عقد المجلس الوطني الكردي اجتماعا استثنائيا اليوم الأحد الرابع عشر من أيار/مايو في قامشلو, حيث أوضح بعد انتهاء الاجتماع وفي مؤتمر صحفيّ أهم القرارات التي اتخذه ومنها قرار إعادة فتح مكاتبه المغلقة والاستمرار في النشاطات ونضاله ضد ممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي حسب وصفه.
وعقد المؤتمر الصحفي الذي تطرّق فيه عبدالصمد برو عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني الكردي وعضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سوريا إلى الوضع الحالي للمجلس, وضرورة فتح مكاتبه, مناشدة القوى الكردستانية والوطنية لوضع حدّ لهذه الممارسات من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي..
وجاء في كلمته:” يعقد هذا الاجتماع اليوم في ظل ظروف حساسة في كردستان سوريا, وسوريا بشكل عام، حيث يناقش الوفد الكردي الآن في الرياض في اجتماعاته على المستوى الدولي، كممثّل عن القضية الوطنية الكرديّة، ليستطيع إحقاق القضيّة الكرديّة هناك بين القوى الدوليّة”.
وأضاف برو:” لكن – للأسف-على الارض هناك الكثير من الممارسات السيئة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي بحقّ المجلس الوطني الكردي الآن، هذه الممارسات التي أصبحت اليوم محور نقاشنا بدل الحديث عن كيفيّة وطريقة الحفاظ على مكتسباتنا التي بلغناها عن طريق النضال والمقاومة منذ التأسيس في العام 1957، وحتى الآن، إلا أن تدهور وضع المنطقة بسبب هذه الممارسات حال دون ذلك”.
وأوضح برو أن يد المجلس الوطني الكردي كانت ممدودة منذ اليوم الأول لاندلاع الثورة السورية للتنسيق والتعاون، لأنه كان يرى نفسه أنه يستطيع تحقيق المطالب الكردية في كردستان سوريا، ليبقى الشعب على أرضه، وتكون الكلمة والقوة الكردية موحّدة، وليستطيع وفده تعريف بقية الدول بعدالة القضية الكرديّة بموقف موحّد على حدّ تعبيره.
وتابع برو:” لذا توجهنا إلى الاتفاقيات، والتي عقد منها ثلاث، وكان هدفنا منها وضع هذه الاتفاقيات في خدمة القضية والشعب الكردي، لكن معظمها فشلت بسبب عدم التزام حزب الاتحاد الديمقراطي بمضمونها”.
وأكّد برو على أن حزب الاتحاد الديمقراطي منع المجلس الوطني الكرديّ من الدفاع عن مناطقه بواسطة قوته العسكريّة في هذه المرحلة الاستثنائيّة التي تمرّ بها المنطقة الكرديّة. منوّهاً:” فكلّنا ضدّ الارهاب، ومنذ اليوم الأول أبدى المجلس موقفه ضدّ الإرهاب والعمل على تسوية سياسيّة للأزمة السوريّة داخليّاً. بل عمد الحزب إلى فتح قنوات اتصال مع النظام وأعوانه، وتحاول كتم وكبت الحياة السياسيّة في سوريا عن طريق تلك الممارسات”.
ورأى برو أنه:” قد تمّ إفراغ المنطقة الكردية بسبب تلك الممارسات من التجنيد الاجباري والضرائب المفروضة على الشعب، وإغلاق مكاتب المجلس تباعاً، بينما مكاتب بقيّة الأحزاب ومنها حزب البعث موجودة في المنطقة الكردية، هؤلاء الذين لا يزالون مستمرين في اعتقال قادة المجلس الوطني الكردي والسياسيين والمثقفين”.
واستنكر برو تفرّد حزب الاتحاد الديمقراطي بالسلطة:” نحن كمجلس وطني كردي نعلم أن هؤلاء أقاموا محاكمهم، وكتبوا قوانينهم وعقدهم الاجتماعي لوحدهم دون مشاركتنا، بل حسب نظرتهم وفلسفتهم وايديولوجيتهم. لذا فأننا نرى أنها غير شرعيّة، ولن نقبل بهذه السياسة قط, ولن نطلب منهم التراخيص بهذا الشكل”.
وقال أيضاً:” نؤكد لشعبنا ولرفاقنا في السجون بأننا سنستمر في نضالنا السياسي وفتح مكاتبنا، نضالنا الذي لم يستطع النظام المستبدّ أن يثنينا عنه، ولا تزال أسماء رفاقنا ومناضلينا مدوّنة على جدران زنزاناتهم”.
وأشار برو إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي – في هذه المرحلة التي تنهار فيها دعائم الأنظمة المستبدة يوماً بعد يوم – يحاول أن يعيد التاريخ ويفرض أيديولوجيته وفلسفته بقوة السلاح في كردستان سوريا وضدّ الكرد فقط، وهذا أمر غير مقبول.
وناشد برو جميع القوى الكردستانية والقوى الدولية ذات التأثير داخل كردستان سوريا بالتدخّل، وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكيّة التي تحارب الإرهاب. مشيراً إلى :” أنهم كلهم في الوقت نفسه ضدّ الإرهاب، وقوّاتنا من بيشمركة روج جاهزة للدخول، ونحن ضدّ أن تقام محاكم ثوريّة من قبل الطرف الآخر لقمع الحياة السياسيّة، وحقوق الإنسان”.
ونوّه برو إلى أن :” الأبواب مفتوحة – على المستوى الدولي – أمام المجلس الوطني الكردي، لأنها الممثّل للشعب الكردي، ممثلونا الآن مجتمعون في الرياض, يناقشون التغيّرات ضمن الإطار التنفيذيّ لدى الائتلاف، هذه التغيرات التي طالبنا بها والتي تمثّلنا, ومن أجلها نناضل، إذا لم تتحقق تلك التغيّرات فأن المجلس لن يكون مستعدّاً لحضور تلك الاجتماعات، وسيعقد مؤتمره الصحفي, وسيعلن عن مرجعيّة للمجلس الوطني الكرديّ، لأن الخيارات ستكون مفتوحة أمام المجلس الوطني الكرديّ إذا لم تتحقق هذه المطالب، لأنها تستمدّ قوتها من شعبها, لها عمق كردستاني، وستطالب بوفد كردستاني مستقلّ – إذا اقتضى الأمر- حسب حقوقها القومية ضمن كردستان سوريا. وبناء عليه فأن هذا الشعب الذي يعيش على أرضه داخل كردستان سوريا لن يقبل أن يكون موجودا في المعارضة وليست له حقوق وطنية كرديّة”.
وشدّد برو على أنهم:” كنا مع التسوية السياسية منذ البداية, وهذه التسوية لن تكتمل إذا تم تجاهل القضية الكردية داخل جنيف في الهيئة العليا وعلى طاولة المفاوضات”.
ووجه برو في كلمته التي ألقاها في المؤتمر الصحفي رسالة إلى حزب التحاد الديمقراطي مفادها:” سنستمر في نشاطاتنا ونضالنا ما دامت هذه الممارسات مستمرّة، ونحيي صمود المعتقلين في زنازينهم، وأؤكّد مرة أخرى لحزب الاتحاد الديمقراطي أن اعتقال النشطاء والسياسيين وإغلاق المكاتب، لا يدخل في المساومات السياسيّة قطّ, ولن تكون سببا لوقف نضالنا. كانت يدنا ممدودة دوماً, والآن اتفاقية دهوك هي الفيصل بيننا على الصعيد الوطني, لتوحّدنا بنقاطها الثلاث، السياسيّة، والإداريّة ، والعسكرية”.
واختتم عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني الكردي عبدالصمد برو كلمته بالقول:” بوسع حزب الاتحاد الديمقراطي التحاور مع جميع القوى الموجودة على الأرض عدا الحوار في ممارساتها ضد المجلس الوطني الكردي والقضيّة الكرديّة. أؤكد ثانية أن الوحدة والتنسيق على المستوى الوطني الكردي لن يتم ولن ينجح إلا عن طريق اتفاقية دهوك الأخيرة، وأن نضالنا لن يتوقف بسبب أية ممارسات”.
إعداد غرفة أخبار Buyer