هَرْ وا نَبو وهَرْ وا بُو ..

د. عماد خلف

د. عماد خلف

أين أيامه عندما كان يردّد مقطوعته البيتهوفعنترية في جميع المناسبات الروجآفاوية الفرحية منها والحزنية؟ أين أيامه ولحظاته الملهبة لكوفندات التسلسل الشبابي التدريجي مابين صاحب الموتور الأغلى والمزركش بعبارة (أفين بحره)  القابض لرأس الدبجة بمسباحه القصير ذو عشر حبات وخليله مالك أجمل كشة حمام جقجليه وقلابيه، يختلط المزيج مابين بائع دخان عاشق لدرجة الهيام لابنة صاحب دكان في نهاية الحارة، ويختتم الصف بطالب باكالوريا راسب، اختصاصه تنزيل المقاطع والأغاني الثقافية لهم مقابل تعليم الرقص الكرمانجي والدكافي والدفاع عنه بأوقات المعارك العشقية. وجميع ماذكر سابقا كانوا يتمايلون كأغصان زيتون عفريتي أمام هبوب نسائم آتية من عامودا عاصمة الخبراء في ديلانا كرمانجي “طعج الساقين” ، أين أيامه في فصول الرقص البطيء السلو وأغنيته التركية المترجمة للكردية وهو كالشبح المختفي لايظهر منه إلا صوته لكبر وحجم قالب الكاتو وسكين البرك الأصفر الكبير لعدم تواجد السيف الدمشقي النموذجي؟

أين أيامه في السكوت وبضع كلمات لتفجر القاعة بالأهازيج المردلية الحماسية بعد انتهاء فترته الطعامية المدفوعة مسبقا ومعه حرية الاختيار مابين وجبة كباب عند مشاركة صاحب الحفل المأدبة أو تحولها الى وليمة فلافل عمالية على أعتاب جسر جقجق بعد غياب صاحب الحفل؟

أين أيامك يامن وضعنا صورك على أغلفة دفاتر الابتدائي والإعدادي أحيانا عندما تتأخر فترة البلوغ الرومانسي لدى فئة الشباب ، فصدمتنا بـ “فيديو كليبك” الجديد كان ذو  حدين، ويلي الفلكلور والكلمات والألحان الكردية التي لاتتناسب طردا مع تربية الوالدين أو الجد أو حتى ملاجئ اليتامى في مناطقنا، أما من ناحية إبحار الكليب ازدهارا وجمالا وأناقةً بتواجد ملاك أجنبي أشقر وبلباس لايمتّ بالحشمة قيد أنملة فلا اعتراض من قبلنا فئة الشباب وبالعكس نشيد بالفضل لإغناء أوردتنا هرمونيا ًوتعويض ماشحّ عنده تلك المواد الكيميائية وتوفير اقتناء الحبّات الزرقاء بالتدقيق في نهاية الكليب، وحزني فقط على تلك الفتيات المتشحات بالعطف والحبّ اللواتي كانت تدافع عنك وعن فنّك ووطنيتك ولم يجد إحداكن تليق بالتمثيل في الكليب معه ، ولم ترتقي إحداكن لرتبة الجمال عنده لتشاركه مشروع أغنيته الكردية، فيا فنانا أبدعتَ في كليبك هدفاً لم تكن تتوقعه بمنافسة جميع منتجات التحريض التناسلي الطبي، والذي أثر سلبا في عدم التركيزمن قبلنا لكلمات الأغنية أو ألحانها، فنلتمس منك العذر وأنت خير العارفين بفكر الشباب والمتزوجين الروجافويين الملكومين على أمرهم من جميع الجبهات السياسية والاجتماعية والإعلامية والطرق الأكثر نجاعة في إلهاء تفكيرهم الواقف على “نقرة” للإنحراف والتشويه القابل للأدلجة الثقافية.

 فيا زلمى قد كنت هنا، وعشعشت هنا، وأكلت من أيد أم كردية، وانشهرت بين أوساط بيئوية كردية، وكوّنت جمهورا لابأس به كرديا، فلماذا فعلت بنا مالم يفعله الفياغرا والكبتاغون بأيام عزهم ياحبيبي..!؟

نشرت هذه المادة في العدد 57 من صحيفة “Buyerpress”

بتاريخ 15/1/2017