المشهد الأخير.. ناجون يروون اللحظات الأخيرة في حياة ضحايا انفجار قامشلو الإرهابي

 

جميع القصص التي أشيعت فيما بعد من كونه كان يتحدّث بالهاتف ليخرجوه كانت عارية من الصحّة

– قال البعض أنهم يسمعون صوتا من القبو, وكان ذلك الصوت صوت أم الشهيد كاسترو

خاص – Buyerpress

المواطن غسان عصمت درويش الذي يشغل منصب مدير دائرة نقل الكهرباء في المحافظة, هو أحد الناجين من التفجير الانتحاري الذي استهدف الحي الغربي في مدينة قامشلو, فقد ستة أفراد من العائلة, وأصيب هو ووالدته بجروح بليغة, يتحدّث عن ذلك اليوم بهدوء تام وكأنه يسرد قصّة لأحفاده, ومشاعر الحزن ظاهرة على وجهه:

” استشهد أخي خورشيد عصمت درويش مواليد 1978 وهو صاحب محل سوبر ماركت على الشارع العام ومنزله فوق المحل, أب لابن وبنت (8-5 سنين) والابنة معاقة تشكو من قصر نمو. كما استشهدت بريفان إبراهيم مواليد 1986 خريجة معهد الفنون النسويّة, وهي زوجة أخي خورشيد وكانت حاملا بابنها, قذفها التفجير من الطابق الثاني إلى الشارع العام.”

منزل عائلة السيد غسان عصمت درويش, وفي الأسفل “بالزاوية” محل الشهيد خورشيد درويش

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ويتنهد لبرهة ثم يتابع:” فقدتُ زوجتي أميرة أحمد  شيخو مواليد 1969 كانت مهندسة مدنية خريجة 1996, وموظفة في قسم الموارد المائيّة لها ثلاث بنات وابن واحد, تخرجت البنت الكبرى من كلية الطبّ البشري, أمّا الثانية فمازالت في السنة الثالثة اختصاص طبّ بشري, أمّا الصغرى فقد حصلت على المرتبة الثالثة على مستوى المحافظة في الشهادة الثانويّة هذه السنة, أمّا الابن  عصمت فقد نجح إلى الصفّ الحادي عشر”.

ويتابع: أما الشهيدة أفين صالح شيخموس فكانت زوجة أخي دارا وهي مواليد 1989خريجة كلية الرياضة, كانت مدرّسة في قرية ام الفرسان وهي حامل بابنها, كانت قد وضعت رأسها على المخدّة بجانب رأس أمي لحظة التفجير وتمازحها, أصيبت أمي بكسر في قدمها أما هي فشوهد جرح في عنقها سبّب نزفاً أدى إلى وفاتها”.

 

 

 

 

 

 

 

ويضيف:” فقدتُ أيضا بلشين خورشيد سليمان مواليد 1997 طالبة في كلية الطبّ البشريّ في جامعة دمشق, كانت نائمة في القبو تحت محل كمال كوره, وأيضا كاسترو خورشيد سليمان مواليد 1984اختصاص جراحة عظمية من جامعة اللاذقيّة, كان نائماً في القبو تحت محلات كمال كوره على فراشه ويده تحت رأسهوهما ابنا أخت زوجتي.”

وعن اللحظات التي تلت التفجير والإسعاف يقول:”  قبل أن يتم إسعافي أذكر أنه قال البعض أنهم يسمعون صوتا من القبو, وكان ذلك الصوت صوت أم الشهيد كاسترو, فناداها من في الخارج ورموا ببعض الرمل والتراب من هذه الفتحة التي يصدر منها الصوت, وطلبوا منها أن تحدد لهم موقعها بالنسبة  للفتحة, حالما وصل الرمل إلى القبو نادتهم أم الشهيد كاسترو أن تلك الرمال سقطت فوق رأسها تماما, وبذلك عرفوا مكانها بدقّة, فتمّ قص تلك القضبان الحديديّة وإزالة الأنقاض المتجمعة, وتمّ انتشالها. حينها قال أحدهم  – وأتحفّظ على ذكر اسمه – أنه ما دام قد أخرجنا الأم سليمة فلا بدّ أن ” كاسترو وبلشين” أيضاً  أحياء, وسيكونون قريبين من نفس الموقع, فطلبوا المعدّات وبدؤوا بالبحث ولكن مع الأسف في غير المكان المتوقّع, وفيما بعد, وبعد أن استعادت الأم وعيها سألتها عن مكان منامة ” كاسترو وأخته بلشين” فقالت أن كاسترو ينام في الغرفة التي بجانب بيت الدرج تحت محل كمال كوره, وبينما أخته بلشين نائمة في الغرفة التي تقع أسفل محل شيخو. حينها أخبرنا العمّال المشرفين على الانتشال بهذا الأمر, وحالما بحثت الآلية في المكان المذكور وجدوه تحت الأنقاض قد فارق الحياة نائماً ويده تحت رأسه, وأمامه هاتفه وحاسوبه المحمولين, أما جميع القصص التي أشيعت فيما بعد عن تكلُّمه بالهاتف ليخرجوه فقد كانت عارية من الصحّة, أمّا عن بلشين “, فقامت الأمّ موقعها ولكنّنا تعذّبنا في العثور على جثّتها, فكانت الأنقاض قد أطبقت عليها, وتمّ انتشالها والدماء قد سالت من أذنيها, ورأسها, وذلك نتيجة لضغط التفجير”.

موقع محلات كمال كوري حيث كان الدكتور كاسترو وأخته بلشين نائمين في القبو

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ويمضي   بالقول:” أما أختي جنان عصمت درويش, فهي جريحة وقد كسر ظهرها وأجري لها عملية تثبيت فقرات, لا تستطيع تحريك الجزء السفلي من جسمها حتى الآن, ولكن الأطباء متفائلون, أمّا أمّي التي ناهزت السبعين فقد انكسرت رجلها اليسرى, وقد ركبوا لها صفائح معدنيّة. ابنتي أوميد وهي خريجة كلية الطبّ البشريّ, لديها جروح عديدة نتيجة الشظايا, وقد تم استخراجها وعولجت. ابني عصمت الذي أنقذني وانتشلني من بين الأنقاض, كان هناك جرح في رأسه بطول حوالي 14سم  إضافة إلى شظايا في رأسه وصدره ويده, ووضعه الصحي مستقر الآن”.