بير روستم
هل هو بؤس الثقافة أم بؤس الروح الوطنية والأخلاق القومية وذلك عندما ينعت أحدهم ويصف مقاومة أبناءنا _في الداخل والخارج أيضاً_ بأنها عبارة عن مسرحيات وللدعاية.. عزيزي إن حمل السلاح والقلم والدفاع عن القضايا الوطنية والقومية لن يكون للدعاية وليس من باب الـ”دعابة لعقول البسطاء والمغرورين بهم”؛ فتلك الفتاة الكريلا التي تحمل بندقيتها وتحتضنها كما تحتضن حبيبها تستحق منا كل التقدير والتبجيل فهي وإن كانت “تمثل في تلك اللقطة” فهي “تمثل دور البطولة في مسرحية” الوجود والكرامة وهي بذاك الدور تكون أفضل من أن تمثل دور فتاةٍ لعوب في إحدى مدن أوربا _مع كل التقدير والاحترام للثقافة والشارع الأوربي ولفتياتنا هنا؛ كون الصورة الواقعية في أوربا ليس كذلك_ وكذلك فكل التحية والتبجيل للأقلام التي ترسخ تلك الحالة البطولية في مجتمعاتنا وتسخر من نفسها بأن تسطر تلك البطولات لشعبنا ومقاومته في وجه الهجمات البربرية لتتار العصر الجديد وثقافتهم القروسطية والآتية من أعماق تاريخ الاستبداد والنحر والقتل.
وهكذا فكلٌ منا يقاوم تلك الهجمات بما يملكه من سلاح وإرادة وإنني لا أزايد على أحد عندما أقول بأني في اليوم الواحد أكرس أكثر من اثنا عشرة ساعة للكتابة والدفاع عن قضايانا وأعاني ما أعاني من آلام في الظهر والتقوس والتقرس في العامود الفقري من جراء الجلوس الطويل وراء اللابتوب ناهيك عن آلام العيون والصداع الدائم وغيرها، بل وربما هناك من يكرس حياته أكثر مني بكثير ويعاني أكثر .. وذلك دون منة على أحد أو حتى مقابل مادي _وهو حقٌ طبيعي لكل من يبذل مجهوداً؛ وهنا لا بد لي من أن أشكر الدولة والمجتمع السويسري والذي يوفر لي هذه الساعات والرعاية لكي أخدم قضايا بلدي_ ومع ذلك يأتي من يقول بأن “هذا الكلام ليس الا دعابة لعقول البسطاء والمغرورين بهم”.. أفلا بؤس من هكذا ثقافة وأخلاق وضمير وقول وذلك بحق كل من يريد أن يعمل شيئاً لبلده وقضيته بحيث لا يسعنا إلا أن نقول لهم: يا حيف.