عامودا عروسة برّية ماردين

 

حسام أبو زيد

حسام أبو زيد

يعود تاريخ عامودا القديم إلى العصر الآشوري والعصر الميتاني، وكانت تسمى (آمادا) و يعتقد أن اسم عامودا مأخوذ من اسمها القديم (آمادا) .

 أمّا تاريخ عامودا الحديث فيعود  إلى القرن الثامن عشر، وبني أول بيت من قبل حاج بركو وذلك  بأمر من اسماعيل آغا دقوري الجد السادس لآل دقوري، وبعدها بنيت الكثير من البيوت من قبل أبناء عشيرته، وذكر اسم عامودا في كتاب تاريخ ماردين لعبد السلام مارديني (1785-1842) م، والذي يذكر أن المنطقة تعرضت للهجوم والنهب من قبل العرب في عهد حاكم ماردين أحمد آغا الاربلي، ويذكر أن حاكم ماردين التتار اغاسي غزا عامودا ونهبها، وأيضاً ذكر اسم عامودا قبل مئة وستين عاماً في كتاب محمود الالوسي الذي زارها في إحدى رحلاته، حيث كانت تابعة لماردين، وفي سنة 1920م قام الملا عبيد الله القاسم القادم من قرية داري ببناء حجرة (غرفة للتعليم) في عامودا وذلك لتعليم الشريعة والفقه وعلوم اللغة والفلك وغيرها.

  وكان طلاب العلم يقصدون حجرة عامودا من كثير من المناطق، وبرزوا في الفقه والأدب والعلوم ونذكر منهم: ملا شيخموس حسن (جكر خوين)، ملا عبدالحليم اسماعيل، ملا ابراهيم صوفي عبدو، ملا شيخموس قرقاتي، ملا عبداللطيف ابراهيم ، ملا علي توبس وغيرهم، وفي 1938م تمّ افتتاح نادي للشباب الكرد من قبل جمعية خويبون ، ولعب أهالي عامودا وقراها دورا جوهريا في تاريخ الجزيرة  وعرفوا بالشجاعة والكرم وكانوا من الأوائل الذين قاوموا الاحتلال الفرنسي في عدة مواقف أهمها، انتفاضة عامودا سنة 1937م، وتصدّوا لهجمات العشائر العربية التي كانت تغزو القرى الكردية لتسيطر عليها ونذكر من هؤلاء الزعماء والمناضلين: المجاهد سعيد آغا دقوري، عيسى عبد الكريم، حسين أسعد، صالح قادي، شيخموس هسو، شيخموس حسن وغيرهم من المناضلين الغيورين.

 وفي سنة 1960م، حدثت مأساة حريق السيمنا والتي راح ضحيتها حوالي 283 طفلا حيث كان جيلآ كاملآ من أبناء هذه المدينة، ويبلغ عدد سكان عامودا حوالي 50الف نسمة، ويعملون في الزراعة وبعض المهن كالحدادة والنجارة وغيرها، ويوجد في منطقة عامودا عدة تلال اثرية منها :تل شاغر بازار وتل موزان وتلة عامودا…وغيرها، وتتبع عامودا حوالي 172قرية.