مسلسلات عن المجندين في ألمانيا لجذب الشباب للخدمة العسكرية

DW-Buyerpress

يقوم الجيش الألماني بتمويل سلسلة حلقات تليفزيونية وفيديوهات عن الحياة اليومية للمجندين بهدف جذب الشباب للتجنيد في الجيش الألماني. وتجد هذه الخطط انتقادات قوية من طرف المعارضة.

كيف يعيش الجنود الألمان حياتهم اليومية؟ مع بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر بدأ تقديم سلسلة حلقات تلفزيونية وعلى الانترنيت تعكس الحياة اليومية للجنود الألمان في الثكنات العسكرية. عنوان المسلسل: “المجندون”. ويود هذا المشروع الذي أنتجه الجيش الألماني، عكس صورة التدريبات الصعبة وطبيعة الحياة التي يعيشها المجندون في فترة التدريبات.  ويتم عرض المسلسل على وقع حلقة في كل يوم على موقع يوتيوب وعلى مدى ثلاثة أشهر، إذ يرغب الجيش في جذب عدد أكبر من المجندين للخدمة في صفوفه.

تدور قصص الحلقات حول 12 مجنداً، عشرة شباب وشابتين يعيشون ويمارسون التدريب العسكري الأولي في معسكر بشمال ألمانيا لمدة ثلاثة أشهر. تصوير الحلقات يتم بكاميرات خفيفة وأيضا من قبل المجندين أنفسهم. والهدف أيضا هو إعطاء صورة عن كيفية تحول الشباب إلى جنود.

حسب الشرح الرسمي يهدف العرض إلى عكس صورة لأجيال المختلفة من الألمان التي لم تعش الحياة العسكرية الإلزامية بعد إلغاء الخدمة الإلزامية في الجيش الألماني قبل عقود. بيد أن سلسلة الحلقات التي تكلف حوالي 1,7 مليون يورو، وذلك ضمن حملة إعلانية من قبل الجيش وعنوانها “أفعل ما هو حقيقيا”، تأتي أيضا بعد إعلان حكومة المستشارة ميركل قبيل وقت قصير عن رغبتها في توسيع الجيش الألماني.

حقبة جديدة أمام “بونديس فير”

توجد وزيرة الدفاع الألمانية اورزولا فون دير لاين منذ الصيف الماضي تحت ضغط ضرورة القيام بتحديث الجيش الألماني وإلغاء حوالي 185 ألف وظيفة قديمة في الجيش وتجنيد حوالي 14,300 مجندا جديدا حتى عام 2023. ويعاني الجيش الألماني من تراجع في أعداد أفراده منذ إعادة توحيد ألمانيا عام 1990، حيث يبلغ عدده اليوم 177 ألف جندي.

وقد تم طرح فكرة ضرورة تحديث الجيش بسبب العديد من التحديات جديدة التي تواجهها ألمانيا، ومن بينها قدوم أكثر من مليون لاجئ خلال عامي 2015 و 2016،إضافة إلى قيامها بمهمات تدريبية وقتالية خارج الأراضي الألمانية ضمن مهمات الشراكة مع حلف الناتو، في أفغانستان مثلا.  كما يشارك الجيش بمهام في قاعدة انجرليك التركية ضمن مهام محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي.

وبضغط من الرئيس الأمريكي باراك اوباما اضطرت المستشارة ميركل إلى الرفع من مستوى ميزانية الجيش الألماني حتى عام 2020 من 39,2 مليار يورو إلى ستين مليار يورو. وكانت ميركل قد صرحت سابقا مخاطبة شبابا من حزبها “إن ما سنحصل عليه من دعم (أميركي) في القرن الحادي والعشرين لن يكون بنفس المستوى لما حصلنا عليه في القرن العشرين”.

آراء معارضة

لكن العديد من السياسيين يعتبرون أن القيام بتحديث الجيش الألماني والأموال المصروفة من أجل ذلك هي أموال ضائعة وخسارة. مفتش الجيش الألماني وعضو البرلمان عن لحزب الاشتراكي الديمقراطي هانز بيتر بارتيلز شكك في نجاعة سلسة الحلقات التي يتم انتاجها لتشجيع الشباب على الانضمام للجيش ويصرح: “الوضع الأمني وتحدياته يشيرأن إلى أن صرف الأموال على مثل هذه المسلسلات لن يأتي أكله”. فيما اعتبر السياسي من حزب اليسار بيتر ريتر تلك الخطط بأنها “هراء”، وقال ” لا نريد دفع أموال لإعلانات حول الموت في الخارج”. حسبما نقلت صحف ومصادر إعلامية ألمانية عن السياسي من حزب اليسار.