أقدم طبيب في قامشلو: لن أترك “الجزيرة”.. لديّ مرضى وأنا ملتزم بعلاجهم

الدكتور حسن مهوس

آرزيف رشيد- Buyerpress

الدكتور حسن مهوس من أقدم الأطباء في منطقة الجزيرة، له من سنين العمل ثمانٍ وثلاثين، ولا يزال قائماً على رأس عمله حتى الآن، وقد قامت مؤخراً نقابة أطباء سوريا – نظراً لقدمه – بتكريمه من بين مجموعة من الأطبّاء.

عمل الدكتور مهوس سنة كاملة كوكيل معلم، قبل حصوله على بعثة طبية من الحكومة حيث كان الأول على دفعته من القامشلي، درس الطب البشري لسبع سنوات في الاتحاد السوفييتي وتخرج بدرجة امتياز(شرف)، وبعد عودته لسوريا التحق بالوظيفة كطبيب صحة مدرسية.

وفي الثالث والعشرين من أيلول/سبتمبر عام 1979 افتتح عيادة  خاصة بمدينة ديرك لمدة شهر ونصف، انتقل بعدها إلى مدينة قامشلو وفتح عيادة في بيت عربي استأجره من أحد أصدقائه بجانب مطعم الصمود، بقي هناك حوالي الستة أشهر، والتحق بعدها بالجيش لسنتين ونصف، وانتقلت خدمته في السنة الأخيرة إلى ثكنة الهجانة كطبيب عسكري، حيث أنهى خدمته في عام 1983.

استقر الدكتور حسن مهوس أثناء السنة الأخيرة من خدمته العسكرية في عيادته الحالية خلفاً للدكتور محمد شيخو، كما تابع اختصاصه في الأمراض الداخلية عن طريق المراسلة، ولكن لم يسجل بشكل رسمي بسبب عدم قدرته على تغيير إقامته لأنه كان موظفاً حينها، وبذلك يكون الدكتور مهوس مختصّاً بالأمراض الداخلية ولكن يمارس الطب الداخلي العام.

كان رقمه عندما قدم إلى مدينة قامشلو وسجل في نقابة الأطباء آنذاك ثمانية عشر أو تسعة عشر، وفي ذلك الوقت كان هناك – حسبما يروي مهوّس- الدكتور قاسم ومحمد خير واحدي وأبو سعود والدكتور شيخموس خضر وعثمان مسكي وعبدالجبار يوسفان وحنا أنطون وغسان ناصيف وموريس نوفل وسميرة آحو وعصام شعار ورياض وراثة وزوجته الدكتورة ماري عيسى وأيضاً الدكتور دارا والدكتور محمد شيخو.

وعن الوضع الطبي في قامشلو سابقاً قال الدكتور مهوس:” الاختصاصات كانت قليلة وأغلبية الأطباء كانت اختصاصاتهم “عامة”، فقط كان الدكتور حنا أنطون “اختصاص نسائية” وموريس نوفل “اختصاص جراحة” والبقية – على حدّ علمي –  كلهم أطباء عامّون”.

وأضاف مهوس:” عانينا سابقاً الكثير، أتصور أنه لا يوجد زقاق في قامشلو أو قرية بريف قامشلو إلا وقد تلوّثت أحذيتنا بوحلها، فلم تكن هناك مشافي أو مستوصفات وقتها، كان الوضع مأساوياً من ناحيتنا كأطباء، فكنا نُطلب في جميع الأوقات حتى في منتصف الليل وفي وقت الغداء”.

وتابع مهوّس:” كانت مخابر الأشعة والتحاليل أيضاً قليلة، ولكن بصراحة الأدوية كانت متوافرة، فكنا نضطر لإرسال المرضى إلى الداخل لأخذ صورة أشعة والآن كل شيء متوفر، وأول مشفى نظامي أسس كان مشفى “نافذ” وبعدها افتتحت “الرحمة” و”النور” وبقية المشافي، كنا فقط نقوم بجراحات أولية كتفجير الخراجات والكتل الشحمية”.

ونظراً لسنوات عمله الطويلة فقد مر الدكتور مهوس بالكثير من المواقف منها المأساوية ومنها الطريفة وفي هذا الخصوص بين مهوّس أن ندمه الوحيد هو عدم تدوين المواقف الطريفة التي مرت معه في سنوات عمله الطويلة.

وحول سبب عدم هجرته من روجآفا حتى الآن قال مهوّس: “لن أترك منطقة الجزيرة لأن لدي مرضى أنا ملتزم بعلاجهم بهم منذ افتتاحي للعيادة وإلى الآن، فأنا أعمل طبيباً منذ ثمانٍ وثلاثين عاماً، ولا أستطيع أن أتخلى عنهم ولن أتخلى إن شاء الله”.

في ظل الأزمة التي تعيشها المنطقة وما نتج عنها من فوضى وتردّي الخدمات من جميع النواحي المعيشية اشتكى مهوس من عدم وجود مرجعية طبية كما في جميع دول العالم، تقرر ما إذا كان خطأ الطبيب مقصوداً أو غير مقصود، عند وقوع حوادث كالوفاة مثلاً، ويوضّح مهوس:” أن الناس تستبق الحكم على الطبيب بأنه جاهل وغير خبير أو أن ما حدث كان مقصوداً من قبله، فلا يوجد طبيب في العالم يريد إيذاء مريضه”.

واختتم الدكتور حسن مهوس حديثه بالقول :” معاناتنا الكبرى في ظل هذه الأزمة أننا نتألم لأجل المريض، فأسعار الأدوية عالية، وأدوية المرضى المصابين بأمراض مزمنة كالسكري والضغط مفقودة أو موجودة ولكن بأسعار عالية فمن جهتنا نحاول قدر الإمكان تخفيف العبء المادي على المرضى”.

جدير بالذكر أنه بحسب إحصائية نقابة أطباء سوريا فإن عدد أطباء سوريا المسجلين 103000 طبيب، منهم 70000 في الخارج، و العدد الكلي للأطباء في الجزيرة 1766 طبيب منهم فقط 659 على رأس العمل ومتواجدون في الجزيرة.