دبلوماسي أوروبي يصف وثيقة دي ميستورا بالـ”غامضة”

العربية نت- Buyerpress

تميّز اليوم الثاني من الجولة السادسة من مفاوضات جنيف حول سوريا بضجة إعلامية حول جملة قالها المبعوث الأممي، ستيفان ديمستورا، لأعضاء وفد المعارضة السورية أثناء استقباله لهم مساء الأربعاء في مقر الأمم المتحدة.

فأثناء النقاش حول وثيقة كان ديمستورا قدمها الثلاثاء للوفد تحت اسم “الآلية التشاورية حول المسائل الدستورية والقانونية”، قدم وفد المعارضة مذكرة تضمنت عدداً كبيراً من الاستفسارات والتحفظات على ما تضمنته الوثيقة لناحية تولي مكتب المبعوث الخاص رئاسة الآلية التشاورية التي ستضم خبراء من الأمم المتحدة ومن المعارضة و النظام ومن المجتمع المدني والدول المعنية بالحل في سوريا، على أن تقدم هذه الآلية التشاورية أفكاراً لوفدَيْ النظام والمعارضة حول صياغة دستور جديد لسوريا وعقد مؤتمر حوار وطني. وبحسب مصادر متعددة في وفد المعارضة إلى جنيف فقد تراجع ديمستورا عن وثيقته أمام تحفظات الوفد، قائلاً إنه مستعد لسحبها لكن المعارضين طلبوا فقط تعديلها وإعادة صياغتها.

وأوضح أعضاء في وفد المعارضة لـ”العربية.نت” أن محور اعتراضهم على وثيقة المبعوث الأممي هو خشيتهم من أن تتحوّل الأنظار، بتواطؤ من الروس، عما تعتبره المعارضة الهدف الرئيسي من مفاوضات جنيف وهو تحقيق الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي على أن يُصار لاحقاً وفي ختام المرحلة الانتقالية إلى إنشاء جمعية تأسيسية تتولى صياغة مسودة دستور تُعرض على الاستفتاء العام، في حين تهدف وثيقة دي مستورا إلى تجاوز هذا الترتيب الذي نصت عليه قرارات أممية للوصول فوراً إلى مرحلة صياغة الدستور.

وفي معرض تبريرها للتحفظ على وثيقة ديمستورا تساءلت مصادر في المعارضة كيف يمكن الحديث عن دستور جديد إذا كانت الأسرة الدولية عاجزة عن تحقيق أي تقدم نحو تنفيذ البندين الثاني عشر والثالث عشر من القرار 2254 اللذين ينصان على وقف إطلاق النار وفك الحصارات والإفراج عن المعتقلين خصوصاً من النساء والأطفال ووقف القصف على المدنيين وإيصال المساعدات إلى المحتاجين إليها ووقف عمليات التهجير القسري والتغيير الديموغرافي؟

وفي السياق نفسه، وصف دبلوماسي أوروبي بارز لـ”العربية.نت” وثيقة ديمستورا حول المسائل الدستورية بالغامضة، داعياً إلى إيضاح هدفها واقتراح أن يشمل تعيين خبراء السلال الثلاث الأخرى التي اتُّفق عليها في الجولتين السابقتين، وهي إصلاح نظام الحكم وإجراء انتخابات ومحاربة الإرهاب، كي لا يبدو الأمر وكأنه محصور بالدستور ما يقلق المعارضة لناحية الاهتمام بإحدى السلال الأربع على حساب الثلاث الأخرى.

وحذّر الدبلوماسي نفسه، الذي يشارك في مفاوضات جنيف منذ جولاتها الأولى، من أن يتحول الخبراء الذين يقترح المبعوث الأممي الاستعانة بهم في موضوع الدستور إلى مفاوضين وأن يصادروا دور هؤلاء في نهاية المطاف ويصبحوا صانعي القرار بالنيابة عنهم.

وفي ظل غياب المؤتمرات الصحفية خلال هذه الجولة في مقر الأمم المتحدة بقرار من ديمستورا، تبقى قليلة المعلومات التي تتسرّب إلى خارج قاعات التفاوض، فيما يلتزم وفد النظام بالتكتم والصمت.

وكان ديمستورا قد أكد لدى بدء الجولة الحالية من التفاوض أن وفد النظام السوري جاء إلى جنيف لإجراء مفاوضات جادة، رداً على سؤال عن رأيه بتصريحات لرئيس النظام، بشار الأسد، الأسبوع الماضي قال فيها إنه لا جدوى من مفاوضات جنيف.

الأمم المتحدةالمعارضة السوريةديمستورامفاوضات جنيف