ثقافة التداوي بالأعشاب.. نحو الاندثار أم الازدهار..

خاص – Bûyerpress

باتت تجارة الأعشاب سمة يشتهر بها سوق عذرا القابع وسط سوق مدينة قامشلو، حيث لم  يمنع التطوّر في مجال الطب الأكاديمي والدوائي من تنامي ظاهرة التداوي بالأعشاب والحشائش الطبيّة بل أصبحت عادة تستهوي الشرائح المختلفة في المدينة ومعظم المدن المحيطة بها ومن مختلف المستويات العلميّة، ويعتبر سوق “عذرا” من أقدم الأسواق المتخصّصة في بيع الأعشاب والزيوت الطبية التي تستخدم  في التداوي من العديد من الأمراض المستعصية مثل “السّرطان، القصور الكلوي، أمراض الكبد” إلى جانب الكثير من الأمراض الجلدية والهضمية.

صحيفة ” Bûyerpres قصدت إحدى المحال في سوق عذرا والذي يعتبر من أكبر مستودعات الأعشاب في المنطقة، وتعود لصاحبها العم بكري الصافي الملقب بأبو فؤاد وهو من أبناء مدينة حلب، استقر في قامشلو منذ خمس سنوات حين بدأت الأزمة في سورية.

يقول العم أبو فؤاد  في اختصاصه ومؤهله الدراسي: أنا حائز على إجازة في العلوم من جامعة بغداد.. عملية المعالجة بالأعشاب تحتاج إلى خبرة وممارسة واحتكاك، فأنا أعمل في هذه المهنة منذ 16 عاماً وأتاجر أيضاً بالزيوت والتوابل ومشتقاتها، لم آخذ هذه المهنة عن أحد، بل كانت صدفة من القدر حين أصيب أحد أبنائي بمرض الصرع  وفشل الأطباء في معالجته، ولم أترك طبيباُ أو مشعوذاً أو شيخاً إلا وقصدته إلى أن التقيت بشخص عراقي الجنسية أثناء إقامتي في بغداد وكان يعمل في مجال الأعشاب، حيث شفي ولديّ على يديه، كان يملك مزرعة كبيرة يزرع فيها كل أنواع الأعشاب والحشائش، وأرادت الأيام أن أصادقه وأتعرف على هذه المهنة عن قرب وقررت العمل في هذه المهنة.

أنواع الأعشاب ومصادرها:

يقول أبو فؤاد: “يوجد كمّ كبير من الأعشاب الطبية، ولدي هنا في المستودع 180 عشبة منها(حشيشة القلب، شوك الجمل، الخزامة، البابونج، كف مريم، الختمية، الدردار، الحلبة، السداب، العرن، لسان العصفور، زيزفون، الجكلس، حشيشة الدينار، الحميض، القريص، لحاء الصفصاف، أكليل الجبل) يقصدني أهل المدينة من كل حدب وصوب بوصفة طبية أو يطلبون الخطلة المناسبة لما يعانونه كما يقصدني العاملين في مجال التداوي بالأعشاب”.

وعن مصادرها أضاف: “أجلب معظمها من (سهل الغاب، الشام، حلب) ومن الجزيرة السورية، هناك أيضاً بعض الأنواع ولكنها قليلة نوعاً ما مثل ( الزوفل، والحرمل).

ماذا عن أسعار الأعشاب ومدة صلاحيتها للاستخدام:

قطاع العطارة شأنها شأن كل القطاعات، تأثر بالارتفاع الكبير للأسعار، وهنا أوضح العم أبو فؤاد: ارتفعت أسعار الأعشاب أيضاً مع هذا الغلاء  فنحن نجلب الأعشاب من المحافظات الجنوبية للبلاد والساحل السوري حيث نتكلف أجرة الشحن الغالية جداً اضافة الى ارتفاع الأسعار.

تضاربت الأقاويل فيما يقال عن مدة صلاحية الأعشاب، منها ذهبت إلى القول أنه ليس هناك مدة صلاحية للأعشاب، فتبقى صالحة دائماً للاستعمال، وهناك من قال أن هناك مدة صلاحية محددة، فيما أكد العم أبو فؤاد بأن أقل مدة صلاحية هي خمس سنوات، وكلما كان طريقة التجفيف سليمة كلما زاد مدة صلاحية العشبة.

بالرغم مما وصل إليه الطب الأكاديمي والطب الدوائي إلا أن ثقافة التداوي بالأعشاب التي توارثها أبناء المدينة لازالت تتمتع بأهمية كبيرة ولازال سوق “عذرا” مقصدهم بين الفينة والأخرى، للحصول على ما يحتاجونه من الأعشاب والخلطات والحشائش الطبية.

نُشر هذا التحقيق في العدد 45 من صحيفة Buyerpress

2016/6/15