د. عنتر ابراهيم يجري عملية جراحية “معقّدة” والنتائج تفوق التوقعات (بالصور)

تقرير: فنصة تمّو

تكللت عملية استئصال الورم “السحائي” التي أجراها الدكتور عنتر ابراهيم “جراحة عصبيّة” للمواطن سيْدو حجي “73 عاماً” والقادم من منطقة شنكال بالنجاح, حيث استغرقت أكثر من ساعتين ونصف, وفاقت توقّعات الأطباء في نسبة النجاح المقررة لها. إذ أن المريض كان يشكو من وجود ورم نخاع رقبي, مرافقاً بآلام في الكتف.

موقع صحيفة ” Bûyerpress” أعدّ هذا التقرير عن العملية الجراحية التي تمت بنجاحٍ لم يتوقّعه الطبيب والطاقم المساعد. وأوضح الطبيب عنتر ابراهيم  الذي أجرى العملية:

راجعني المريض سيْدو حجي قبل أيام وهو من منطقة “شنكال” من قرية “سيبا خضر” وكان يشكو من آلام في رقبته وكتفه (الأيمن) وحسب الأطباء الذين شخّصوا له المرض في كردستان وصفوا الحالة – بعد إجراء التحاليل الطبية وأخذ الصور الشعاعية – بأن ما يعانيه من ألم هو نتيجة القليل من الانقراص والتهاب رباط الكتف.

 

 

 

 

 

 

 

 

 الموافقة مع احتمال حدوث شلل رباعيّ أو وفاة أثناء وبعد العمليّة

وتابع د. ابراهيم: طلبت منه بعد معاينتي لحالته إجراء “رنين مغناطيسي” حيث ظهر من خلال تشخيصي لصورة الرنين  أن هناك ” ورم نخاع رقبي” وهو يحتاج إلى عملية جراحية, يمكن وصفها بأنها صعبة نوعاً ما, وبعد التشاور قرروا العودة إلى كردستان لبضعة أيام, ثم العودة. حيث حددنا موعداً لإجراء العمل الجراحي, وأخضعناه لفحوصات عديدة لأنه مسنّ ومدخّن, ولديه مشاكل قلبيّة وصدريّة, وقد رأى اخصّائيّ التخدير أن نستشير طبيبيْ القلبية والصدرية, وقد وافق طبيب القلبية على إجراء العملية مع الإشارة إلى أن العمل لن يخلو من خطورة, لكن طبيب الصدرية لم يوافق على إجراء العمل بسبب صحة المريض, حيث وصف له أدوية استعملها المريض لعدة أيام, ومع ذلك أخبرنا الطبيب بأن هناك خطورة “صدريّة”.

د. عنتر ابراهيم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وأوضح د. ابراهيم: أبلغـْنا أبناء المريض بخطورة العمل, ووافقوا على إجراء العملية, كونه ليس أمامهم خيار آخر, وتمّ التوقيع من قبلهم على الموافقة مع احتمال حدوث شلل رباعيّ أو وفاة أثناء وبعد العمليّة, نتيجة خطورة العمل الجراحي وقرب منطقة الاصابة من منطقة التنفس. هذه العملية هي الثالثة من نوعها التي أجريها منذ 12 سنة, كونها حساسة جدا ولا تخلو من تعقيدات.

 

 

 

 

 

 

أجري العمل الجراحي في مشفى “الكلمة” بتاريخ 29/6/2016 بنجاح, واستغرق ساعتين ونصف حيث تمّ استئصال الورم بنسبة100% دون أيّة مشاكل, وكان حجم الورم كبيراً, وعلى الأغلب هو ورم “سحائي” سليم, وقد استفاق المريض بدون أي اختلاطات, وما عاد يشتكي من آلام يده وكتفه وهو بحالة صحية جيدة الآن. ووضعه الصحي مستقرّ.

وتألف الطاقم الذي أجرى العمل الجراحيّ من طبيبيْ التخدير جوزيف أورهان وجميران فتحي والمساعد لقمان أبو روان والمساعدة نادية والمساعد راشد.

تكاليف العمليات الجراحية في اقليم كردستان باهظة وخياليّة:

قال د. ابراهيم: بعد تشخيص المرض من قبلنا وسفر المريض إلى إقليم كردستان في المرة الاخيرة راجع عدة أطباء, ولكن الجميع – للأسف- طلبوا منهم مبالغ ضخمة 10 – 12ألف دولار, وبدون ضمانات. أنا أيضا لم أعطِ لهم أية ضمانات ولكني أجريتها بتكلفة أقل بكثير “بحدود 400 دولار”.

وضع العم سيدو حجي بعد خضوعه للعمل الجراحي:  

فيما قال العم سيْدو حجي: أجريت لي عملية في الرأس, حيث كنت أعاني من ألم في كتفي وفي رقبتي ولم أكن أقوى على الحركة, والآن بعد العملية هناك ألم بسيط ولا أقوى على الحركة نتيجة العملية ولكني أفضل بكثير من السابق, أشكر الدكتور عنتر ابراهيم مع الطاقم الطبي على إجراء هذا العمل الجراحي الناجح.

المريض سيْدو حجي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ومن جانبه قال خليل جارو مرافق المريض “حجي” وهو أحد أبناءه: عانى والدي   منذ ما يقرب 6 أشهر من ألم في الكتف, حيث راجعنا الأطباء وأجرينا له كل ما يلزم لتشخيص حالته, من صور أشعة وتحاليل ولكن حالته كانت تسوء يوما بعد يوم, لهذا وبعد استفساراتنا المتكررة لبعض المعارف والأطباء نصحونا بالطبيب عنتر إبراهيم لما له من صيت في اختصاصه. فوصف حالة الوالد بأنها بحاجة إلى عملية جراحية لوجود “ورم نخاعي ” ومن الضرورة استئصاله, وحدد للوالد موعد العملية, حيث أجريت بنجاح والحمد لله.

 

خليل جارو مرافق المريض “حجي”

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الطبّ في روجآفا في قمّة العطاء والعلم والعمل:

كما وتطرق الطبيب عنتر ابراهيم خلال حديثه عن بعض الجوانب الهامة في هكذا عمليات, يقول موضحاً: هذا النجاح يشجعنا لإجراء مثل هذه العمليات الحرجة هنا, لأن السفر إلى دمشق وكردستان وأوربا مكلف وخطر, وبرأيي الطبّ الأكثر نجاحا وتقدّماً وشهرة هو في روجآفا, وهو في قمّة العطاء والعلم والعمل. ومازالت تكاليفه رخيصة, ونحن سعداء بهذا الشيء, ولا نريد للأسعار أن ترتفع, ما يهمنا قبل كل شيء هو صحة المرضى, ورغم كل الصعوبات لازال لدينا كوادر طبية جيدة وذو خبرة في الجراحة والتخدير والتمريض.

ورأى د. ابراهيم أن هجرة الأطباء أثرت على المنطقة جدّاً, وأصبح هناك نقص في الاختصاصات, مشيرا إلى أنه – للأسف – لم يوفّق أغلبهم حتى الآن, لأنه عليهم إتقان اللغة وهذا صعب, عوضا عما سيستغرقه العمل بالطب من الوقت في أوروبا, هجرتهم بهذا الشكل تصرّف خاطئ.. خاطئ.!.

واستبعد د. ابراهيم أن يكون الوضع الأمني في روجآفا غير مستقرّ وغير آمن, موضحاً أنه لم يبقى أمان في العالم كله, السينما في ألمانيا, ملعب فرنسا, مترو بريطانيا, بلجيكا, ضواحي باريس, أهم دول ومعالم العالم لم يبقَ فيها أمان, وأنا شخص مؤمن بالله تعالى وقضاءه وقدره الله تعالى, مؤكّداً أن الكرامة وخدمة الشعب أهم من الأمان. الأمان مفهوم نسبي وهجرة الكوادر الطبية والهندسية والعلمية وهجرة العقول أهم من هجرة الأموال وسنلاحظ قيمة هذه العقول التي هاجرت بعد عدة أعوام لأنه ستنهار جميع الطاقات الموجودة ولا توجد طاقات تحل محلها.

وعن سفر المرضى الى إقليم كردستان للمعالجة اختتم د. عنتر ابراهيم ” جراحة عصبية” حديثه بالقول:

” ليس لديهم أي مبرر, عدا مرضى السرطان, وعمليات القلب, أما بقيّة الأمراض والعمليات فبإمكاننا إجراءها هنا, في روجآفا.. مشيراً إلى أن المنطقة تشكو من حصار طبي ومواد وادوية, متمنياً من هيئة الصحة تأمين هذه المواد, وكذلك تأمين مجهر جراحة عصبية لأنه هناك العديد من العمليات تستلزم وجود مجهر وجرّاح قلب ومركز متخصص بعمليات القلب, ومركز متخصص بالسرطان, وعندها لن يحتاج المرضى للسفر الى أي بلد كان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Comments (2)
Add Comment