأكثر من عشرين دقيقة، حيث يعاني الطفل في هذه المرحلة العمرية صعوبة في التركيز على لعبة واحدة أو نشاط واحد لفترة طويلة، ومن الطبيعي جدًا أن يملّ من أيّ لعبة بسرعة ما يدفعه إلى الإسراع عند والدته ليخبرها بأنه يشعر بالضجر وبأنه يريد أن يفعل شيئًا آخر أو يجلب لعبة أخرى، وهذا يكون مؤشرًا على أمر آخر يرغب الطفل في إطلاع والدته عليه، إلا أنه لا يعرف سبيلاً إلى ذلك سوى التململ.
ويتحدث الخبراء عن أسباب كثيرة تؤدي جميعها إلى الشعور بالملل منها أن يشعر الطفل بأن والدته منهمكة جدًا في أعمالها، وللتعبير عن استيائه من عدم اهتمامها به يتخذ قراره في عدم القيام بأيّ نشاط أو عمل ويفتش عن طريقة ما ليشعرها بالذنب، فيأتي ذلك على شكل التململ وإعلان ضجره.
وقد يكون الطفل معتادًا علي تبديل الأنشطة وهو ما يشعر بالضياع إذا لم يكن لديه ما يقوم به.
ويسعى الطفل للحصول على عاطفة والدته وحنانها أحيانًا كثيرة، فعندما يقول الطفل “أشعر بالملل” ربما يقصد القول إنه خائف أو حزين، وفي هذه الحالة كل ما يحتاج إليه هو القليل من الحب والحنان والشعور بالاطمئنان ولو بقبلة صغيرة
ويستمتع بعض الأطفال باللعب بمفردهم في حين يفضل قسم آخر اللعب الجماعي، وقد يستعيض عنهم باللجوء إلى أمه، وأكثر الأطفال الذين يصابون بالملل في المنزل هم الذين اعتادوا الذهاب إلى الحضانة أو المدرسة حيث اللعب يكون جماعيا.
ويؤكد تربويون أن للضجر جانبا إيجابيا أيضًا وفق ما يراه الخبراء، إذ أنه يحفّز خيال الطفل ويخرج رغباته الدفينة إلى العلن، كما أن الأم ليست مرغمة على اللعب معه إذا لم تكن مستعدة لذلك، ولا بد أن تكون صارمة في قرارها وأن تشرح له سبب عدم قدرتها على مشاركته اللعب عندما يطلب منها ذلك، لأن الشعور بالإحباط يسهم أحيانًا في حث الطفل على الابتكار والتفتيش عن الشيء الذي يرغب في القيام به.
الأطفال كالكبار يحتاجون للتجديد والتغيير في نمط الحياة، وربما تكون نزهة بسيطة في حديقة ما سببًا في إدخال شعور البهجة للطفل، والأم الحكيمة تستطيع تنظيم برنامج حياة ابنها بشكل متجدد وذلك بإيجاد المزيد من النشاطات له لتنمية رغباته.
المصدر: العرب اللندنية