جابر محمد.ألمانيا
بعد ازدياد حالات الطلاق بين اللاجئين السوريين في البلدان الأوروبية، وخاصة ألمانيا حسب العديد من التقارير الصحفية التي يتم تداولها عبر المواقع الإلكترونية الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي، التي تعتبر أمر غير مقبول بالنسبة لبعض اللاجئين، وخاصة الشباب والرجال الذين يعتبرونها تقليل من شأنهم، متّهمين النساء والفتيات اللواتي يطالبن بالانفصال بالعار والعهر، دون التطرّق إلى الأسباب وهذا ما قد يدفع البعض إلى العنف والقتل بحجّة غسل العار، الاعتقاد السائد في مجتمعاتهم الذي بات يلاحق الفتيات والنساء السوريّات إلى البلدان الأوروبية، وخاصة ألمانيا التي شهدت قصص مأساوية و مكررة .
قصص وروايات للاجئات سوريات:
ففي خبر نشرته صحيفة berlin morgen Post””، مساء السبت عن اغتصاب رجل سوري يدعى (عبدول) لزوجته أربع مرات بالعنف والضرب، ليتدخل الجيران ويتصلوا بالشرطة لتلقي القبط عليه.
وحسب الصحيفة فإنّ عبدول اتّهم بالاغتصاب وضرب أولاده لكنّه رفض الاتهامات الموجّهة إليه، ليعترف أن زوجته على علاقة برجل آخر.
عشرات القصص والروايات من هذا القبيل نُشرت في الصحف الألمانية، وقد تكون قصّة (عبدول) ليست بالمأساوية مقارنة مع غيرها، ففي العام المنصرم قُتلت الشابة حسناء الأشتر في مدينة ميونيخ طعنا بالسكين من قبل طليقها، الجريمة التي شغلت الرأي العام الألماني، وبعدها قصة قتل الشاب السوري لشقيقته بالسكين في مدينة هاناو وسط ألمانيا، حينها أكدّت التحقيقات أنّ الجاني اقترف الجريمة بسبب علاقة غرامية وقعت فيه شقيقته مع شاب تصغرها سنا.
شهادات بعض اللواتي تعرضن للعنف:
القصص كثيرة، لذا لا يمكننا سرد جميعها، ولكي نقترب من الواقع أكثر التقت bûyerpress””، عبر بعض المنظمات المختصة بهذا الشأن بسيدة سوريّة تدعى أم عدنان اللقب الذي لا يليق بعمرها الصغير ذو الوجه الناعم والجسد القصير النحيف، لتحدثنا عن انفصالها عن زوجها الذي يكبرها 15 سنة، الذي كان يعاملها كجارية جلبها للعمل في المنزل، وممارسة الجنس حسب قولها مؤكّدة أنّها تزوجته زواجا تقليديا وأنجبت منه طفلة.
تروي أم عدنان قصتها باكية كلّما تذكرت الظروف الصعبة التي عاشتها مع ذلك الزوج، الذي كان يقضي معظم أوقاته في النوادي الليلية، والمكالمات الهاتفية الطويلة مع أصدقائه، ليخبرهم عن إنجازاته الجنسية حسب وصفها.
وعن سؤالنا لها هل كان يتصرف ذلك قبل المجيء إلى ألمانيا تقول: بعد زواجنا بعدّة أشهر كان يعود من عمله صارخا متعصبا ويهددني بالزواج من امرأة أخرى، بحجّة عدم خدمة زوجها، وبعدها تطورت المسألة ليجلب العاهرات إلى المنزل، ويقفل عليّ الباب في غرفة أخرى مما اضطررت لترك المنزل عائدة إلى بيت أمي، شكيت لها دون جدوى بسبب رفض أشقائي الشباب الذين كانوا يحدثوني عن جلب العار لهم، وأنّها سوف تصبح حديث العالم، أجبرت على تحمل المعاناة، لكنّه استمرّ بتلك التصرفات بعد عام من وصولنا إلى ألمانيا، مما اضطررت لتهديده بالانفصال في حال استمر بذلك، ليبدأ بالضرب ويصفني بكلمات بذيئة إلى أن جاءت الشرطة بعد أن عمّ الصراخ أرجاء المبنى، لانفصل عنه.
مروة هي الأخرى ممن التقينا بهن مورس العنف بحقّها منذ عدّة أشهر وماتزال آثار الكدمات على جسدها واضحة.
تقول مروة بعد عدّة محاولات فاشلة بإقناع زوجها لمساعدة ابنها المعاق من زوج آخر متوفي، اضطررت لإرسال مبلغ بسيط من المال لابني لتلقي العلاج من راتبي الشهري، الذي كنت أجمعه له إلى أن سمع زوجها بالخبر ذات يوم وسارع إلى الطلاق واستعمال العنف بعد تدخل السلطات بإبعاده عنّي بعد توفير الحماية والسكن.
الأسباب والحالات التي سجلت:
السيدة يوليا بيتر المختصّة بالعنف الأسري أكدت لـ”bûyer press” أنّ العديد من الحالات والشكاوي قدّمت وأنّها في زيادة بسبب رفض بعض النساء ارتداء الحجاب، أو بسبب مشاكل اجتماعية وتقاليد وأعراف.
وتشير السيدة بيتر إلى أنّ غالبية حالات العنف تأتي بعد الطلاق، للانتقام من الزوجة التي تُنقل إلى مكان آخر،
ودعت السيدة بيتر إلى حماية هؤلاء النساء والفتيات من العنف بأي شكل، مضيفة إلى أنّ المرأة لها كافة الحقوق مثل الرجل، اللجوء إلى العنف والقتل أمر لا يمكن قبوله، وخصوصا في ألمانيا بلد الحريات والديمقراطية.
وتشهد ألمانيا العديد من حالات العنف وجرائم الشرف على الرغم من أنها تعتبر جريمة يعاقب عليها بالسجن المؤبد وخاصة بين الجالية التركية، وازدادت أكثر بعد وصول الأعداد الكبيرة للاجئين السوريين، لكن يبدو أنّ المصائب لا تأتي فرادة على الحكومة الألمانية، وخاصة أنها شهدت أعمال إرهابية وتشهد اعتداءات من قبل بعض المتطرفين المناهضين لسياسة ميركل وللأجانب، مما يدفعنا للتساؤل عن سياسة الاندماج في المجتمع الألماني ومدى نجاحها؟