فيسبوكيات
قبلها بإسبوع ربما أكثر،كنا نتفق على المكان والزمان، لم يكن ثمة مطاعم أو ملاهي نقضي فيها ليلة رأس السنة،بل كانت بيوتنا..وكان “ديك العلو” الذي يباع عند الخال”أبو وارشين تعلكي” أو يبيعه القرويون في المدينة بثلاثة أضعاف ثمنها فقط لأنها ستؤكل في رأس السنة.
ثمة عام لم يشتريها أحد بسبب “انفلونزا الطيور”
كان هناك أيضاً لحم العم “شمس الدين القصاب” أو عزيز..أو احمد عبدو..لا يهم فكل اللحم العامودي كان ذا نكهة لا يعلى عليها.والشوي كان أحد أهم أركان الاحتفال .
يأتي دور الأطفال وما يشتهون..جوز الهند..المكسرات..باستيق..بني..شعبيات..بقلاوة..كانت الموائد ضخمة حتى في بيوت الفقراء..لم يكونوا يفوتون احتفالهم حتى لو استدانوا كل ما على الطاولة أو على شقفة القماش التي تمتلئ بقشور الفستق والبرتقال والبزر لتصبح علفاً لحيواناتهم فيما بعد أو ترمى في سلات القمامة.
العيون تحدق في التلفاز..فحيناً يشاهدون الدول وهي تدخل رأس السنة تباعاً..استراليا..افريقيا ..اسيا..وحيناً يأتي اتصال من أحد الأقرباء او الاصدقاء..اقلبوا الى القناة الفلانية فسعيد يوسف يغني مباشر.
كانت الضحكة والنكات لا تتوقف..كنا نأكل أكثر مما نستطيع دون توقف..فقط لأننا كنا فرحين..نعلق على هذا..نضحك على ذاك..نلعب.
قبيل الساعة الثانية عشرة نتوجه ويتوجه الكثير من أبناء عامودا إلى الجسر المشيد فوق النهر..ويبدأ عرض العاموديين بالتزامن مع عرض دبي ..او نيويورك..او القاهرة..بل ربما أجمل ..أطفال ..بنات..نساء..رجال ..شيوخ كلهم يشتركون ..بعضهم اشترى بكل ما يملك الالعاب النارية..بعضهم سعيد فقط بالمشاهدة وآخرون غاضبين لكنهم يكظمون غضبهم لا لشيء إنما ليفرح الآخرون بما يفعلون وهم يشعلون النار في مفرقعاتهم.
اليوم ..هنا المفرقعات كثيرة..لكنها باردة..ليس معها ضحكات جارتنا التي كانت تهرب وتضحك..ولا تلك الشتائم العفوية التي كان يطلها جارنا الفلاني..ولا حتى بكاء الاطفال الصغار وهم يستمتعون لكنهم خائفين.
نيران ومفرقعات وحكايا ..لا تزال تنخر في هذا الذاكرة التي تأبى أن تنسى
#رأس_السنة_العامودكية