منظمة “Pêl”.. بيت مانديلا سابقاً.. تسعى لتقديم الأفضل، لكن صعوبات جمة تعترض عملها
– من مشاريعها تقديم محاضرات عن محاربة الفساد والشفافية
– لمنظمة (Pêl) علاقات مع أغلب المنظمات والأطراف السياسية لكن التعقيد الذي يكتنف الواقع السياسي يجعل من المستحيل أن تقوم المنظمة بالتدخل في حل نزاعات أصحاب القرار.
– الدعم الذي استطاعت الحصول عليه صغير جداً ولا يعادل 1 % من الدعم الذي تحصل عليه المنظمات الدولية أو السورية بسبب عدم تحويل الدعم للمناطق الكردية لظروف عدة من أهمها الخلافات السياسية مع الإدارة الذاتية
المجتمع المدني هو كل نشاط تطوّعي منظّم حول قيم وأهداف مشتركة لدعم التعليم المستقل، والتأثير على السياسات العامة أو ممارسة الضغوط التي من شأنها معاقبة صانعي هذه السياسات أو مكافأتهم. ويضم هذا المجتمع مجموعة كبيرة من المنظمات غير الحكومية وغير الربحية التي لها وجودٌ في الحياة العامة.
أما منظمات المجتمع المدني فهي جمعيات يعمل على تأسيسها أشخاص وتسعى لنصرة قضية مشتركة وتشمل المنظمات غير الحكومية، والنقابات العمالية والمهنيّة، والمنظمات الخيرية والدينية، وكذلك مؤسسات العمل الخيري ويجمع بينها قاسم مشترك واحد وهو استقلالها عن الحكومة والقطاع الخاص وهو ما يسمح لها بالعمل على الأرض والقيام بدور هام في أي نظام ديمقراطي.
منظمة Pêl.. بيت مانديلا سابقاً، منظمة شبابيّة، مستقلّة, تتخذ من قيم السلام والتسامح والحرية مبادئ أساسيةوتسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة في مدينة القامشلي, كما و تعمل على نشر ثقافة الحوار على مستوى الأفراد والمنظمات.
ويؤكّد شيار عيسى مدير البرامج في منظمة Pêl “بيت مانديلا سابقاً” بأن منظمة “بيل” هي منظمة مدنية محلية اختارت العمل بشكل مستقل عن المنظمات السورية الكبيرة لتحقيق أكبر من الاستقلالية ولتلبية الحاجات المحلية. كما يرى ” أن المنظمات الدولية والسورية لم تلبي احتياجات المنطقة من حيث القيام بمشاريع مشتركة ومتشابهة في كل المناطق السورية التي لا تتشابه ظروفها لذلك كان من الضرورة بمكان القيام بإنشاء منظمات محلية تقوم بمشاريع تلامس احتياجات المواطنين في المنطقة”.
تأسس بيت مانديلا (منظمة بيل حاليا) كمبادرة بتاريخ 16/12/2013 عبر مجموعة من الناشطين. ويعمل على بناء القدرات لدى الشباب وإعداد دراسات، حيثُ يعمل على تمكين المجتمع بالمهارات التي تعزّز التفكير الابداعي واتخاذ القرار، والمشاركة الفعالة وكذلك إقامة مشاريعَ تهدف إلى الحوار السلمي، والعيش المشترك بين مكوّنات المجتمع في مدينة القامشليكما أنه يشجّع انطلاق المبادرات المدنية والمساهمة في تطويرهاإضافة إلى أنه يعمل على تطوير أفكار المشاريع لدى الفعاليات المدنية، عبر توفير أكبر قدر ممكن من الشروط الموضوعية لها.
وفي هذا الصدد يؤكّد أسامة أحمد مدير مركز منظمة (Pêl) :” كانت أولوية التنسيقيات الشبابية إسقاط النظام لكن الظروف السياسية حالت دون ذلك وأدت فيما أدت إليه إلى انهيار المشروع السياسي السلمي وبالتالي انهيار مشروع التنسيقيات الشبابية في عموم سوريا وبالتالي توجه الدعم نحو الطريقة الأخرى في التغيير كبديل عن التغيير الجذري ألا وهو التغيير المجتمعي عبر بناء منظمات مجتمع مدني اجتمعت فيها كفاءات شبابية لكنها لاقت الكثير من الصعوبات ولم تستطع أن تستوعب الجميع بسبب كون تلك المنظمات واعدة وفكرة بناء المنظمات المحلية نتيجة عقود من الحجر على الآخر في ظل نظام البعث لم تكن ناضجة.”
ويضع بيت مانديلا الـقاعات والأجهزة المتوفرة لديه تحت تصرّف الأفراد والمجموعات المدنية الناشطة حسبما يؤكد شيار عيسى: ” في بداية انطلاقة منظمة بيل(Pêl) كان المركز يعمل كمركز للأنشطة (بمثابة مركز ثقافي) يستقبل نشاطات المنظمات التي تقوم بنشاطات بالإضافة إلى احتضان النشطاء وكل من يرغب في الاستفادة من قاعات المركز وخدماته كتوفير الانترنت والطباعة …الخ وفي هذا المجال قدمت المنظمة خدمات كبيرة للناشطين والمنظمات ووفرت لهم صالات لإقامة المحاضرات والورش التدريبية ومختلف النشاطات الأخرى.”
ويضيف أسامة أحمد أن:” لمنظمة (Pêl) علاقات مع أغلب المنظمات والأطراف السياسية لكن التعقيد الذي يكتنف الواقع السياسي يجعل من المستحيل أن تقوم المنظمة بالتدخل في حل نزاعات أصحاب القرار, وهم ليسوا أصلاً فاعلين محليين.”
وينحى شيار عيسى مدير البرامج في منظمة (Pêl) المنحى ذاته :” المنظمات صلة الوصل بين المواطن والسلطة لذلك فإن الناشط المدني يجب أن يكون بالضرورة معارضاً لكن ليس للسلطة وإنما لقوانين وممارسات الحكومات المتعاقبة التي لا تتناسب مع المعايير القانونية. الناشط المدني يختلف عن الناشط السياسي في أنه لا يسعى للسلطة وأنه يعارض القوانين التي لا تتناسب مع المواثيق الدولية والتي لا تلقى صداً ايجابياً لدى المواطن بعكس السياسي الذي يمكن أن يعارض القوانين بسبب مناكفات سياسية ومصالح حزبية”
يقوم بيت مانديلا بإدارة عدة برامج ومشاريع هي:
1- برنامج بناء السلام: ويهدف إلى إحداث تقارب بين مكونات المنطقة سبيلاً نحو بناء سلام مستهدف عبر ورش ومحاضرات توعية ببناء السلام وكذلك تشجيع المبادرات الفردية والجماعية في هذا المجال وقد تم تنفيذ عدة مشاريع في ذلك الإطار مثل: مشروع كتيب الأعياد – مشروع كتيب اللغات – مشروع دورات الأنيمشين – محاضرات وورش تدريبية للتعريف بمفهوم بناء السلام – ملتقى الحوار الشبابي – يتم الآن كتابة بحث عن مشاريع بناء السلام في محافظة الحسكة.
2- برنامج الحوكمة والديمقراطية: ويهدف إلى نشر ثقافة تبنّي المفاهيم الديمقراطية ومحاربة الفساد وتوطيد دعائم الحكم الرشيد ويتم حالياً تنفيذ عدة نشاطات ومشاريع في ذلك الإطار منها:
– مشروع شانشين الذي يهدف إلى خلق مساحة من الحوار حول مختلف المواضيع المتعلقة بالديمقراطية عبر ستّ منتديات على مدى 5 شهور.
– مشروع كلنا مسؤولون
– تقديم محاضرات عن مختلف المفاهيم المتعلقة بنشر ثقافة الديمقراطية
– تقديم محاضرات عن محاربة الفساد والشفافية
– تقديم ورش عن كيفية محاربة الفساد.
يقول شيار عيسى مدير البرامج في منظمة Pêl:” بدأت المنظمة قبل خمسة أشهر بتحضير عدة برامج ومشاريع تنفذها بالإضافة إلى الاستمرار في نشاطات مركز الأنشطة التابع للمركز. نتائج العمل المدني تظهر بشكل تراكمي وليس بشكل آني مباشر لذلك فإنه رغم وجود نتائج جيدة للعمل التوعوي المدني حالياً إلا أن النتائج الحقيقية تظهر بعد أعوام”.
يستهدف المركز جميع الفئات العمرية في برامجه, لكنه يركز على فئة الشباب والنساء لأنهما الفئتان الأكثر تهميشاً في مجتمع ذكوري بطريالكي. حيث أن القيم الذكورية العشائرية الطاغية في المجتمع الملي في محافظة الحسكة تمنع تلك الفئتين من المشاركة الفعالة في الشأن العام الأمر الذي يرغب المركز في تغييره لعدة أسباب من أهمها أن المجتمع الذي تغيب فيه فئات مهمة عن صناعة القرار فيه يعتبر مجتمعاً غير منتجاً ما يؤثر على عملية التنمية مستقبلاً ويخلق معضلات نفسية واجتماعية نتيجة الشعور بالغبن الذي يسيطر على تلك الفئات.
وفي هذا المجال أوضحت ليلى خلف عضو مجلس الإدارة في منظمة (Pêl) بيت مانديلا سابقاً أنه :”من خلال دراسة أجرتها منظمة بيل(pêl) مؤخراً وسيتم نشرها قريباً تبين لنا أن تواجد المرأة في المنظمات المدنية في محافظة الحسكة جيد لكنها تحتاج إلى تفعيل دورها في عملية اتخاذ القرار أكثر.“
كما يركز المركز على الريف في عمله وهي المنطقة المهمشة في عمل المنظمات المدنية التي بدأت تنحو نحو استهداف النخب الثقافية والمجتمعية وهي الفئة الأقل حاجة للعمل المدني مقارنة بغيرها من الفئات المهمشة. كمثال على هذه الاستراتيجية قام المركز بتنفيذ مشروع كلنا مسؤولون في ريف المحافظة في خمس قرى.
وفي هذا الشأن تقول خلف:” إن المنظمات المدنية تخصص برامج ومشاريع تستهدف فيها المرأة في محاولة خجولة للتأثير في الواقع المزري للمرأة في الحسكة من عدة جوانب. لذا حاولت منظمة بيل ملامسة واقع المرأة الريفية من خلال مشروع كلنا مسؤولون الذي استهدف بالدرجة الأولى النساء في ريف مدينة تربسبيه وقامشلو عبر جلسات حوارية لتعريفهن بحقوهن وستقوم المنظمة بمشروع آخر مشابه في القريب العاجل يستهدف النساء العربيات في ريف تل حميس وتل براك.”
كما ترى ليلى خلف عضو مجلس الإدارة في منظمة (Pêl) بيت مانديلا سابقاً أن ” أغلب المنظمات المدنية النسوية، للأسف، غير قادرة على مواكبة ركب القيام بمهام العملية المدنية بكافة أوجهها بسبب عدم توفر الإمكانات المادية والبشرية أيضاً. ما أثر أكثر هو الهجرة التي أدت إلى هجرة عدد كبير من النساء العاملات في المجال المدني.”
يحرص المركز على استهداف كافة المكونات وخاصة في مشاريع بناء السلام ككتيب الأعياد وكتيب اللغات مثلاً.
ضمن الخطة السنوية للمنظمة ستقوم المنظمة بإطلاق مشروع حقوق الإنسان الذي يهدف إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان وتعريف المواطنين بحقوقهم وواجباتهم وسيتم التركيز على الجندرة ومواضيع العنف ضد المرأة بسبب نقص في تشرب تلك المفاهيم لدى فئات واسعة من المواطنين.
نتيجة عقود من إقصاء المنظمات المدنية في ظل حكم البعث تحول المجتمع بأكمله إلى ساحة خلفية للحزب الحاكم الأمر الذي أدى إلى سيطرته على كل مفاصل الحياة الأمر الذي أدى إلى كوارث تبدو نتائجها ماثلة للعيان. لذلك فإنه يتوجب على المنظمات المدنية أن تقوم بعدة أدوار في سوريا المستقبل ومنها أن تلعب دور صلة الوصل بين السلطة والمواطن وأن، تكون رقيباً على السلطة لتأمين أكبر قدر من الشفافية.
تلقت المنظمة دعم تقني من منظمة بيتنا سوريا حيث قامت المنظمة المذكورة بتقديم منحة لتجهيز بيت مانديلا بمعدات وتقنيات تستطيع من خلالها تحسين خدماتها وأدائها كأجهزة صوت ولابتوبات حديثة وتجهيز قاعة المحاضرات وتوسيع مكتبة بيت مانديلا. ساهمت تلك النشاطات في تحسين أداء بيت مانديلا تقنياً ما سمح للبيت باستضافة عد أكبر من النشاطات بتقنيات أفضل.
كما تلقت المنظمة في السنة الماضية دعماً من خلال ورشتين في مجال بناء المنظمات مما سمح للمنظمة بتطوير هيكليتها كما قامت المنظمة بتدريب عدد كبير من المنظمات في مجال تطوير المنظمات وإدارة المشاريع وكذلك قامت المنظمة بكتابة مشاريع بتقنيات جيدة وحصلت على تمويل عدة مشاريع من عدة منظمات.
ويرى شيار عيسى أنه وبسبب كون المنظمة محلية :” فإن الدعم الذي استطاعت الحصول عليه صغير جداً ولا يعادل 1 % من الدعم الذي تحصل عليه المنظمات الدولية أو السورية بسبب عدم تحويل الدعم للمناطق الكردية لظروف عدة من أهمها الخلافات السياسية مع الإدارة الذاتية وعدم الاعتراف بها من قبل الأطراف الداعمة”.
ويؤكد عيسى أن هذا الأمر :” يؤثر على عمل المنظمة التي لا تستطيع توظيف عدد كاف من الموظفين ولا تستطيع مجاراة المنظمات الأخرى من حيث تقديم رواتب مغرية للموظفين الأربعة الذين يعملون في المنظمة براتب 200 يورو لكل شخص”.
قامت المنظمة بتحديث برامجها حيث كانت في الماضي تقوم بنشاطات بشكل عشوائي لكن بعد تلك الورش قامت بتقسيم عملها على أساس برامج ويتضمن كل برنامج عدة مشاريع إلى تنظيم العمل وكذلك الحصول على الدعم في عدة مشاريع من عدة منظمات.
نقوم بتقديم دورات في مختلف المجالات لفريق الداخل الذي يقوم بدوره بتطبيق تلك المعارف بشكل عملي وكذلك يقدم ورش تدريبية للمنظمات الأخرة وخاصة في مجال بناء السلام، كتابة المشاريع، إدارة المنظمات ومكافحة الفساد والشفافية.
تلقت المنظمة دورة مكثفة في مجال مكافحة الفساد والشفافية وقامت بعد تلك الدورة المكثفة بنشر برامجها ومشاريعها في مجال التخطيط والتنفيذ للعلن لتحقيق أكبر قدر من المشاركة المجتمعية في بناء القرارات وكذلك توخياً لمبدأ الشفافية.
كما تلقت المنظمة دورة مكثفة في مجال بناء المنظمات وإدارة المشاريع وكتابتها وقامت بعد ذلك بإعادة هيكلة المنظمة وقامت بتدريب عدة منظمات في تلك المجالات وكذلك حصلت على دعم من منظمات داعمة في عدة مشاريع.
تملك المنظمات خبرات في مجال إدارة المنظمات والمشاريع وكتابة المشاريع وقد قامت بالتدريب في تلك المجالات.
كما تملك المنظمة كوادر تملك خبرة أكثر من أربعة أعوام في المجال المدني من كافة الأوجه في التنسيق والتدريب وتأمين المسائل اللوجستية.
نقاط القوة تلك تجلت في كسب ثقة المنظمات التي تطلب من منظمتنا مساعدتها في تحسين قدراتها عبر ورش تدريبية قامت المنظمة بتقديمها لتلك المنظمات.
إذا يمكن للمنظمات الأهلية في سورية أن تتحول إلى قطاع ثالث وشريك فعلي مع الدولة والقطاع الخاص في عملية التنمية والتحديث التي تشهدها بلدان تلك المنظمات، أما الإبقاء على أوضاعها الحالية فهو تجاهل للإمكانات التي تنطوي عليها وهدر لطاقات العديد من الفئات الاجتماعية والتي يصعب الحديث عن تنمية حقيقية دون مشاركة هذه الفئات الاجتماعية فيها.
نُشر هذا التقرير في العدد (52) من صحيفة “Buyerpress”
2016/10/15