مجلس العشائر الكردية في الجزيرة.. أياد بيضاء تساهم في تماسك المجتمع

– وزّع المجلس أكثر من ستة ملايين كمواد عينية ونقدية على عوائل شهداء وجرحى تفجير ليلة النوروز

– تواصل المجلس ومنذ اللحظات الأولى لأحداث قامشلو مع جميع الأطراف المتقاتلة ولعب دور الوسيط في تهدئة الأوضاع.

تتصف الجزيرة السوريّة بكثرة مكوّناتها وتنوّع أطيافها المجتمعيّة, وهذا التنوّع أضفى عليها طابعاً عشائريّاً إلى جانب طابعها الحضاريّ المتقدّم في شتى المجالات.

فهد الدقوري

وتتميز الحياة الاجتماعية في منطقة الجزيرة بالتكافل والتعاضد والدعوة لأخوّة الشعوب من كرد وعرب وسريان وتركمان وججان, وآشوريين, وكلدان, كما تتميز بمجلسها العشائريّ الذي عمل على توطيد هذه العلاقات ومحاولة توحيد كلمة كافة المكونات بما يخدم مصلحة المجتمع والوطن.

مجلس العشائر الكردية في الجزيرة السورية والذي تأسس في العام 2013 أي بعد سنتين من انطلاقة الثورة السورية, وعقد مؤتمره السنويّ الأول يوم  الجمعة الثامن والعشرين من آذار  2014 في صالة “هلز” بقرية “بريفا” بعامودا وبحضور مجلس غرب كردستان والمجلس الوطني الكردي وممثلين عن العشائر العربية في الجزيرة.

وعن ضرورة تأسيس هذا المجلس يقول فهد الدقوري وهو عضو مجلس العشائر الكردية في عامودا في كلمته في المؤتمر الثاني لمجلس العشائر:” أنه ومنذ مئات السنين كان آباؤنا وأجدادنا متعايشين ومتميزين بالأخلاق الحميدة التي رسختها لهم الاعراف والعادات وصقلتها الأديان السماوية, وعند تعرض أمن واستقرار المواطن للخطر كحالتنا السورية، نجد من واجبنا كعشائر أن نعمل بجدّ للحفاظ على أمننا ووجودنا وخاصةً في الجزيرة ذات التنوع الحضاري والثقافي الجميل، مما حدا بالعشائر الكردية أن تكون سباقةً في لملمة صفوفها لتدارك هذا الواقع المزري”.

عن دور المجلس وأهم فعالياته في النواحي المجتمعية والسياسيّة يقول ممثل العشائر الكرديّة في مقاطعة الجزيرة خليل غالب درويش:” منذ المؤتمر السنوي الأول ناشدنا جميع الأطراف بالعودة والعمل تحت سقف واحد, لأن التطورات السياسية التي تتوالى تؤكد على أهمية الرأي الجماعي والحكمة”.

ويضيف درويش:” يتألف المجلس من مجموعة ممثلين للعشائر الكردية في المنطقة وأهمها: الدقورية – الكابارا – الملية – كيكان – شيخان – آزيزان – سمعيلان – صاروخان- أومران – نجاران- كوسكا- رماكا- موريكا – كوردكا- هيسكا- علي خانا- الشكران- سينكان- بريم زركا- زركان – عمركا- تمركا – عربانا- الكوجر “.

خليل غالب درويش

عن أهم الفعاليات المجتمعية التي قام بها المجلس يقول درويش:” بتاريخ الثاني من أيار 2015 قام المجلس وبجهود مجلس عشائر الحسكة بالصلح بين عشيرة “البو معيش” والآسايش بعد حادثة تبادل إطلاق النار بين الطرفين حيث خلف ضحايا من العشيرة العربية, كما وزع مجلس العشائر الكردية بتاريخ 7 نيسان 2015 أكثر من ستة ملايين ليرة سورية مواد عينية ونقدية على عوائل الشهداء والجرحى الذين قضوا في التفجير الارهابي الذي استهدف أهلنا في حي المفتي مساء الاحتفال بعيد نوروز”.

ويصف السيد فهد دقوري عضو مجلس العشائر الكردية الدور الذي لعبه المجلس في تهدئة الأوضاع على الساحة السياسية إثر الاحداث الأخيرة التي عصفت بمدينة القامشلي  إذ يقول:” إن المجلس وبالتعاون والتنسيق مع مجلس أعيان الحسكة وباقي الطوائف والمكونات قام منذ اللحظات الأولى من الأحداث بالتحرك والتواصل مع جميع الأطراف المتقاتلة ولعب دور الوسيط في تهدئة الأوضاع حيث التقى المجلسان مع القيادة السياسية والأمنية في الحسكة وشرحوا لهم ضرورة وأد الفتنة في هذه المحافظة البعيدة عن الاقتتال الأخويّ “.

ويحاول المجلس حسبما يؤكد درويش لعب دور وسيط بين المجلسين الكرديين إلى جانب جهود الوساطة العشائرية لحل المشاكل الاجتماعية المستجدة, فقد ناشد مجلس العشائر الكردية المجلسين الكرديين بعدما رأى أن ناقوس الخطر يدق حول الوضع السياسي الكردي, وأن حالة التشتت داخل الحركة الكردية وصلت الى حدود غير مقبولة, كما وجّه نداء إلى جميع المكونات في المناطق الكردية لتوحيد اللحمة الوطنية.

ويبقى مجلس العشائر الكردية في الجزيرة صلة الوصل بين أقطاب الحركة الكردية المختلفة سياسياً, وقد ألقت على عاتقها مهمّة توحيد الكلمة الكردية والعمل على التقارب بين الطرفين الرئيسيين, إضافة إلى الإلمام بالمشاكل التي يعاني منها مجتمعنا الكردي وقد نذرت نفسها لأبناء مجتمعها وذلك عبر فروعها ومكاتبها المنتشرة في أغلب مدن مقاطعة الجزيرة.

 نشرت هذه المادة في العدد 54 من صحيفة “Buyerpress”

بتاريخ 15/11/2016