“شاركني حياتي” صرخة المرأة الأخيرة في وجه معنّفيها!

خاص – Buyerpress

تكثر المبادرات والأنشطة حول مجمل القضايا العالقة في المنطقة في الآونة الأخيرة, ومنها قضية العنف بحق المرأة التي لازالت تعتبر ظاهرة موجودة وبقوة في المنطقة.

وكثيراً ما تحاول هذه المبادرات الخوض في جملة من التفاصيل الدقيقة في هذه الظواهر.

مبادرة “شاركني حياتي” التي تقوم بها إذاعة هيفي إف – إم تعتبر من المبادرات التي دخلت في حقيقة وضرورة البحث عن جوانب مختلفة في الظاهرة الواحدة وخاصة قضية العنف بحق المرأة التي تتناولها.

وتعتبر هذه المبادرة واحدة من المبادرات القليلة التي تقدم الكثير من الخدمات التوثيقية والتحريضية على ضرورة البحث عن حلول لظاهرة العنف بحق المرأة.

يقول المشرف اللوجستي في المبادرة السيد آلان مصطفى : “تشمل المبادرة العديد من الأنشطة وآثرنا العمل بمنهجية في هذا المجال وعبر مجموعة واسعة من النشاطات حيث بدأت المبادرة من القيام بإجراء بحث أولي يثبت ويظهر حجم ظاهرة العنف بحق المرأة في المنطقة ويبين كافة مناحي هذه الظاهرة بدءاً من الواقع الذي يؤثر بحيثياته على تفاقم الظاهرة وانتهاءً بجملة من محاولات التدخل التي تكللت بمجموعة من اللقاءات مع معنفات في المنطقة ممن كنّ غير قادرات على التصريح بالعنف الواقع عليهن سابقا.

جوهر المبادرة برامج إذاعي لاقى إقبالا من المعنّفات

وكان المستند الآخر للحملة هو استبيان موسع  شمل مئة امرأة في المنطقة وضم الاستبيان اثنين وثلاثين سؤالا شمل مجمل مناحي هذه الظاهرة وتم التوصل للعديد من الحقائق الهامة حول هذه الظاهرة.

وكان جوهر المبادرة مستندا على برنامج إذاعي حقق الكثير من النجاح وكان مقياس هذا النجاح إقبال مجموعة من النسوة على الحديث للبرنامج عن العنف الواقع عليهن وهذا ما غيّر مسار البرنامج للإيجابية والفعل العملي”.

وعملت المبادرة على مبدأ تقديم وتطوير النجاحات المرحلية للحملة كمادة للتعمق في إدارة المشروع والانخراط في عمق الموضوع الذي تتم معالجته, حيث تم الاستفادة من النجاح في إقبال المعنفات على الحديث للبرنامج بالتقرب من تلك المعنفات لمعرفة احتياجاتهن أكثر والاستدلال على مكنون عملية العنف الواقعة عليهن وأسبابها وذلك بإنجاز جلسة تشاورية مع مجموعة من الناشطات وأكد مدير المبادرة السيد عامر مراد بأن :” عملية تقمص دور الضحية أمر لابد منه لمعرفة الدوافع التي تقف كحجر عثرة أمام تصريح المرأة بالعنف الواقع عليها وهو ما كسر جليده, حيث قمنا بالاستماع لهؤلاء الناشطات وهن يسردن أدق التفاصيل عن عملية تعنيفهم وتحليل أسباب ذلك العنف” وأضاف مراد قائلا:” تهدف المبادرة للعمل بشكل جدي على التقدم خطوة للأمام في قضية المرأة والعنف الممارس ضدها ولذلك نقوم بتكثيف الجهد في كل نشاط”.

آراء مشجّعة وعملية تشبيك ناجحة

وكانت عملية التشبيك فاعلة في المبادرة باعتبارها عنصرا هاما في عملية النجاح فكانت جهود مشروع حكايتنا البريطاني ومنظمة المرأة الكردية الحرة ملحوظة في تطور أداء المبادرة عبر جملة واسعة من الآليات المقدمة من قبل هذين الشريكين, يقول سليمان عثمان مدير مشروع حكايتنا :” يجب دائما التركيز على جودة أي نشاط ومعرفة كيفية استخلاص الفائدة المرجوة منه بغض النظر عن تنفيذه وعدد المرات, فالغاية في النتائج التي نأمل في التوصل لها”, أما السيدة شمس عنتر وهي عضوة في لجنة التقييم في المبادرة فتؤكد بأن:” عملية التشبيك وتضافر الجهود من أهم القضايا التي لابد وأن تثمر عن نجاحات فعلية على أرض الواقع وكوني عضوة في لجنة التقييم ضمن المبادرة أدرك ما قدمته آلية التشبيك للمبادرة من نجاحات حقيقية”.

أما على صعيد موضوع المبادرة فيقول مدير المبادرة السيد عامر مراد :” إن العمل على القضايا الكبيرة أمر يأخذ منّا الكثير من الجهد ويعطينا القليل من النتائج الإيجابية ولذلك فضّلنا تخصيص عملنا في مجال العنف ضد المرأة, حيث نتناول كافة الجوانب والدقائق الموجودة في هذه القضية لنمنح انفسنا الفرصة للوصول إلى نتائج ملموسة”.

وتشمل حلقات البرنامج الإذاعي ” شاركني حياتي” والذي هو جزء من أنشطة المبادرة ثمانية وأربعين حلقة تنقسم لأربع مراحل تطرح في كل مرحلة عناوين عريضة تتفرع لمجموعة من الحلقات التي تتناول تفاصيل هذه العناوين فيتم العمل على استضافة مجموعة من الناشطين والمهتمين بقضايا المرأة مع استطلاعات رأي مأخوذة من المستمعين, كما يتضمن البرنامج الكثير من الحلقات الخاصّة بطرح قصص لمعنفات يسردن حكايتهن مع العنف.

وتقول معدة البرنامج الإذاعي هايستان مصطفى بأن :” البحث في أي برنامج إذاعي عن المبتغى المنشود من وراء مبادرة متكاملة يعني الإعداد جيدا وبتأني لحلقات هذا البرنامج وهذا ما نقوم به في برنامج (شاركني حياتي) لأن كل حلقة تعتبر حجرا أساسيا في عملية الدفع بالحلقات التالية لطرح الثمار الايجابية, وانهيار الهرم المعرفي في أي حلقة سيؤدي إلى فقدان بوصلة البحث عن حل لقضية العنف التي نسعى لتخطي إحدى عقباتها”.

“شاركني حياتي” .. بحث عن الحلول

وتسعى مبادرة “شاركني حياتي” للبحث عن خصوصية العنف الممارس ضد المرأة في المنطقة وعدم الانجرار وراء أحادية النظرة للمشكلة على أنها ذات سمات واحدة في كل أنحاء العالم بل يجب إظهار خصوصية وتجليات هذه الظاهرة وفق ما هو موجود من معطيات في واقعنا بكل تفاصيله, حيث تحاول الحلقات البحث عن كيفية النظر إلى هذه الظاهرة ( المحلية ) بكل ما لكلمة المحلية من معاني قد تتعارض مع عملية تعنيف المرأة ولكن البحث عن حلول هي عملية تستند وترتكز في سياقاتها الأولية على حلحلة التقاليد والأعراف السائدة محليا قبل النظر إلى أي حلول مقدمة ومطروحة لهذه القضية وهذا ما أكدته السيدة عائشة محمد عضوة لجنة التقييم في المبادرة :” نحن نبحث عن خصوصية عملية التعنيف في منطقتنا لأن البحث عن حلول أي داء تبدأ من توصيفه الدقيق ومحاصرته بخصوصيات معينة للعمل على التدخل بشكل سليم لمعالجة القضية”.

وللبحث في باقي خدمات المبادرة أكد لنا المشرف اللوجستي آلان مصطفى بأن :” المبادرة تعد كتيبا باللغتين العربية والإنكليزية حول قضية العنف ضد المرأة وستصدر ألف نسخة من هذا الكتيب لينضم إلى المكتبة المحلية كمساهمة من إذاعة هيفي إف – إم في إغناء هذه المكتبة بدراسات وكتيبات وكتب ناتجة عن بحث وتمحيص دقيقين في الواقع المحلي وكافة مشكلاته وهمومه وخصوصياته”.

“شاركني حياتي”.. صرخة مرأة

وتأتي هذه المبادرات حول قضايا المرأة وغيرها من القضايا الحقوقية والانسانية كجزء من سلسلة من المبادرات والمشاريع والأنشطة الرامية إلى تطوير الأداء المجتمعي المحلي في مجال التوصل لحلول لمجمل قضاياه العالقة للوصول إلى مجتمع أكثر أمنا وأكثر احتراما للحقوق العامّة وخاصة حقوق المرأة والتعايش بين الأجناس والمكونات والتي تعتبر عملية السلام الداخلي اساسا لتكوينها وبناءها وترسيخها.