خاص”Buyerpress”
بعد تحرير مساحات كبيرة من الأراضي السورية على يد قوات سوريا الديمقراطيّة وسيطرتهم على بعض المعابر الحدودية بدأ التدفق لأعداد كثيرة من السيارات الأوربية المستعملة إلى المناطق المحررة بشكل عشوائي وغير منظم.
وبحسب بعض المواطنين وذوي العلاقة بهذه التجارة فإن لهذه الحالة سلبيات جمّة مثل التأثير على الحالة الاقتصادية ووجود أعداد كبيرة من هذه السيارات تسير بدون لوحات مما يسبب خللا في النظام المروري، إضافة إلى أن أغلب السائقين يسيرون بها بسرعات جنونية بين الأحياء كونها لا تحمل أيّة لوحة تدل على صاحبها..ومن سلبياتها أيضاً ارتفاع تكاليف الإصلاح بسبب إدخال سيارات مستعملة لا يوجد معها قطع غيار.
ومن محاسن استيراد هذه السيارات أنها حققت حلم المواطن في الحصول على سيارة بمواصفات عالية وبأسعار مقبولة، بينما كان الحصول على سيارة حلم صعب المنال للمواطن السوري، كما أنها ساهمت في خفض أسعار السيارات الأخرى، ومن محاسنها أيضا دخول عدد كبير من السيارات التي تعمل على الديزل و هذا أقل كلفة للمواطن حيث كان النظام لا يسمح بدخول هذه السيارات إلى سوريا.
وعن الأنواع الشائعة يرى ادريس محمد خليل وهو صاحب مكتب شيخو للسيارات في مدينة كوباني أن الأنواع الشائعة هي كيا و H100 وفان H1 ومن السيارات السياحية مازدا، أسعارها مقبولة وقطع غيارها متوفرة لهذا يقبل الناس على شراءها.
ويوضح خليل أن هذه السيارات تأتي من منبج عن طريق سرمد ويحتكرها تجار كبار، يدفعون للجمارك على كل سيارة، لأنهم يمرون من مناطق الجيش الحر، وذلك بحسب نوع السيارة فسيارة الفان H100 وH1 تدفع خمسمئة دولار والسيارات السياحية مئة أو مئتين دولار.
أمّا عن المصدر الأساسي لهذه السيارات يقول خليل: ” تأتي من بلغاريا إلى تركيا ومن تركيا تدخل إلى سوريا، البلغاريون لم يعد يستخدمونها لأنها قديمة، سعر السيارة هناك ألف دولار وهنا تباع بسبعة آلاف دولار، تركيا تأخذ ضريبة على كل سيارة، والجيش الحر، وهنا أيضاً، بعد أن ندفع الضرائب المترتبة على السيارة نقوم بتسجيلها بشكل نظامي من المرور، وبذلك تكون السيارة مرخّصة للسير في كافة مناطق روجآفا. ثلاثة أرباع السيارات المدخلة لروجآفا تأتي من تركيا، كانت تدخل كل ليلة خمسين سيارة، وبعد وصولها لكوباني تدفع جمركتها.”.
وتابع خليل الحديث عن مصادرها بالقول:” تأتي بعض السيارات من العراق أيضاً، من الموصل، إلى الرقة، ومنها لأعزاز، فكوباني، العديد من سيارات الإدخال تكون سيارات مسروقة، أو أن صاحبها يبيعها ويدّعي أنها احترقت أو سرقت، وذلك ليقدم البنك له تعويضاً”
وعن أسباب بيع السيارات من نوع شيفروليه بسعر زهيد يوضح خليل أن ذلك يعود إلى ندرة قطعها المفقودة، وهي تباع بحوالي ثلاثة آلاف وخمسمئة دولار.
أما بنكين محمد قادر وهو يعمل أيضا في هذا المجال يقول:” تأتي السيارات من بلغاريا لتركيا منها إلى منبج فكوباني عن طريق التجار، وندفع الجمارك في مركز جمارك روجآفا عند جسر قرقوزاك، وتختلف الضريبة بحسب نوع السيارة، وأكثر الأنواع المرغوبة هي مازدا 626 وكيا وH100 وفان H1، قطع غيار السيارات من نوع هيونداي متوافرة بشكل كبير، على حد علمي لا يوجد تأمين على هذه السيارات بعد تسجيلها في روجآفا”.
أما الرسوم حسبما يوضح شيخي فهي أربعة أنواع وبحسب الليرة السورية:
1- سيارات صغيرة خاصة (خمسة عشرة ألف).
2- سيارات صغيرة عامة (عشرون ألف ليرة).
3-سيارات متوسطة عامة (ثلاثون ألف ليرة).
4-سيارات كبيرة عامة (أربعون ألف ليرة).
ويعاني سكان كوباني بسبب الحرب والدمار كثيراً من جهة أصحاب السيارات الذين فقدوا ثبوتيات السيارة بسبب الضياع أو الحرق أو التلف تحت الأنقاض، لكن الإدارة تقوم بكثير من التسهيلات لتسجيلها بعد أخذ بعض الإجراءات اللازمة حسبما يوضّح شيخي.
القطع غير المتوفرة، وتململ الميكانيكيين عن العمل فيها وإصلاحها إضافة إلى تذرعهم بعدم وجود قطع غيار لهذه السيارات، حيث لا بدّ من الانتظار حتى التوصية من حلب أو دمشق وأحيانا من إقليم كردستان، وربما يطول الانتظار أشهراً، دون جدوى، وتضطر في النهاية إلى بيعها بالقطع، أي تفكيكها وبيعها.
كل هذه الأسباب مجتمعة تجعل المواطن ولا سيما محدود الدخل أن يتريّث كثيراً قبل الإقدام على هذه الخطوة، والتي قد تجعله بقية حياته يسعى لتعويض ما فاته.
نشر هذه المادة في العدد 60 من صحيفة Buyerpress.. تاريخ 1/3/2017