كانت النصيحة.. بجمل..!

عماد خلف

لك ضبوا بناتكم..! وحياتكم! مشيتهم بالشارع راس مالكم, حين تصحو (قشما كلعو) من سباتها العميق, وبوضعيات نوم لا تتناسب طردا مع دلعنة صوتها ورقيه أمام العامة, تستنجد اسعافها بكوب ذو حجم عائلي من القهوة لكي تذهب إلى مدرستها أو معهدها التي تتلقى فيها أعتى دروس الحياة القاسية, ومن ضروريات التحضيرات التي يرقى إغفالها مستوى الكفر في الدين تجهيز المحمول على أمتو باكسسوار يناسب بلوزتها, آخذة بعين الاعتبار مناورة زميلاتها بأخذ أكسسوار بلون مختلف اضطراري احترازي للغدر, ومن ثم يتم الانتقال إلى كرسي الخداع والتزوير فسرعان ما تتحور الضرسانى وتتأقلم مع الذوق العام المتداول على صفحات التواصل الاجتماعي والمسلسلات التركية والهندية وبرامج الغناء والمواهب, فالعينتين تصبغ العينين وتتوغل بقلم كحلها الحدود الغربية والشرقية للدولة الوجنية الصدغية, متغلبة بذلك جمال وبريق وكبر البقرة الهولندية الحمراء, ولحمرة الشفاه مشقة وتعب ذات لذة خاصة, لتتوهم الغشيمى نفسها في الآخر بشفاه هيفاء وميكاب نانسي والتضاريس الجغرافية لـ أليسا, وببلوغ أول خطواتها خارج المنزل تنزل وحي التمثيل من حيث لا علم لنا به, وبتدرج أحيانا تغلب عليه الهرولة والطكطكة, تتذكر قورمجيه ما غفل وتغفل وسوف تغفل عنها كالمعتاد؟ دفترها وكتبها وأقلامها ومسطرتها التي لا لزوم لها, فهي في القسم (Bê) أدبي وليست العلمي, ولأن طريق النجاح والتفوق لا يقبل الرجوع تعلق التروازيم وتكمل كالعادة, فالعفريتة لا تنسى إرخاء حمالات صد….غ موبايلها لكي تتدلى وتتموج أثناء المشي وتستفز باعة البقالة والموبايلات ومكاتب السيارات ووو. لكنها نسيت كتبها, لا تنسى تغير حالة المحمول على أمره من الصامت إلى العام بعد الخروج ولكنها نسيت أقلامها, لا تنسى تأشيرات التنبيه والحياة لعدة متلقين متعطشين لاستيقاظ الاميرة كليوباترا بسلام من نومها ولكنها نسيت دفترها, وتسلك الدلوعة بعدها أبعد الطرق إلى المدرسة وأقساها مسلكا لتستطيع إنهاء جزء من مسلسل أحلامها اليقظاوية والكرماوية والوحدوية قبل بلوغها مدخل المدرسة, وبعد انتهاء الدوام الرسمي تخرج طالبة البيت التي سوف تصبح على ذمة أمها تختورة, مرة أخرى طاهرة وعفيفة ونظيفة من العلم, وتبحث عينيها الصقراويين عن المسبب الرئيسي وذو الفضل الأول على عفتها ونزاهتها من العلم, الجبان الذي يدعي برسائله المليونية تعويضها ما مرّ من أمامها وهي كالهبله من دروس وتدريبات ووظائف , فتبدأ معه مشي ممو زينى سيامند وخجى ( بلا تشابيه ) بقواميس الكذب والنفاق التي تصعد وتتسلق جدران المنازل وأسقف السيارات المارة, والقشيما تصدق وتطلب منه التأكيد فيؤكد والحلفان يحلف ويستجلب أمامها جميع الأسياد والشيوخ والآلهة والمستعبدات ما تواجد منه وما استحال حضوره, ويتركها على مفرق زاوية شمالية جنوبية عكسية لباب منزلها للضرورات الأمنية واحتراما للعادات والتقاليد العشائرية وخوفا منه كما يدعي على سمعتها التي لوثها وزنخها هو وحده وبدخولها المنزل تصرخ بصوت صبي قد دخل سن البلوغ من بابه الهرموني الغزير: كا فراڤييين .. لك ضبوا بناتكم؟ مشيتهم بالشارع راسمالكم, ضحكتهم حركاتهم و وباضي كارداتهم شهادة يقدمونها لسمعتكم.  وحياتكم ..ضبوا بناتكم.

نشرت هذه المادة في العدد 54 من صحيفة “Buyerpress”

بتاريخ 15/11/2016