يقترح مهرجان قرطاج الصيفي في دورته الخمسين غدا الخميس 31 يوليو حفلا فنيا غير مسبوق، يجمع بين الالتزام كلمة والموسيقى العالمة لحنا، وذلك من خلال الحفل المنتظر الذي سيجمع الفنان اللبناني مارسيل خليفة والأوركسترا السمفوني التونسي بقيادة المايسترو حافظ مقني.
“لا شيء يبرر فننا سوى أن نتكلم عن أولئك الذين لا يستطيعون الكلام”، قد تلخص هذه الجملة مسيرة الفنان اللبناني مارسيل خليفة، المولود في خمسينات القرن الماضي والذي يعتبر أحد أهم الفنانين العرب الملتزمين بقضية فلسطين. وهو المعروف دوما بأغانيه التي تأخذ الطابع الوطني، وبأسلوب دمجه في الموسيقى العربية الآلات الغربية كالبيانو، كما استطاع أيضا إدخال الساكسفون إلى الموسيقى العربية في واحدة من أهم أغانيه “يعبرون الجسر” للشاعر خليل حاوي.
قضى مارسيل عقودا في مقاومة فنية جنبا إلى جنب مع الشاعر الفلسطيني محمود درويش في مقاومة الغطرسة الصهيونية على طريقتهما، حاملا معه إيمانه بالقضية في أغانيه وموسيقاه، رغم أن طابع الموسيقى قد اختلف بشكل واضح حسب مراحل حياته من الحرب الأهلية اللبنانية والنضال الفلسطيني إلى مرحلة السلم اللبناني ومرحلة ما بعد الطائف، واتفاق أوسلو على الجانب الفلسطيني.
في المرحلة الثانية -من التسعينات إلى الآن- بدأ مارسيل يميل أكثر إلى التلحين الموسيقي البحت دون الغناء، فكانت بداية مشاريعه الموسيقية التي بدأها بمعزوفة “جدل” التي تعتبر نقاشا بين العود القديم (مارسيل خليفة) والعود الجديد (شربل روحانا)، فكان ذلك محاولة أكثر من ثورية بالنسبة لتقديم العود، كما قام أيضا بتأليف موسيقى تصويرية في العديد من مسرحيات عبدالحليم كركلا الأخيرة: مثل حلم ليلة صيف والأندلس.. الحلم المفقود وأليسا.. وملكة قرطاج.
لم تخل حياة مارسيل خليفة من المشاكل والأزمات، فحدث أن تعرض سنة 2003 إلى دعوى قضائية في لبنان، لأنه استخدم آية قرآنية في أغنية “أنا يوسف يا أبي”، وهي قصيدة كتبها محمود درويش تستلهم قصة يوسف من القرآن في إسقاط على القضية الفلسطينية، لتتم تبرئته لاحقا. ومن ألبوماته: الجسر، سعادة، تقسيم، أعراس.