كان العالم جميعا، قد نسي “محد علي كلاي”.
جميع العالم نعم، من تحمس لقبضته ومن تحمس لإسلامه ومن غضب عليه وعلى اسلامه، جميعنا كنا قد نسيناه واذا ذكر يذكر ببعض العطف العابر لفعل المرض الرديء.
فجأة استيقظنا جميعا على الرجل “الامثولة” على البطل الانسان، وهو يغادر كوكبنا، حياتنا البائسة، يترك لنا “الباركنسون” والذكريات التي اثارت المخيلة.
نعم لاول مرة رأيت على التلفاز أجيال امريكية شابة ومهترئة، سوداء افريقانية وبيضاء ايرلندية ،تبكي وبحرقة نعم بحرقة صادقة، فصدق البكاء يظهره نشيج صامت يختلط من الحلق بالعينين.
رأيتهم يبكون وكأنهم يودعون عزيزا ، كانوا يبكون رجلا أمثولة وقد خلت الحياة من الرجال الامثولة.
لم يكونوا يبكون قبضة محمد علي كلاي ولا صرخاته الحماسية في وجه خصومه ولا تلك القبضة الحديديو وهي ترتجف من المرض اللعين.
كانوا يبكون امثولة رجل قبل الام تيريزا وقبل الاب بيير وقبل جمعيات دعاة السلام وقبل حملة نوبل غدوا انسانيين.
قبل الجميع صرخ محمد علي كلاي وهو على قمة المجد الرياضي:
لن اذهب لاحارب اخا لي في الفييتنام ، لن احارب الفييتكونغ لم ينعتني احدهم يوما بالأسود ( العبد). وهو يرمي بلقبه بلقب قبضته بين انياب قتلة جهلة متغطرسين.
نبكي انفسنا حين نبكيه ونستعيره من ترايخ تلك الجملة الانسانية الصرخة الحق في وجه السلطان الجائر.
الانسانية تبكي نفسها حين تفتقد الانسان في نخبها.
أنه درس في الانسانية، ما اقبح كسل من لا يتعلمه في وقته.