القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي عبدالسلام أحمد لـ Buyer:

من حقنا أن نصل إلى البحر، فالبحر السوري بالنتيجة هو بحرنا، من حقنا أن نذهب لأي مدينة سورية كسوريين

الواقع الموجود اليوم على الأرض يشير إلى أن هناك تقسيم والصراع على الساحة السورية للأسف قد يمتد طويلا.

ليست هنالك مدينة عربية خالصة ولا مدينة كردية خالصة, هي كما للكردي هي للعربي والسريان والآشوري والتركماني وهكذا.

إذا ملك النظام أسباب القوة سيعود مرةً أخرى بقواته إلى هذه المنطقة وسيمارس العسف والجور والظلم، لازال موقفه نفسه من القضية الكردية ولا يعترف بوجود قضية كردية.

نحن لسنا ضد الدولة نحن على تضاد مع النظام ونسعى إلى بناء سوريا ديمقراطية تعددية تشاركية.

 – المجلس الوطني الكردي أفلس من كل النواحي لذلك مطلوب منه أن يعود للبيت الكردي ويعتذر من عوائل الشهداء والشعب الكردي في روجآفا عن مقارباته ومواقفه.

أجرى الحوار: سيرالدين يوسف

مقدمة:

القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي عبدالسلام أحمد

“منذ بدء الحراك الشعبي في سوريا منتصف آذار عام 2011، تصدر الكرد واجهة الاحداث، واحتلوا مكانة متميزة في ذلك الحراك ونجحت الحركة الكردية كرد فعل على جميع سياسات الاضطهاد والتهميش بحق شعبها ،نجحت في بث روح التنظيم في المجتمع الكردي بخلاف بقية المكونات السورية، وتوجيهه نحو رفع الغُبن عن كاهل شعبها والمطالبة بحقوقه القومية المشروعة، فكان ذلك الحراك بمثابة الفرصة الذهبية لتعبير عن ذلك .

أما الفرصة الذهبية الثانية التي اغتنمها  كرد سوريا وتحديداً حزب الاتحاد الديمقراطي، فكانت استدارة الولايات المتحدة الأمريكية ظهرها لقوات المعارضة السورية المتمثلة بما كان يسمى الجيش السوري الحر، بعد محاولات عديدة من تدريبها وتأهيلها على الأراضي التركية وبملايين الدولارات ، فمع وصول المتدربون إلى تخوم الأراضي السورية كانوا يعلنون ولائهم للفصائل الإسلامية المتطرفة وفي المقدمة جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في بلاد الشام مع كامل عتادهم الأمريكي.

أمام وضعٍ كهذا، رأت الإدارة الأمريكية نفسها في مأزقٍ خطير للغاية،  فلربما هي المرة الأولى في التاريخ تُحَارَبْ الولايات المتحدة بسلاحٍ صنعته بنفسها من قبل المتطرفين الإسلامين ، ما شكل سخطاً عارماً داخل دوائر القرار الامريكي، والاتجاه نحو البحث عن شريك سوري يساعد في حربها ضد الجماعات الإسلامية المتطرفة كداعش والنصرة وغيرهما، فوجدت وزارة الدفاع الامريكية ضالتها في قوات حماية الشعب باعتبارها قوات منظمة ومدربة فضلاً عن أن العلمانية من صلب عقيدتها وهذا ما افتقدته الإدارة الأمريكية في الفصائل العسكرية السورية الاخرى، فتطورت تلك القوات فيما بعد الى قوات سوريا الديمقراطية بانضمام بعض العناصر العربية اليها الا ان قوات YPG ظلت تشكل عمادها الرئيس، ومع ذلك ذهبت محاولات الادارة الامريكية ادراج الرياح في تبديد مخاوف حليفتها تركيا من تصاعد نفوذ قوات حماية الشعب الكردية.

اذاً الكرد وعبر قوات سوريا الديمقراطية حليف وشريك استراتيجي للولايات المتحدة الامريكية كما يصرح مراراً بذلك معظم مسؤولي الادارة الامريكية وعلى رأسهم الرئيس ترامب، ولا يُخفى ان هذه الشراكة  تقتصر حتى اللحظة على الجانب العسكري فقط، دون الجانب السياسي، فبعد التضحيات العظيمة التي بذلها الكرد من دماء ابنائهم مازال الالغاء والتهميش والاقصاء بحقهم  سيد الموقف من جانب حليفهم الامريكي .

هواجس ومخاوف وترقّب يكتنف معظم الشارع الكردي من التعامل الانفصامي للإدارة الامريكية حيال الكرد ومستقبل قضيتهم في سوريا، ما لم تمارس تلك الادارة ضغوطات جدية لإشراك الكرد في المحادثات الدولية حول مستقبل سوريا وضمان حقوقهم في نظام ديمقراطي تعددي فيدرالي”.

– بداية لو نتحدث عن الخارطة السياسية المتوقعة في سوريا عامة، وروجآفاي كردستان خاصة؟

من المعلوم بأن الحراك الذي بدأ في سوريا في آذار 2011، الحراك السلمي تحول إلى حراك مسلح بسبب مقاربة النظام الذي نظر إلى الجماهير التي نزلت إلى الشوارع تطالب بالحرية والكرامة على أنها جماعات إرهابية، بالطبع، تعقّد الوضع شيئا فشيئا، قوى إقليمية وقوى دولية لها أجندات ولها مصالح على الأرض السورية، كل جهة سعت إلى تحقيق مصالحها وانحرفت الثورة عن مسارها بدخول الجماعات الإسلامية الراديكالية، الجماعات السلفية بمختلف مسمياتها وشهدت المناطق السورية حالة من الحرب الأهلية.

الساحة السورية حاليا تعجّ بالجماعات المسلحة وانقسمت الساحة السورية إلى مناطق تقاسم النفوذ بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، بالطبع إيران من جهة، وتركيا أيضا أخذت كعكتها من الأرض السورية، ولازلت تحاول أن توسع من مساحة هذه الكعكة، لكن باستطاعتنا أن نقول أن الكرد اليوم أصبحوا رقما مهما في هذه المعضلة.

– أفهم منك أستاذ عبد السلام أن سوريا ذاهبة إلى التقسيم؟

ما هو موجود على الأرض هو التقسيم، لأن كل قوى تسعى إلى تحقيق أهدافها من خلا جبهات القتال، لا النظام في وارد إيجاد حل سلمي لهذه الأزمة ولا المجموعات المسلحة خارج قوات سوريا الديمقراطية تمثّل حقيقة مطالب الشعب السوري، إنها راديكالية سلفية تسعى إلى إعادة  الشعب السوري آلاف السنين إلى الوراء، لذلك لا يبدو في الأفق أمل في إيجاد مخرج سلمي للأزمة أو أن تتوافق القوى المتصارعة اليوم في سوريا للوصول إلى توافقات وإيجاد مخرج لهذا النفق المظلم الذي دخلته سوريا.

الواقع الموجود اليوم على الأرض يشير إلى أن هناك تقسيم والصراع على الساحة السورية للأسف قد يمتد طويلا.

– لو نتطرق إلى مستقبل العلاقات الكردية – الكردية في ظلّ هذه الظروف العصيبة التي تمرّ بها الحركة الكردية؟

كانت هناك عدّة رؤى في قراءة المشهد السوري، نحن كحركة المجتمع الديمقراطي اخترنا طريق التآلف لأننا وجدنا بأن الصراع يتجه نحو الصراع على السلطة واستبدال النظام الحاكم المستبد بأصحاب الجبب والعمائم بعد أن دخلت الجماعات الراديكالية الإسلامية ورفعت شعارات وجدنا بأنها شعارات تدعو إلى إقامة نظام إسلامي سنّي، بينما الطرف الآخر الكردي قراءته كانت بأن النظام قاب قوسين أو أدنى من السقوط، لذلك احتمى بالمعارضة ولم يجد في نفسه الثقة بأن يخطّ أو حتى أن يأخذ دور القيادة وجد نفسه تابعا، انضم للمجلس الوطني السوري وفيما بعد الائتلاف، عندما انضم إلى الائتلاف اعتقد بأن النظام سينتهي، بالأخص بعد الضربة الكيميائية على الغوطة، أيضا هناك رؤيتين مختلفتين هاتين الرؤيتين جعلت الطرفين يتباعدان.

– ألا يمكن الجمع بين هاتين الرؤيتين!؟

الرؤية الأخرى بدأت تتكشف بأن أصحابها أفلسوا من كل النواحي  حتى على الصعيد الدولي، الائتلاف الذي يضم المعارضة  بدأ يخفت دوره ولم يبقَ له ذاك الاعتبار والوزن.

عندما انعقد اجتماع أصدقاء الثورة السورية في تونس كان هناك أكثر من مئة وعشر دول هم أصدقاء الشعب السوري، اليوم لم يبقَ من يرعى الائتلاف سوى تركيا وقطر، لذلك المجلس الوطني الكردي وجد في الائتلاف مظلة له، كما قلت أفلس من كل النواحي لذلك مطلوب منه أن يعود للبيت الكردي ويعتذر للشعب الكردي في روجآفا عن مقارباته ومواقفه التي – حقيقة وفي محطات كثيرة – أضرت بهذه المسيرة، ويعتذر من عوائل الشهداء الذين ضحوا بدمائهم واستطاعوا أن يحققوا هذه المكتسبات اليوم في روجآفا وشمال سوريا.

– المجتمع الكردي بدأ يتخوف ويتساءل عن الحالة التي وصلت إليها أحزاب الحركة الكردية، هل من حلول ورؤى مستقبلية بشأن الحوار الكردي – الكردي؟

نحن أبدا لم نغلق الأبواب أمام أي تقارب أو حوار كردي – كردي، جسم الحركة الكردية السياسيّ بمجمله اليوم موجود في روجآفا إلّا البعض الذي ارتأى أن يطير خارج السرب، والكل يتابع مآلات عاقبة هذا الطرف واصطفافاته اليوم في خندق الحكومة التركية حقيقة، وهذا ما يؤسف له، ومواقفهم التي تتناغم مع مواقف الحكومة التركية، لذلك هذه الهواجس التي يثيرها البعض هي مبالغة فيها.

مشروع فيدرالية شمال سوريا سائرة بخطوات ثابتة وتحقق النجاحات، لنا عشرات الحلفاء والأصدقاء وقوى عسكرية ضاربة أثبتت وجودها وحلفاء كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا، اليوم نحن في خندق واحد في محاربة الإرهاب، وأصبحنا الطرف الأساسي والندّ للنظام وحلفاءه في المنطقة.

هذا البعض يطالب بالسلطة مع العيب لو تنازلتم قليلا؟

نحن لم نبحث عن السلطة، ونرفض مفهوم السلطة، بل نقول إدارة المجتمع, ونحن دعوناهم للاشتراك في هذه الإدارة, وليس بخافٍ أننا وقّعنا معا مسودة مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية وبناءً على  طلبهم قدّمنا بعض التنازلات في هذا الجانب, لكن للأسف هم اعتقدوا واهمين بأن النظام ساقط, لذلك تركو سفينة الإدارة الذاتية الديمقراطية وانتقلوا إلى سفينة الائتلاف, سفينة الائتلاف كانت ذاهبة حقيقة باتجاه الغرق وهي تغرق الآن، فلذلك نحن لم نرفض أبدا الحوار، اليوم هذه الإدارة هي إدارة ائتلافية هناك مجموعة من الأحزاب تتشارك في إدارة المنطقة من الكرد والعرب والسريان، وأحزاب أخرى خارج الإدارة لكنها تأخذ موقع المعارضة، المعارضة التي تنظر إلى الجانب المليء والفارغ أيضا من الكأس.

لو نتحدث عن السبب المباشر للاعتقالات السياسية، وإغلاق مكاتب أحزاب المجلس الوطني الكردي هنا في روجآفاي كردستان؟

أنا لا أسميها اعتقالات سياسية، المجال مفتوح أمام الجميع ليعبّر عن رأيه كما يشاء، الذين تمّ توقيفهم لم يعتقلوهم, تمّ توقيفهم بناءً على أوامر قضائية لأنهم خالفوا القوانين الصادرة عن الإدارة الذاتية الديمقراطية، لأنهم يرفضون هذه الإدارة جملة وتفصيلا، لا بل يعلنون عداءهم لهذه الإدارة وسعيهم مع أعداء الشعب الكردي وأعداء هذه الإدارة على هدم ما تمّ بناءه هؤلاء يرتكبون جنح ومخالفات وجنايات هي وفق التوصيف القانوني, أشخاص يجب محاسبتهم, ولم يُعتقلوا لأنهم أبدوا رأيا أو موقفا، اليوم هناك العديد من قنوات الراديو ووسائل الإعلام وعشرات المكاتب الحزبية التي تنشط وتعمل، لكن وفق القانون الذي انبثق من إرادة المجتمع، قد تعتري هذه القوانين بعض النواقص ليست في مستوى القوانين الصادرة في دول أصبح لها سنوات. لكن بالنتيجة يجب أن يُدار هذا المجتمع وأن تنظم الحياة وفق القوانين.

لما لا يتمّ تقديمهم إلى المحاكمة؟

هم يقدمون للمحاكمة، قد لا تكون محاكمات علنيّة، أنا معك أضم صوتي لصوتك يجب أن يتمّ محاكمتهم محاكمات علنية, وأنا كعضو قيادي في حركة المجتمع الديمقراطي طالبت الرفاق مراراً في مجلس القضاء بأن يُحال هؤلاء وفق الأصول للقضاء  لينالوا العقوبة المناسبة.

لو عدنا إلى الموضوع الأساسي للحلقة ونتحدث عن الوجود الأمريكي في روجآفي كردستان, ما مدى جدية هذا الوجود في الأراضي الكردية؟

نحن لم نجلب القوات الأمريكية, كما أننا لم نجلب القوات الروسية, هي قوى عظمى لها مصالحها في المنطقة, والمعلوم الإرهاب اليوم يشكل خطراً على العالم جميعاً, القوات الأمريكية التي تحارب الإرهاب, حاربته في أفغانستان وفي العراق, لذلك في معارك كوباني عندما وجد بأن هناك قوات قتالية بارعة, قوات شجاعة تلحق ضربات موجعة بهذا التنظيم الإرهابي, قدمت هذه القوات الدعم لوحدات حماية الشعب, والأمريكان لهم مصالحهم في المنطقة. وكما قلت هناك صراع  اليوم على منطقة الشرق الأوسط, والولايات المتحدة الأمريكية لها مصالحها العظمى في المنطقة.

ما مستقبل هذه القوات والمشاريع التي تعمل عليها الولايات المتحدة الأمريكية في روجآفي كردستان في ظل سيناريوهات الحل  لسوريا من قبل القوى الدولية؟

منطقة روجآفا شمال سوريا هي من ضمن مناطق النفوذ الأمريكية, والأمريكان لم يتركوا هذه المنطقة, وإذا تركوها, إذا سيتركون المجال مفتوحاً أمام الروس والإيرانيين, والمعروف أن روسيا وإيران وسوريا في خندق واحد وللإيرانيين مشروع, إذ كان يسمى في السابق مشروع الهلال الشيعي.

أحدهم, وهو الخزعلي, قال أننا نتجه إلى إقامة البدر الشيعي, لذلك الأمريكان لهم مصالح في هذه المنطقة الموقع الجيواستراتيجي لسوريا والعراق يفرض على الأمريكان أن يكون لهم  تواجد وتواجد قوي في هذه المنطقة, وبالطبع في نطاق التحالف مع قوى الكبيرة وخاصة نحن محيطين بالأعداء من الجهات الأربعة, الموقع الجيواستراتيجي أيضاً لإقليم كردستان جعلته أن يقع بين أنياب أربعة دول لها أيضاً مصالحها. حقيقة لا ترحم الشعب الكردي ووصل الحد بهم إلى استخدام السلاح الكيماوي.

هل لديكم تخوف من أن تنهي أمريكا العلاقة معكم بعد القضاء على تنظيم داعش؟

لا أعتقد ذلك, بالأخص والكثير من القيادين  السياسيين الكرد يريدون أن يجعلوا بعض المقارنة بين ثورة المرحوم ملا مصطفى البرزاني سنة 1975عندما انهارت إثر اتفاقية الجزائر وبين ما يجري الآن, حقيقة لا مقارنة, وقتها كان هناك أكثر من مئة ألف من البيشمركة تحمل السلاح, لكن للأسف المرحوم ملا مصطفى البرزاني قال “لا ثورة كردية بعد الآن”.

اليوم ليس هناك من يستطيع القول لا ثورة كردية في روجآفا, نحن اليوم نملك من القوة ونسيطر على مساحة جغرافية واسعة ليس بالهين والسهل إنهاء هذه الثورة, هذا إذا قرر الأمريكان الانسحاب أو رفع الغطاء مثلا عن قوات سوريا الديمقراطية, وكما قلت المنطقة بالطبع منطقة استراتيجية وللأمريكان مصالحهم في المنطقة عندما ينشرون قواعد عسكرية في هذه الجغرافية إذا هناك مشروع يمتد لسنوات وحتى هناك  متغيرات في المنطقة لم يعد لتركيا ذلك الدور والأهمية.

أثناء الحرب الباردة, كانت تركيا وإيران مصدّاً للتمدد الشيوعي, الأتراك يفقدون يوماً بعد يوم وزنهم واعتبارهم في الساحة الدولية خاصة بعد تبوء الاسلاميين مقاليد الحكم في تركيا. تركيا ذاهبة باتجاه أسلمة الجيش وأسلمة المجتمع وهذا ما يخيف الولايات المتحدة الأمريكية ويخيف الأوروبيين, لأن للعثمانيين مع الأوروبيين تاريخ مؤلم وللعثمانيين الحقوا ضرراً كبيراً بالأوروبيين.

– مؤخراً اجتمعتم مع موفد رسمي من وزارة الخارجية الأمريكية هنا في قامشلو, هل لك أن تضعنا في صورة اللقاء وما تمّ طرحه من قبلكم  ومن قبل الدبلوماسي الأمريكي؟

حقيقة لقاءات عديدة تحدث مع الغربيين وأجانب يزورون المنطقة وهذا بالطبع يشير إلى أن هناك اهتمام بهذه المنطقة وانفتاح غربي على مناطق روجآفا وشمال سوريا, هناك إعجاب بهذه الإدارة التي استطاعت في هذا البحر المتناقض من الفوضى والنار التي تلتهم المحيط, استطعنا أن نؤسس إدارة تجمع مكونات المنطقة من الكرد والعرب والسريان والآشور.

بالطبع هناك إعجاب بهذه التجربة, إعجاب بهذه القوات العسكرية التي استطاعت تحقيق الانتصارات رغم حالة الحصار المفروضة على المنطقة استطعنا أن نؤمن مستلزمات العيش الكريم لسكان المنطقة.

– لما هذا التكتم والغموض الذي يكتنف جميع لقاءاتكم مع الجانب الأمريكي في الشق السياسي أنا أقصد, بينما تجد دولة كالولايات المتحدة الأمريكية تتفاخر بتحالفها مع قواتكم العسكرية, ألا ترى أن المشككين الذين يقولون أن هذا التحاف آني ومؤقت هم على حق؟

الولايات المتحدة أمام خيار إما دعم قوات سوريا الديمقراطية أو الاتراك ويختارون دعم قوات سوريا الديمقراطية, إذا حققنا في الجانب السياسي أيضاً, خطوات جيدة والانجازات سياسية ستظهر لا استطيع القول في قادم الأيام, لكن في الشهور القادمة ستظهر ويتم تلمسها.

في صلب هذا الموضوع خصومكم السياسيين أيضاً يتهمونكم بأنكم بيادق بيد الولايات المتحدة, متى ما انتهت في حربها ضد داعش ستدير ظهرها لكم، وحجتهم في ذلك أن أمريكا لا تكترث ولا تمارس أي ضغط حيال إشراككم في المفاوضات الدولية حول مستقبل سوريا، كيف ترد على الأمر؟

طبعاً هذه تمنيات لهم يتمنون أن تتحقق ولكنهم سيخيب أملهم في هذا الجانب، ماذا حصلوا من هذه المؤتمرات التي حضروها، هي مؤتمرات لتضييع الوقت، في الوقت الذي كانوا هم يمضون أوقاتهم في السياحة السياسية في سويسرا واسطنبول واستانا نحن كنا نحقق وننجز على الأرض وما ننجزه على الأرض سيبقى وهم لم يحصلوا على خفّي حنين.

– أستاذ عبدالسلام أنتم تتعاملون مع أهم قوتين دوليتين، أين وصلت التفاهمات مع الطرف الروسي بشأن عفرين وإيصالها مع المدن الكردية الأخرى؟

– التدخل التركي في جرابلس جاء بتوافق إيراني سوري وحقيقةً روسي أيضاً، كما قلت لكل دولة مصالحها، فاحتلال تركيا لجرابلس والباب جاء مقابل ترك حلب لمصيرها المأساوي، فموضوع ربط عفرين وكوباني قد يطول الأمر والحرب سجال والحرب لم تنتهي بعد على الساحة السورية، المجموعات التي دخلت جرابلس بدعم تركي هي جماعات راديكالية إسلامية وساحة المعركة هي طاولة شطرنج قد تتنقل البيادق من مكان لمكان لآخر.

تقصد مشروع وصل الكانتونات الثلاثة؟

– ليس بالضبط، يعني موضوع إيصال الكانتونات أو عدم إيصالها متروك للمستقبل، لكنه مشروع لنا ومن حقنا أن نربط هذه الكانتونات بعضها ببعض لكن التدخل التركي حال دون ذلك، والتدخل التركي بالطبع جاء بتوافق فالأتراك ما كانوا ليجرؤوا أن يخطو خطوة واحدة باتجاه الحدود السورية لولا الضوء الأخضر الروسي والإيراني، والمعلوم أن الروس والإيرانيين والأتراك والسوريين مهما كانت درجة الاختلاف بينهم إلا أنهم يتفقون في مواجهة الشعب الكردي.

أين وصلتم بشأن المنفذ البحري؟ وهل كما يشاع سيكون هذا المنفذ الرئة الأساسية لإعلان دولة كردستان في باشور كردستان؟

موضوع المنفذ البحري, لا أدري, تصريح صدر عن إحدى الرفيقات، ولا أدري مدى واقعية هذا التصريح, ولكن كما قلت الحرب سجال, ولم تنتهي الحرب بعد في سوريا ولم تتوضح ملامح سوريا المستقبل بعد.

– لكن هناك خارطة لروجآفاي كردستان وهي موصولة بالبحر!

هناك البعض من يرسم ولا نحول بين البعض ورسم الخرائط، لكن الواقع شيء والتمنيات شيء آخر.

هذه الخارطة موجودة في ممثليات الإدارة الذاتية.

طبعاً هناك كرد في جبل الأكراد في اللاذقية وهناك قرى كبيرة وعديدة متناثرة في هذه المنطقة لكن الخرائط ترسم، البعض يرسم هذه الخرائط أنا أيضاً حقيقةً وجدتها في مقر الإدارة الذاتية.

هي موجودة في ممثليات الإدارة الذاتية في الخارج!.

من حقنا أن نصل إلى البحر، فالبحر السوري بالنتيجة هو بحرنا، من حقنا أن نذهب لأي مدينة سورية كسوريين، لكن البعض يحول بيننا وبين أن نذهب إلى الرقة أو دير الزور ونحن بالمحصلة سوريون, وهذه سوريا لكل أبنائها, ليست هنالك مدينة عربية خالصة ولا مدينة كردية خالصة, هي كما للكردي هي للعربي والسريان والآشوري والتركماني وهكذا.

– هل لديكم علاقات مع النظام السوري في ظل المستجدات الراهنة ؟

ليست علاقات بالشكل الذي يحبّ البعض أن يصورها, هناك مربعات أمنية موجودة في المنطقة, مثل مربعات الحسكة والقامشلي، نحن محكومون لخدمة شعبنا، لا يخفى بأن هناك آلاف الموظفين ممن يتقاضون الرواتب، والآن هناك مطار، ونحن بحاجة لمطار لتأمين انتقال أبنائنا إلى الجامعات السورية وكذلك نقل المرضى تعرفون بأننا محاصرون من كل الجهات ولازالت القيود المدنية والوثائق وجوازات السفر والهويات, فسوريا لازالت عضو في الأمم المتحدة وممثلها الجعفري ممثلاً عن سوريا، ولازالت السفارات السورية مفتوحة في كل بلدان العالم، نحن لسنا ضد الدولة نحن على تضاد مع النظام ونسعى إلى بناء سوريا ديمقراطية تعددية تشاركية ولكن هذه مؤسسات هي مؤسسات الدولة ونحن لا نسعى إلى هدم الدولة، نحن نسعى لتغيير نظام بكافة بنيته ومرتكزاته.

– كيف يتابع النظام السوري مشروع الفدرالية الذي طرحتموه كرؤية حل نهائية للأزمة السورية؟

– النظام لازال على عهده وكأن هذه البلاد لم تدخل معركة مدمرة أخذت الأخضر واليابس، حقيقةً إذا ملك النظام أسباب القوة سيعود مرةً أخرى بقواته إلى هذه المنطقة وسيمارس العسف والجور والظلم، لازال موقفه نفسه من القضية الكردية ولا يعترف بوجود قضية كردية في روجآفا وسوريا، حتى المعارضة السورية الممثلة بهيئة التفاوض مع النظام هم أيضاً على نفس شاكلة النظام وهم الوجه الآخر لهذا النظام، لذلك لن تجد في سوريا من يدعي بأنه معارض للنظام يقبل بهذا المشروع، على الأقل الموجودين في حضن تركيا والسعودية وقطر.