“حمّام القامشلي” .. من المعالم القديمة للمدينة

خاص – Bûyerpress

– كان دوام الحمّام من الثانية عشر ظهراً إلى السادسة مساءً للنساء.. ومن السادسة مساءً إلى الثانية عشر مساءً للرجال.

– لا تزال آثار السينما التي تم إغلاقها عام 1968، كغرفة آلة العرض والجدار الذي كان بمثابة الشاشة موجودة حتى اليوم.

شارع البلدية أو شارع حارة “طي” أو شارع الحمّام، كما درجت عليه التسمية نسبةً إلى حمّام قديم بني في ذلك الشارع وأضحى مَعْلماً من معالم مدينة قامشلو..

وعن بناء الحمام يقول خاجيك خجادوريان وهو أحد أهالي الحي المسنّين , ولا زال يسكن الحيّ نفسه :”  بُني الحمام من قبل الدكتور بوغوص كوتوبيان الأرمني الأصل عام 1923، بعد نزوله إلى القامشلي من تركيا وذلك بعد صدور الفرمان، حيث عمل حلاقاً لدى عائلة قنطار, وعند قدوم الفرنسيين عمل معهم ممرضاً فتعلم الطب، وفي تلك المدة بنى ذلك الحمام ، كما بنى بجانبه دار سينما”. مشيراً إلى أن الشارع العام كان معظمه عبارة عن بساتين بينما كانت الأراضي الملاصقة للحمّام والسينما ملكاً لميشيل دوم رئيس بلدية قامشلو حينها.

خاجيك خجادوريان وهو أحد أهالي الحي المسنّين يشير إلى ما تبقى من معالم

ويضيف خجادوريان :” كان الدكتور بوغوص يملك دارين سينما، أحدها صيفي والآخر شتويّ، الشتوي كان في سوق الخضرة الحالي حيث باعه فيما بعد لعائلة “ترزي باشا”، بينما كان الصيفي بجانب الحمام الذي كان مبنياً بشكلٍ أساسي من الحجر، وكان السقف عبارة عن طين مسنود بحديد سكة القطار”.

وعن وصف الحمام وبنائه يقول خجادوريان:” عند الدخول للحمام من الباب الرئيسي كانت هناك ثلاثة درجات تؤدي إلى صالون صغير، تليها خمس درجات إلى صالون كبير، جدرانه مغطاة بحصير، وعليها (علاقات) للمناشف والثياب ويتوسط الصالون بحرة، وتتبعه حجرات الاستحمام, حيث هنالك ستة أجران، ثلاثة للمياه الباردة وثلاثة للمياه الساخنة، بالإضافة لحجرة التكييس”.

وعن دوام الحمام وخصوصيته يوضح خجادوريان أن الحمام كان مفتوحاً على مدى اليوم:”  فكان دوام الحمام من الثانية عشر ظهراً إلى السادسة مساءً للنساء، ومن السادسة مساءً إلى الثانية عشر مساءً للرجال, ومن السادسة صباحاً إلى الثانية عشر ظهراً أيضاً للرجال. كما تم تخصيص يومين في الأسبوع للعسكريين، حيث يدخل خمسون شخص كل دفعة, وكل دفعة لعشرة دقائق، لافتقار ثكنات الهجانة حينها إلى الحمامات”.

ويتابع خجادوريان:” عند الدخول إلى الحمام يستلم الزبون كيساً ليضع فيه جميع أغراضه، حيث الأجرة كانت نصف ليرة، وأغلب الزبائن كانوا يستقلون “الحناطير” بعد الاستحمام إلى منازلهم، وكانت تقسم إلى “حنطور” بحصان وبحصانين”.

مستودع الحطب – الحمام سابقاً

وقد ارتاد جميع أهالي مدينة قامشلو من كرد وعرب وسريان وأرمن هذا الحمام، لأنه لم يكن في ذلك الوقت أي تمييز بين الديانات أو القوميات أو الطوائف على حد وصف المواطن خاجيك خجادوريان.

واستمر الحمام بالعمل بإدارة أبناء الدكتور بوغوص بعد وفاته حتى عام 1978، ثم توقف عن العمل بسبب نشوء خلافات بين أبناء الدكتور بوغوص بعد وفاته بعشرة أعوام, لأن الدكتور بوغوص كان متزوجاً من اثنتين على خلاف الشريعة المسيحية.

وعن ما آل إليه حال الحمّام حالياً قال خجادوريان:”  تم بيع أرض الحمام لتوما لحدو عام 1992، وحينها كانت معالمه الأساسية وأغلب هيكله الخارجي مهدوماً، حيث كان مهجوراً وقتها لأكثر من عشرة سنين, وشيد في مكانه مستودعاً للحطب، بينما لا تزال آثار السينما التي تم إغلاقها عام 1968 بعد وفاة الدكتور بوغوص موجودة حتى اليوم، كغرفة آلة العرض والجدار الذي كان بمثابة الشاشة”.

غرفة آلة العرض في السينما
الجدار الذي كانت تعرض عليه الأفلام
إحدى غرف تخزين الكراسي للسينما
السينما

نشرت هذه المادة في العدد “61″ من صحيفة Buyerpress تاريخ 15/3/2017