ماريانا الدمشقيَّة ../ جوان تتر

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ماريانا الدمشقيَّة

في هَذَا الخَوَاءْ,أَمشي وَحيدَاً إلَى جَانِب الأرْصَفَة,تَغْتَالُني الحَاجَةُ إلى الحُبِّ فأتعثَّرُ بأرواح الماضي وتركيباتِه فلا أرى غيرَ الذلّ يلوِّحُ بيديهِ فَرِحَاً,تَعِبَاً,يحملُ ألعابَهُ محتضِنَاً الوقتَ المتبقّي , لا أجِد من أهمس له:أحبُّكَ و أُحبُّكِ, فأصرخُ في وجهِ الإسفلت: أحبّتي يذبلون في مكانٍ يبعدُ عنّي طيراناً ( 40 ) دقيقة .

##

لستُ آبِهَاً لمصيبةٍ هذا المساء , طالَمَا أنّ هناكَ كميّةٌ وافرة من الخمر و- الإنترنِت- بوسعي الآن إقامة عرسٍ في هذهِ الغرفةِ الدمشقيَّة العابقَة, م ..ا ..ر .. ي ..ا ..ن ..ا … هكذا أتهجّى الاسم المدوَّنَ أعلىالباب الخشبي من الداخل مذهولاً,ليس اسماً دمشقيَّاً,

ماريانا!!,ليس لقبَاً لعائلَةٍ عتيقَةٍ,يدخُلُالكرسون بثيابهِ الأنيقَةِ فأتاَمَلُ ثيابي الرثّة وذكرياتي المرقّعة وأسألهُ: من هيَ ماريانا ؟,يصمتُ … من هيَ ماريانا ؟ يقبّلُ جبيني خائفَاً !! يغادِرُ بِرقَّةٍ …

ماريانا !!وهل اللَقَبُ دلالَةٌ عَلَى عَبَقٍ ما ؟ إشارةٌ سحريّة لفعلٍ شؤمٍ ؟!….

لا مجيبَ يطمئنني سوى التَّعَبالمُسْتَشَفُّ من أحرف الاسم …

##

في هذهِ الدروبِ الملتوية التي يرسمهُا القَدَرُ على أبواب الوقتِ لا أملكُ إلَّا وَجهَكِ الشاحب يَلِجُ أعماقَ الرهائِنِ في قلبِ الحَجَرْ, الخطواتُ تسيرُ بي على أرصِفَةٍ أثْنَتْ في الماضي على كنوز العابرين دونَمَا اكتراثٍ لغبارِ الرَّاهنِ التَّعِبْ !!

##

الأصدقاءُ في تجوالهم ليلاً يُبقونَ على مجازات الحبِّ بعيداً,نأيٌ عن الحاضرِ وغوصٌ في وعورَةِ التذكُّرِ واستحضار أرواح من غابوا .