استبعد الصحفيّ الكردي همبرفان كوسا حدوث أيّ صراع عسكري في روجآفا باعتبار المنطقة هي منطقة نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية والتي بدورها قامت بإنشاء قواعد ومطارات عسكرية على طول شريط غربي كردستان من رميلان وصولاَ لكوباني، وعين عيسى، هذا الأمر يجعلنا نستبعد وجود أيّ صراع في هذه الفترة أو حتى في المستقبل حسب وصفه.
معتبراً أن قصف قره جوخ كان محاولة تركيةَ لتشتيت الصراع العسكري في سوريا، ومحاولة تغيير موازين القوى على الأرض لتقسيم النفوذ الاقليمي والدولي في سوريا، وإنشاء دور تركي في عملية تحرير الرقة من قبضة تنظيم داعش الإرهابي
وفيما يأتي نص الحوار كاملاً:
– تؤكد التسريبات أن هناك اتفاق روسي تركي, وقصف قره جوخ كانت صفقة تركية روسيّة لعرقلة حملة الرقّة. ما هو تقييمك للموضوع؟
أعتقد الأصحُ أن نقول أن هُناك اتفاق أمريكي روسي تركي في قصف قره جوخ، الطائرات التركية لم تتحرك من قواعدها العسكرية في تركيا دون موافقة الولايات المتحدة الامريكية، وقوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
بالعودة إلى الرغبات التُركية فهي واضحة من حيث الرغبة في القضاء على الوجود العسكري الكُردي في غربي كُردستان، ومدن شمال وشمال شرقي سوريا أو كما تُصرح هي بمحاربة تواجد حزب العمال الكُردستاني.
من جهةٍ أخرى، فهي محاولة تركيةَ لتشتيت الصراع العسكري في سوريا، ومحاولة تغيير موازين القوى على الأرض لتقسيم النفوذ الاقليمي والدولي في سوريا، وإنشاء دور تركي في عملية تحرير الرقة من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، والأهم من كل ذلك سبب تدخل تركيا الأهم حالياً في الأزمة السورية ألا وهو إفشال إقامة كيان كردي في سوريا.
– تشير التسريبات أن اتفاق آستانة السرّي هو تهيئة مناطق آمنة في الداخل السوري منها إدلب وشمال حماة وحمص, دمشق ودرعا, ولن تكون مناطق روجآفا ضمن المناطق الآمنة. ألا ترى أنها جائزة مقدّمة لتركيا؟ ماهي الأسباب برأيك؟
لا أعتقد أنها كانت جائزة مقدّمة لتركيا، ولا اعتقد أنّ هناك فائدة تركية في غياب مناطق روجآفا عن المناطق الآمنة، على العكس فهي رسالة أمريكية واضحة المعالم تقول بأن المناطق التي تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية الشعب هي مناطق آمنة أساساً، وهي مناطق نفوذ أمريكية، ولا تحتاج إلى اتفاقات، بعكس مدن إدلب وشمال حماة، وحمص ودمشق ودرعا التي تشهد صراعات عسكرية عنيفة بين التنظيمات الإسلامية الراديكالية المدعومة من تركيا وقوات النظام السوري مدعوماً بميليشيات إيرانية ولبنانية وبدعم من الطائرات الروسية.
– الهدف الرئيسيّ من عملية وقف اطلاق النار هو إفشال المخطط الأمريكي, لعرقلة الأخير من السيطرة على الحدود السوريّة العراقيّة، وعدم تمكّنه من الوصول إلى حدود قوّات سوريا الديمقراطية. إلى أي مدى سينجح هذا المخطّط؟
المخطط الأمريكي في المنطقة وفي الشرق الأوسط ككُل أكبر من أن يتم إفشاله بوقفٍ لإطلاق النار في مناطق سوريةَ. إضافةَ أن روسيا وتركيا تحاولان ان يكونا ولو جزءاً من المشروع الامريكي، الذي هو بالتأكيد في الطريق إلى النجاح، أو على أقل تقدير تجاوز مراحل كثيرة ناجحة، حتى لو حدثت فيه بعض الانتكاسات أثناء فترة الانتخابات الأمريكية الاخيرة.
كما أن الولايات المتحدة الامريكية تسيطر على الحدود السوريّة العراقيّة منذ سنوات وهذا الأمر واضح وصريح، وليس مشروعاً ليتم إفشاله، أو انجاحه، فمعبر سيمالكا بين حدود جنوبي وغربي كردستان يومياً تستقبل عشرات الشاحنات المحملة بالأسلحة والذخيرة من قوات التحالف، ومن الولايات المتحدة، وبالتالي يُمكننا القول أن الولايات المتحدة تسيطر على الحدود السوريّة العراقيّة أو على أقل تقدير تسيطر على أغلبه، دون أن ننسى أنه موجود في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
– تشير بعض التسريبات أيضاَ ان الاتفاق الروسي التركي يقضي بوجوب تعامل القوات التركيّة مع قوات النظام، وهناك تسريبات بأن تركيا أبدت موافقتها لروسيا على دخول جيش النظام والسيطرة على مناطق روجآفا. ما هو مصير المنطقة سياسيّا وعسكريّاً- برأيك – إن حدث ذلك؟
الحكومة التركية أوضحت أكثر من مرة أنه لا مانع لديها من دخول قوات النظام إلى المناطق الحدودية شريطة انسحاب المقاتلين الكُرد، كل هذا بالتأكيد جاء لإفشال أيّ مشروع كردي حالياً، أو مستقبلاً من شأنه أن يكون مساعداً في بناء كيان كردي، لكن في المقابل لا أعتقد أن روسيا ستكون جادة كثيراً مع تركيا فيما يخص الملف الكُردي، فقبل أيام وضعت روسيا دوريات عسكرية لجيشها على حدود تركيا مع عفرين لمنع أيّ استهداف تركي لقوات سوريا الديمقراطية.
سياسياً لا أعتقد أنه ستكون هناك إيجابيات كثيرة خاصة في ظل غياب ممثل حقيقي يُلبي مطالب ورغبات الشارع الكُردي، وغياب دبلوماسيين كرد عن المؤتمرات الدولية بخصوص سوريا، وعدم وجود مطلب واضح للتيارات، والأحزاب السياسية الكُردية.
في الجانب العسكري أستبعد حدوث أيّ صراع عسكري في روجآفا باعتبار المنطقة هي منطقة نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية التي بدورها قامت بإنشاء قواعد ومطارات عسكرية على طول شريط غربي كردستان من رميلان وصولاَ لكوباني، وعين عيسى، هذا الأمر يجعلنا نستبعد وجود أيّ صراع في هذه الفترة أو حتى في المستقبل.
إعداد- غرفة أخبار Buyer