تستمر الاتصالات بين السلطات المحلية ومسؤولي «الإدارة الذاتية» في المنطقة الشرقية، بهدف الحصول على موافقة المناطق الخاضعة لسيطرة لجان «الحماية الشعبية» الكردية على إجراء الانتخابات الرئاسية في تلك المناطق.
وحتى أمس الأول لم يكن مسؤولون في «حزب الاتحاد الديموقراطي»، الذي يعتبر الجناح السياسي لـ«حزب العمال الكردستاني»، أعطوا موافقة للجانب الحكومي بإجراء هذه العملية، رغم الوساطات التي يقوم بها أكراد سوريون في مناطق سيطرة الحزب في المنطقة الشرقية.
أحد المفاوضين في هذه القضية رئيس «لجنة المصالحة الوطنية» في مجلس الشعب (البرلمان) عمر أوسي وهو كردي، ويرأس ايضا تجمعا للأكراد الموالين للدولة تحت اسم «المبادرة الوطنية للأكراد السوريين». وفقا لأوسي ثمة مؤشرات إيجابية على أن تسمح «الإدارة الذاتية الموجودة في تلك المناطق» للحكومة بوضع بعض صناديق الاقتراع تتيح للراغبين بالتصويت في الانتخابات الإدلاء بأصواتهم.
ويغيب نفوذ الدولة، العسكري والأمني، بشكل شبه تام في مناطق عدة، يقدر تعداد سكانها بالمليون نسمة، وإن كان هذا الرقم قد تشتت تحت صدمات المأساة السورية، ويتكون من مزيج كردي، عربي، عشائري، ومسيحي.
ويرى أوسي وفق ما قال لـ«السفير» أن «المزاج الكردي الشعبي على غير السائد مؤيد لإجراء الانتخابات ويرغب بالتصويت»، مشيرا الى أن الغالبية العظمى من السواد الكردي «ليست منظمة سياسيا» وبالتالي لا تتبع للأحزاب الكردية المقاطعة للانتخابات.
ويوافق كثر ممن تحدثت إليهم «السفير» على أن «الاتحاد الديموقراطي» الكردي ينسق ميدانيا مع الجيش السوري في عملية «مكافحة الإرهاب»، حيث تتولى لجان الحماية الشعبية بنفسها حماية مناطق التجمعات الكردية ضد هجمات كل الفصائل المعارضة للنظام في ريفي الحسكة والقامشلي، وبين أبرز تلك التنظيمات «الجيش الحر» سابقا، وحاليا «الجبهة الإسلامية» و«جيش الإسلام»، إضافة لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«جبهة النصرة». وتتولى الإدارة الذاتية الكردية مناطق عدة، أبرزها رأس العين، الدرباسية، عامودا، الجوادية، الرميلان، المالكية، والقحطانية وتل تمر.
وحتى الآن ضمنت الحكومة توزيع صناديق اقتراع في مناطق وسط القامشلي والحسكة، وبعض أحياء دير الزور ومدينة ادلب، لكن دون ضمانات في أرياف تلك المناطق التي تخضع لتنافس عسكري دموي على مناطق النفوذ.
وكانت صحيفة «الوطن» ذكرت أمس الأول إن «المبادرة الوطنية الكردية» تحضر لتأمين وسائل نقل للمقترعين من مناطق الإدارة الذاتية إلى وسط القامشلي والحسكة في حال رفض «الاتحاد الديموقراطي» الكردي مطالب الحكومة وضع صناديق اقتراع في مناطق نفوذه. ودعا رئيس الحزب صالح المسلم، في مقابلة صحافية منذ أيام، الأكراد إلى «عدم التصويت» في الانتخابات، مشيرا إلى أن بعض مناطق الحسكة والقامشلي ستشهد عملية اقتراع، لكن من دون الإشارة الى ما إذا كان حزبه سيعيق تلك العملية أمنيا أم لا. إلا أن أوسي اعتبر أن إمكانية مشاركة أعداد كبيرة من الأكراد تبقى قائمة وبقوة.
وأعرب أوسي عن اطمئنانه إلى أن عملية النقل ستجري من دون عقبات أمنية تهدد أمن المقترعين، مبقيا على تفاؤله باستجابة «الاتحاد الديموقراطي» في النهاية للوساطات التي تقوم بها مبادرته، إضافة إلى جهود محافظ الحسكة و«البعثيين» ووجهاء المنطقة.
من جهتها، نقلت «الوطن» عن عضو اللجنة الفرعية للانتخابات في مدينة دمشق سامر علي قوله إن عدد المراكز الانتخابية في مدينة دمشق وصل إلى 1500 مركز، وفي ريفها إلى 1535 مركزا، فيما وصل في حلب إلى 1200 مركز، وفي ريفها إلى ما يقارب الألف مركز.